سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني

معارض و مشاركات بتونس و خارجها .. و أجواء من المدينة الى المشاهد و الأمكنة..

المدينة بملامح أجوائها و حركيتها مثلت في لوحات الفنانة سعاد المهبولي حيث لطخات الألوان في تناسقها و المتأمل اللوحة فقط توفر شحنة من شاعرية النظر ليصل الى مفردات الرسامة التي تعاطت بحميمية الفن و بلاغة التجريد مع ما عمرها من احساس و ذائقة و هي تحكي مدينتها و مشهديتها مثل أطفال جدد و بلا ذاكرة..
نعم الفنان عموما هو مجدد ذاكرة بما يضفيه على تيماته و عناصرها من نظر مختلف و مغاير بل و متجاوز و بالتالي متجدد..

انها لعبة الفن في الافصاح عن المتجدد فينا و نحن نمر بذات الأمكنة و المشاهد..و لا مجال هنا لغير القول بالبهجة تغمر الرسامة المهبولي و هي تحضن عوالمها المرسومة في لوحاتها بتلك الألوان التي تراها دالة على الحالة و ما تستبطنه من احساس قوي يفشي حيزا مهما من علاقة الكائن و الفنان خصوصا مع المكان كتعلة و كملاذ جمالي وفق وعي مخصوص..

ليس للفنان من خيار غير البوح باعتمالات دواخله نشدانا للعبارة في تجلياتها الجمالية و الحسية و الثقافية انطلاقا من شواسع الابداع الفني و ما تتيحه من فسحات نادرة من شاعرية الأشياء و التفاصيل..

الفن في فضائه العربي الاسلامي حيث المدينة بتفاصيلها من عناصر وشخوص و مشاهد و حالات في ضرب من تجريدية الأحوال وفق القول باللون تجاه الذات في حوارها العالي مع الآخرين..مع العوالم.. اللون هذا المسافر في الفكرة حيث الذات في حلها و ترحالها بين تلوينات شتى من جمال هذا الكون و حالاته و تبدلاته في سياق من النظر و التأويل و القراءة المفتوحة على القلق و الدهشة و الحلم ...

من هنا نمضي مع مراوحة جمالية لرسامة عملت على القول باللوحة كمجال للنظر و الحكاية و ذلك في مجالها الحيوي من المدينة الى المشاهد و الأمكنة الأخرى و هي عناوين حالات من الوجد أخذت الفنانة التشكيلية سعاد المهبولي الى عوالمها بكثير من البراءة المبثوثة في الألوان و حركاتها داخل فضاء اللوحة..
هذا ما برز في لوحات و في مختلف معارضها و خاصة تلك التي كانت فردية بأروقة تونس و خارجها و منها بكولونيا و مونريال و برشلونة...

هكذا تمضي الفنانة سعاد المهبولي منذ عقود في نهجها الفني هذا حيث كانت لها مشاركات متعددة في المعارض و الأنشطة المتصلة بالفنون فضلا عن اشتغالها بادارة متحف الفن بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة..

سعاد المهبولي فنانة تقول بالتجريد في جل أعمالها و هو مجال للحلم و الحركة و البهجة و ذلك في عالم متغير ينشد فيه الانسان شيئا من الهدوء و الأمان و هنا تبرز في لوحاتها تلك الحالات من العبارة الوجدانية التي تخاطب الأعماق تقصدا للسلام و الطمأنينة و الفرح..و الفن بالنهاية هو هذه السفرة الملونة بما به يسعد الانسان رغم التداعيات المربكة و سقوط القيم..

حول الموقع

سام برس