سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني

بانوراما شعرية عربية ودراسة للشاعر محمد الغزي عن "القصيدة الدينية.. تمجيد للذات الإلهية والرسول" و حديث الشعر لمحمد البريكي عن" قصيدة الأنوار القدسية "..

عن دائرة الثقافة بامارة الشارقة صدرالعدد الجديد و هو رقم 9 من مجلة القوافي الشهرية و كان كعادته مع قرائه متنوع المواد و ثريا حيث كانت الافتتاحية بعنوان القصيدة.. سماء لا تحدها الجغرافيا و منها " وفي غمرة هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الفضيل، نستعيد ذكرى القصيدة الدينية وما تركته في الفضاءات من جمال وإبداع ودهشة، وقد كتب أغلب الشعراء قصائد تعبر عن مشاعرهم الروحية، وتعظيمهم للنفحات الرمضانية، واتساع رقعة الشعر الذي يمجد الذات الالهية الذي كتب في ميدانه أعلالم الشعراء، فتركوا رصيدا وافرا في الذاكرة الشعرية، ولا تزال العديد من القصائد الدينية التي تعبر عن سمو النفس والارتقاء بها، تتردد في التواشيح الدينية والأناشيد التي ينشدها المنشدون المشاهير في عالمنا العربي." ..

اطلالة العدد هي " القصيدة الدينية.. تمجيد للذات الإلهية والرسول" بقلم الشاعر الدكتور محمد الغزي و منها نقرأ " ما يشد نا في هذا الشعر ليس قو ة اللفظ وإنما قوة الروح.... افضت هذه التجربة الروحية القوية الى خوض غمار تجربة شعرية جديدة مثلت منعطفا ً مهما في الشعرية العربية. فأبو العتاهية دأب بعد انقطاعه عن الدنيا، على كتابة شعر بسيط واضح، معناه في ظاهر لفظه، استدعى فيه المنثور من أجل تحقيق غاية مزدوجة: إغناء النظم ببالغة النثر من ناحية، ومخاطبة أفق انتظار أوسع من ناحية أخرى. بسبب من هذا برئ شعره في هذه المرحلة من خشونة اللفظ، ومال إلى السهولة، حتى قيل إنه يتناول أشعاره من كمه...".

في هذا العدد التاسع لقاء ممتع مع تجربة شعرية جادة و مميزة من العراق عبرت عن حيز باذخ من التعاطي الشعري في سياق التجربة و المسيرة و الوعي الشعري الحارق...اللقاء كان مع الشاعر الممتاز عارف الساعدي ليتجول بتا بين تجربة البدايات و المجموعة الناشئة من شعراء مرحلته و البيانات و المراجعات التي يقتضيها تعميق الخطى و الذهاب من يوم الى آخر في التجربة و هو شاعر جاد ضمن جيل عرفناه في أيام المربد الشعري في التسعينات من القرن الماضي..هو شاعر أخذ الشعر مأخذ جد و القصيدة بقوة ..نعم عارف الساعدي مع آخرين هم عناوين لافتة في أرض الشعر و الرافدين..اللقاء مع عارف الساعدي من اعداد شاعر و اعلامي مميز و عارف باللحضة الشعرية و الادبية السابقة و الراهنة.. الشاعر عبدالرزاق الربيعي تميز كعادته في هذا الحوار .

جانب آخر من هذا العدد و هو " مدن القصيدة " و اهتم ب " الأندلس - قصيدة الفقد والحنين " بقلم الشاعر الدكتور أحمد الحريشي..نص مميز منه ما يلي " ... المكان بين البعد والوجد والفقد: يقرر غاستون بشالر صاحب كتاب جماليات المكان أن اإلنسان دون مكان يصبح كائنا مفتًتا غير مستقر، فالمكان بالنسبة للذات الانسانية بهذا المعنى هو الوجود الذي تتحرك فيه ويتحكم في هوية الكائن ورؤيته للذات والآخر والطبيعة؛ انطلاقا من موقعه من العالم، لذا يعد رصد حضوره في الشعر الأندلسي منذ الفتح الى سقوط الاندلس مدخلا آخر لرصد تطور الشعر الأندلسي قاطبة ً في نصوصه وشخوصه معا...."
و في العدد حوار مع الشاعر الجزائري بلقاسم جيلاليأجرته معه سمية دويفي.

كما نقرأ مقالا للدكتورة حنين عمر بعنوان " رمضان في مرايا الشعر العربي " الى جانب قطرات من الشعر للشاعرين أبو العتاهية من العصر العباسي ولسان الدين بن الخطيب من العصر الأندلسي..و اهتم الشاعر نزار أبو ناصر بموضوع مهم و هو " قصائد البوح والشكوى.. تؤرخ لمحن الشعراء " استهله بما يلي " بات من المعروف أن الشاعر يختلف في تقبله وتحليله واستنتاجه لظروف الحياة وتقلباتها، عن الشخص العادي، فشاعريته ومزاجه الشعري يدفعانه لحساسية مختلفة، ولمخرجات قد تبدو بعيدة عن النتائج العادية. ذلك أن وقوع التأثير في نفس الشاعر يخضع لمفاهيم ٍ وخيالات ٍ كثيرة تؤدي لردة فعل ً لا تتناسب عكسيا ً أو طرديا مع الحدث، بل قد تبدو كحدث ٍ آخر ٍ لا يمت بأي صلة للفعل الأصلي...".

و تضمن هذا العدد من " القوافي " عددا من القصائد للشعراء العرب منهم الشبان فق ثيمات و اهتمامات جمالية و فنية و أسلوبية مختلفة من ذلك قصيدة زفرة العربي الأخيرة للشاعرة الأردنية وفاء جعبور و منها " سقيما /مع ِ الريح ُ يهذي / أيا ريح ُ كّفي عن الثرثرة / تمر ُ البلاد ِ كغيم ِ الطريق / أحدُق فيها / فيسقط ُ حٌلم / وتغرق ُ في حزنها القبْرة ...".

حديث الشعرالركن الاختتامي للمجلة بقلم مدير التحرير الشاعر محمد عبد الله البريكي جاء مميزا كعادته و معبرا عن تناول مهم ل" قصيدة الأنوار القدسية " و منه بالخصوص ما يلي "... ومن من الشعراء لم يَتُهْ في درب هذا الشعر، وراح يعبر تلاله الخضراء، ويغمس حبر القصيدة في ماء الروح ليصوغ الجمال في الأفلاك العلوية، ويجول ببصره في الأسرار القدسية، ويطالع العظماء ممن كتبوا الشعر الذي تستكين له النفس " .
عدد مميز و ثري و جامع للشعر و مشتقاتع من نقد و دراسات و تاريخ ..موعد متجدد مع " القوافي " و بستان مزركش بتلوينات الأدب و حديقة غناء من حدائق الشعر العربي الباذخ.

حول الموقع

سام برس