بقلم/عقيد.عبدالإله الخولي

قامت ثورة ال 26 من سبتمبر المجيده لتحقق للشعب اليمني ماحرم منه عبر ماضيه الطويل ،وظن القائمون عليها انهم سيحققون كل ذلك بمجرد التخلص من الإمام وحاشيته ،ولعل نواياهم كانت صادقة،، ومن عام 62 وحتى عام 67 عاش الشعب اسوء مراحل حياته خلال ماسمي بحرب الملكيين ، واضطرت القيادة ومنذ يومها الاول لإستدعاء( أو قبول) دخول قوات مصرية لحماية هذه الثورة من بقية الملكيين المدعومين من السعودية،،، فكانت اليمن مسرح لتصفية الحسابات المصرية السعودية ولولا نكسة 68 (التي تكبدت فيها القوات المصرية اكبر الخسائر ) لظلت العصا المصرية على رأس القرار اليمني ،،وبعدها يأتي دور الحوار والإتفاق بين أطراف الحرب وتكوين حكومة تضم جميع الأطراف ويعيش الشعب للمرة الثانية سبع سنوات عجاف ولولا حكمة الإرياني لكانت اليمن انتهت كدولة(هذا بشهادة الكثير من المثقفين والسياسيين في تلك المرحلة) ،،،لتدخل اليمن بعدها في مرحلة اغتيالات ومراكز قوى سياسية وقبلية تلعب دورها في صياغة القرار وتتدخل في اختيار الرئيس مباشرة ومن بعد تلك المرحلة تأتي مرحلة التخريب الداخلي المدعوم من الخارج في المناطق الوسطى وتنتهي تلك المرحلة في الثمانينيات بمعنى أن الشعب ظل في الشقاء والعناء مايقارب عشرين عام (ماعدا ثلاث سنوات الحمدي والتي كانت كشهر عسل انتهى بالدماء ) وما أن بدأ الهدوء والإستقرار في اليمن في السنوات الأخيرة من الثمانينيات حتى دخلنا في مشروع الوحدة الذي كان مشروع عظيم ولكن على اسس وقواعد لف ودوران ومجاملات ومغالطات ومحسوبيات ومن يتغدا بالثاني على حساب الشعب الامر الذي انهك الدولة وما زاد الطين بله هو حرب الخليج وعودة مايقارب المليون ونصف المليون من المغتربين اغلبيتهم ايادي عامله وليسوا رؤوس اموال،، كعقوبة لموقف اليمن من غزو الكويت وبعدها اندلعت الحرب التي سميت حرب الإنفصال واحدثت شرخا كبيرا اثاره حتى اليوم بين الشماليين والجنوبيين كنتيجة للممارسات الهمجية التي تعامل بها المنتصر وسيطرت اصحاب النفوذ والاعيان والمشايخ على العقارات والاراضي وتهميش اصحاب الارض والحق ومن ثم بدأت مرحلة الصراع السياسي والتهيئة لمن سيحكم والسعي لإثبات الذات بين الأولاد ،،،!!

والتخلص من الخصوم والعزل والإتلاف والتحالف والمعارضه والانتخابات وكل ذلك على حساب الشعب فلا محاسبه لفاسد ولا دعم للمواهب ولا رفع لرواتب ولا عدالة في حقوق ولا مساواه في الواجبات ،، فساد جعل الشعب يحيا حياة الفقر وثرواته يأكلها المتنفذين والمتسلطين وكانت كفيله بأن تمنح هذا الشعب حياة اكثر كرامة واكتفاء تغنيه عن المرمطه في دول الجوار كمغترب وفي دول امريكا وغيرها ،، ولكنها كانت دولة على كل حال وفرت الامن والهدوء ،،،ومن امتلك الواسطه والمال بلغ المرام !! دولة وان كانت فاسدة خير من فساد بلا دولة كما حدث فيما بعد وبالتحديد في مطلع العقد الثاني من عام الفين ،،حيث جاءت احداث ماسمي ( بالربيع العربي) واصبح اليمن على مهب الريح بعد تلك الاحداث ورحيل الرئيس ولكن بإتفاق وتكوين حكومة وفاق وتم اختيار رئيس توافقي ( وكانت الكارثة ) فلم يكن عند حسن الظن بل لم يكن اهلاً للمسئولية التي تحملها والبلد على مفترق الطرق فتدهورت الامور السياسية وبدأ فيلم الاغتيالات والتفجيرات واستقلت أبين مع القاعده وصعده مع انصار الله وظهور القاعده في كثير من الاحداث داخل عواصم المدن من تفجيرات مساجد واختطاف وذبح واقتحام معسكرات حتى اصبح العسكري لا يتجرأ ان يمشي بزيه الميري خوف التصفية التي انتشرت في حق العسكريين في كل مكان،،ثم دخلت البلاد في مؤتمر الحوار !!؟

وطال الحوار حتى تحول الى مرار ،،وفي عام 2014" وفي 21 سبتمبر ايضا وبعد دخول عمران وما سبقها من احداث يقوم انصار الله ( الحوثيين ) بإعلان ثورة اياً كانت الحجه حينها واسقاط حكومة الوفاق وحكومة الكفاءات بدأت بمظاهرات وسرعان ما ساقتها التطورات الى معركة رجحت كفة انصار الله بقوة ، تم بعدها هروب قيادات الاصلاح وقيادات عسكرية وشخصيات قبلية كبيرة ودخول انصار الله صنعاء ثوار فاتحين وللأمانة انها ثورة انقذت اليمن من العبث واللعب بأمنه واستقراره وسيادته ،،ولا زالت الحكاية مستمرة في الأحداث فأنا اعتبر الثورة الاخيرة مكمله للأولى .!! ومن ظن اليمن لقمة سهلة فقد أخطأ التقدير سواء كان من الداخل او من الخارج .
وكل عام واليمن والشعب في تقدم وازدهار ،،



حول الموقع

سام برس