بقلم/ احمد الشاوش
اخيراً ترجل أمير الكويت ، وفارس العروبة ، وربان السفينة ، وحكيم الانسانية الشيخ صباح الاحمد جابر الصباح ، الى جوار ربه بعد مسيرة حافلة بالعطاء والابداع والتنمية والبناء والمنجزات العملاقة في الاقتصاد والصناعة والعلم والتكنولوجيا والطب والهندسة والسياسية والاجتماع والاهتمام بالانسان الكويتي الذي أنطلق بسرعة السهم الى عالم الغد المشرق بعد ان أسس موطئ قدم لكويت المحبة والسلام في قلوب وقارات العالم.

وداعاً أيها القائد العظيم والامير النبيل والفارس الشجاع والمسؤول القدوة والرجل المتواضع والسياسي المحنك والدبلوماسي المتالق والقائد الاستثنائي والاب الحنون والراعي الامين.

نودعك اليوم ياسمو الامير ، مؤمنين بقضاء الله وقدرة وان الحياة والموت بيد الله عز وجل ، بعد ان أكملت رسالتك الاخلاقية والوطنية والانسانية ، وودعت اسرتك الكريمة وشعبك الابي ووطنك الشامخ لترتاح في حضرة الخالق عز وجل ، ولترى ان شاء الله مالا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولاخطر على قلب بشر.

رحلت عنا أيها العربي الاصيل والامير النبيل ، والامة في أمس الحاجة الى آخر الرجال الشرفاء والحكماء والعقلاء ومن يملكون نواصي العدالة والصبر والرشد والنصيحة والحنكة والفراسة والحمية والايثار.

رحيلك ياسمو الامير أحدث فراغ كبير في العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي ، وبهذا المصاب الجلل ، تفاقمت أوجاعنا ومعاناتنا ومآسينا وأصبحت أحزاننا بعدد ذرات الرمال وزخات المطر وقطرات الندى وحبات البرد ونسمات الرياح وعبير الاقحوان ورائحة المسك وعبق الجنة.

لهذه السيرة العطرة والتاريخ المشرف لم ننسى نحن معشر اليمانيون ماقدمه أمراء ونبلاء وقيادات وحكومة وشعب الكويت من مشاريع ومنجزات يعجز عنها الوصف دون مَن او أذى أو شروط الهدف منها الابتزاز كما يفعل بعض أخوتنا العرب ، وانما تجسيداً للاخوة والتواصل الانساني ووجه الله تعالى.

غادرت الحياة الدنيا ياسمو الامير ، كما غادر الشيخ جابر وخيرة آل الصباح النبلاء ،ولكنك لم تُغادر قلوبنا وأفئدتنا وآذاننا ومشاعرنا وذاكرتنا بتاريخك المشرف وبصماتك الناصعة وتجاربك العظيمة وخبراتك الضاربة وثقافتك المتدفقة واعمالك الجليلة ومساعداتك السخية والايادي البيضاء وانتصارك لقيم العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والتسامح والتعايش ، والصمود في مواجهة الفتن والاخطار المحدقة بالكويت والغزو العراقي بشجاعة حامياً الارض والعرض والقلب الكبير والتسامح العجيب بعد الانتصار العظيم.

رحلت عن عالم الجنون والخوف والرعب والفجور والمزايدة والخيانة والتوحش والعواصف والجراح والهموم والاحزان والمآسي والتشظي ، لكنك لم تغيب يوماً عن تشخيص الداء وتقديم الدواء والمساعي الحميدة لتوحيد صفوف قادة اليمن والخليج والعرب واصلاح ذات البين حقناً لدماء الابرياء ونصرة للاخوة والانسانية وتحقيق السلام.

اسرتنا بوطنيتك وعروبتك وقوميتك وانسانيتك وحبك وطيبتك وتواضعك وسجاياك وكرمك ونخوتك ومرؤتك وشهامتك وشجاعتك وتسامحك وهدؤك ولطفك وبراءتك ونقاوة قلبك وسريرتك ومسيرتك المشرفة.

لكل هذا ياسمو الامير ، نم قرير العين .. ان العين لتدمع والقلب ليحزن وانا لفراقك ياسمو الامير صباح الاحمد لمحزونون.

shawish22@gmailcom

حول الموقع

سام برس