بقلم/ حمدي دوبلة

بالأمس الذي وافق السابع عشر من شهر رمضان المبارك حلّت على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ذكرى عظيمة لا تنتهي عِبَرُها ودروسها أبداً في تاريخ الدين الإسلامي ومسيرة مواجهته المستمرة مع جحافل الشرور والطغيان والظلام.

إنها غزوة بدر الكبرى التي أسماها الله في القرآن الكريم “يوم الفرقان”؛ كونها كانت محطة فارقة بين عهدين ومرحلتين فاصلتين ما بين الحق والباطل.

خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على رأس ثلاثمائة وبضعة نفر من المسلمين ليس لقتال وإنما لاعتراض قافلة أبي سفيان التجارية التي كانت ممولة من أموال المسلمين المصادرة بمكة، وذلك بعد فترة قصيرة من صدور الإذن من الله لعباده المؤمنين المستضعفين في الأرض بالقتال والتصدي لأئمة الكفر والشرك.

كان هدف المسلمين استرداد بعض أموالهم المنهوبة، أما هدف قريش التي خرجت بقضها وقضيضها، فقد كان يتمثل في التباهي، واستعراض القوة والبأس الشديد، وتوجيه ضربة قاضية إلى المسلمين، وأن يصل خبر ذلك النصر الحاسم والمحسوم سلفاً حسب ما اعتقدوه إلى أسماع الدنيا، فتهابهم العرب أبد الدهر، ولا يجرؤ أحد على منازلتهم بعد تلك المعركة.

هكذا ظن أبو جهل وهو على رأس جيش جرار يفوق تعداده أعداد المسلمين بأكثر من ثلاثة أضعاف، وبعتاد وعدة أكثر بكثير من جيش المسلمين الذي لم يكن يملك غير فرسين اثنين وسبعين جملاً يتناوب المشاة على ركوبها..

ما بين أهداف وغايات الجيشين جرت مشيئة القاهر فوق عباده، وكان النصر العظيم لجيش المسلمين الأقل عدة وعتاداً، وتهاوى أئمة الكفر صرعى في مواجهة ستبقى دروسها ودلالاتها حية لا تنتهي أبداً في تاريخ المواجهات بين الحق والباطل، والخير والشر، مهما تقادم الزمن.

نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس