سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
الراحل الهادي التركي :" قماشة مبروكة البرينصي سياق فيه ايقاع الظلال والأضواء والمعمار التقليدي بنوعية راقية وموسيقى محبذة ".
لوحات فيها طبيعة جامدة ..و تراث و روح تونسية ...


الرسم هو هذا الضرب من المغامرة و القول بالذهاب بعيدا مثلما يذهب الأطفال ذات يوم مشمس نحو اللون و مداه....

لقد عرفت التجربة التشكيلية في تونس بتميّزها و ثرائها من حيث تعدّد ألوانها وتياراتها وتجاربها، ذلك أنها نهلت من خصائص الحياة التونسية بشتى أطيافها وإنجازاتها و من تيارات الحداثة الفنية التي عرفتها أوروبا والعالم بصفة عامة.
من بين هذه التجارب نذكر تجربة الرسامة مبروكة برينصي التي أقامت عديد المعارض، كما أنها برزت بالخصوصية الفنية والثقافية التراثية بالخصوص...

مشاهد وعادات وتقاليد وحالات تشكيلية متعددة تمضي معها الرسامة مبروكة برينصي بكثير من الحلم ديدنها القول بأبجدية الانسان في حله وترحاله وفق علاقاته الوثيقة باليومي وبما ترسخ من صور الوجد ومظاهره المبثوثة في الثقافة وأعماقها في الموروث والمبتكر ضمن جدلية الاصالة والمعاصرةوالقديم والمستحدث..لتظلّ الأغنية عالقة بالأعالي مثل نسيم يترك بهجته الموزّعة في الأرجاء عند العشايا...

في هذه الأجواء المأخوذة بالسحر والألوان، تبتكر الفنان تفاصيلها بشيء من الطفولة حيث العناق الأبديّ بين الفكرة والظلال.. بين اللون والحركة وبين البصمة والذاكرة..

في تفاصيل هذا اليومي المبثوث على أرض الكائن، يبزغ صوت الفنانة مبروكة التي شقّت زحام المدينة وفي قلبها شيء من الحياة التي تراها لونا وبحرا وورودا...

مبروكة برينصي ظل الفن هنا وعندها ضربا من السفر الدائم تجاه الأشكال والأصوات حيث النظر بعين القلب لا بعين الوجه.

قدمت ذات مرة تجربة من خلال بعثها لفضاء للفنون و سعت الفنانة التشكيلية مبروكة البرينصي الى جمع هواة الرسم من التونسيين و من أبناء الجاليات الأجنبية والافريقية المغرمين بالرسم ضمن ورشة لتعلم أبجديات و أصول الفن التشكيلي الى جانب اقامة معرض جماعي لأعمالهم وقد وفقت الرسامة في تحقيق حلمها الذي عاشته لعقود والمتمثل في هذا الرواق متعدد الأغراض الفنية والابداعية والتربوية ..و سعت الى عرض أعمالها في مناسبات بشكل فردي أومع مجموعة ..أعمالها التي تنهل من الخصوصية التونسية مثلما أشار الى ذلك الفنان التشكيلي الراحل الهادي التركي الذي كتب بشأن تجربة مبروكة ما يلي"... قماشة ولوحة مبروكة البرينصي متركبة من خطوط وأشكال وفق سياق فيه ايقاع الظلال والأضواء والمعمار التقليدي بنوعية راقية وموسيقى محبذة ..انها العلامة الملحوظة للتركيب والهرمنة..".

المجال اذن ورشة أخرى من ورشات الفن التونسي بنبض الأصالة وبحلم الابداع و برغبة الهواة الذين يحق فيهم القول : يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر.... وتظل الموهبة عنوانا بارزا على غرار ما تبدعه الفنانات ضمن الهواية و في تخيرهن لعوالم البحر والليل والقمر ..حيث القول بالسفر والسكينة والألوان الحالمة.. و هكذا أيضا يبزغ صوت الفنانة مبروكة التي شقّت زحام المدينة وفي قلبها شيء من حتّى... شيء من الحياة التي تراها لونا وبحرا وورودا...و تعد الفنانة برينصي لأعمال جديدة كما كانت لها مشاركات في مهرجانات تشكيلية تونسية و عربية و منها المغرب.

حول الموقع

سام برس