بقلم / حسن الوريث

خرجت اليوم من البيت بمفردي حيث ذهبت إلى أحد مراكز توزيع المساعدات الغذائية التابعة للهلال الأحمر القطري الذي قام بتوزيع كروت لموظفي المؤسسات الإعلامية لتقديم سلة غذائية لكل موظف وإلى هنا والأمر جيد أن يكون هناك دعم الموظفين وخاصة الإعلاميين الذين يكابدون الامرين وصاروا مثل فقير اليهود فلا اولئك صرفوا مرتباتهم ولا هؤلاء اهتموا بهم وقدروهم على صمودهم وبالتالي فهم بأمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات التي وبصراحة لانكتمل وبعض النظر عن اختلافي مع الموضوع برمته لكن ان يكون هناك مساعدة من جهة خارجية يظل مقبول إلى حد ما .

الشيء غير الجيد في الموضوع هو ذلك التعامل السيء من قبل الموظفين في المركز الذين يتعاملون مع الناس وكانهم يدفعون هذه المساعدات من جيوبهم وليس من الهلال الأحمر القطري وثانيا فإن موظفي المركز يشعرون الإعلاميين المساكين بالإهانة ولا أدري أن كان هذا هو المقصود من التوزيع بهذه الطريقة وبهذا الشكل المؤلم الذي يدل على عنجهية من الجهة الداعمة وموظفيها، كما يدل على غياب الحكمة من الجهة المحلية المسؤلة على الإعلام التي سمحت لكوادرها بهذا الذل والتعذيب والاهانة.

طبعا اليوم حاولت أهرب من العصفورة المجنونة وصديقي الصغير حتى لايعرفوا بالموضوع لكن لم أتمكن فقد كانت العصفورة تتابعني خطوة بخطوة منذ خروجي من البيت إلى أن وصلت إلى المركز الذي يقع في إحدى المدارس وبعد أن شاهدت كل ذلك وسمعت مادار بيني وبين الزملاء الاعزاء قالت لي .. انت وزملاءك أخطأتم عندما جئتم إلى هنا ..

قلت لها.. لماذا اخطانا؟ قالت لان اللازم أن ياتوا هم اليكم وان يقدموا لكم ما تحتاجونه وانتم معززين مكرمين وان لا تسمح وزارة الإعلام بهذه الإهانة التي تتعرضون لها ..

قلت لها أيتها العصفورة الذكية.. كلامك صحيح اذا كان لدينا مسؤلين يشعرون بمعاناة موظفيهم وكوادرهم لكنهم أي مسئولينا في بروجهم العاجية بعيدا عن ما يعانيه الناس ولو كانت لديهم حمية وغيرة على موظفيهم بل وبلدهم قبل كل شيء لكانوا رفضوا المساعدات بهذا الشكل والزموا هذه الجهات والمنظمات بتقديم أي مساعدات بطريقة تحفظ للموظف كرامته وليس كما هو حاصل حاليا ..

قالت العصفورة .. سمعت ان وزارة الإعلام انفقت عشرات الملايين على برنامج هزيل اسمته مجازا فرسان الإعلام دون أن يكون له فائدة تذكر سوى نفقات عبثية قلت لها كلامك فعلا صحيح فولو كانت صرفت هذه المبالغ للمؤسسات الإعلامية وتطوير العمل فيها ودعمت الإعلاميين لكان الوضع الإعلامي اختلف وارتقى ولحافظت أيضا على كرامة موظفيها بهذه الأموال التي ذهبت هباء منثورا وأيضا لن يكون الموظف بحاجة إلى استجداء هذه المنظمات والجمعيات التي تعمل على اهانته كما يفعل موظفوا الهلال الأحمر القطري مع موظفي المؤسسات الإعلامية ولما تحول الموظف إلى متسول يبحث عن سلة غذائية هنا ومبلغ مالي من هناك ولما تجرأ هؤلاء على اهانته.

بعد طابور طويل وشاق وعدم تنظيم من قبل الجهة الداعمة وعلى رأي أحد الزملاء الذي قال خمس لجان طويلة عريضة على كيس قمح المهم بعد ذلك كله حيث لم يستلم أغلب الزملاء حصتهم بسبب التعقيدات من قبل اللجنة عدت انا والعصفورة إلى البيت حيث كان صديقنا العزيز عبد الله بانتظارنا وبعد أن شاهد ملامح التعب والانزعاج علينا.. كان سؤاله لنا .. اين ذهبتما اليوم ؟ وما سبب هذا الانزعاج الذي يبدو عليكما ؟ وقد حدثته العصفورة بما حصل من البداية إلى النهاية ما أثار انزعاجه أيضا إلى درجة كبيرة وعبر عن ذلك بقوله

كيف يريدون إعلام قوي واعلاميين متميزين وهم يعرضونهم إلى هذه الأوضاع وهذا الذل والإهانة؟ وكيف يسمحون لهذه المنظمات أن تعبث بكرامة الإعلاميين بموافقتهم ؟ وهل تعرف قيادة الدولة والحكومة بما يحصل ام أنها معفية من المعرفة تحت تاثير البعض الذي لا يجرؤ أحد أن يقول له لا مثلما يحصل في برنامج فرسان الإعلام وصرف الملايين عليه بغطاء رسمي ..

قلت له ياصديقي العزيز.. لاتتعب نفسك فهذا الأمر محسوم ولا حياة لمن تنادي وهذا ما جعل الأمر يصل إلى أن يكون الإعلامي والصحفي موظف ولكن بدرجة متسول.. ولانملك الا أن نقول لله الأمر من قبل ومن بعد فمصالح البعض طغت على المصلحة العامة وأغلقت عيون واسماع من يهمهم الأمر وفي الأخير يريدون اعلاما ناجحا بموظف متسول ..

قالت العصفورة هل ستذهب غدا لاستلام حصتك من المساعدة ؟ قلت لها .. ربما أن الحاجة هي من تجبر الموظف على العودة رغم ما يتعرض له لأنه يعرف أيضا أن قيادته ليست في وارد الاهتمام به ومعاناته وإلا لكانت اتخذت قرار بايصال هذه المساعدة إلى بيته معززا مكرما لكنه يعرف أنهم بعيد عنه .. ورمضان مبارك ..

حول الموقع

سام برس