بقلم/ فهد العميري

يكابد اليمني في حلة وترحالة ظروف معيشية قاسية ، تتبدى عليه في صور مأساوية في غاية السوء..

فهو الغريب في وطنه ، المحروم من كل الخدمات الأساسية التي يتمتع بها انسان القرن العشرين من كهرباء وانترنت وشوراع نظيفة وصحة وتعليم وفرص عمل بأجر يوفر النزر اليسير من سبل الحياة الكريمة ، وهو الباحث - ان اعانته ظروفة على السفر - عن التعليم والعلاج والعمل والأمان في مشارق الأرض ومغاربها في ظل أوضاع بالغة القسوة والسوء وعدم تساوي الفرص .

وحدها الحرب من تتوفر لها الظروف وتسخر لها الإمكانيات لتتحول إلى تجارة لصالح ثلة قليلة اتخذت من فنادق العواصم الإقليمية والدولية مستقر لها ومستودع وغدت تعمل على تأمين مستقبلها ومستقبل ابنائها متناسية أن هناك أربعين مليون مواطن يمني في الداخل تطحنهم الحرب والفاقة والحرمان وتتبخر أحلامهم بين مخيمات النزوح والمدن الغارقة في القمامة والظلام والفقر والرصاص .

فقدت عاصفة الحزم وإعادة الامل بوصلتهما وتوقفت الجبهات ليتفرغ بعض مكونات الشرعية في تصفية رفقاء السلاح والمقاومة ويستفرد الحوثي بالجبهات الواحدة تلوى الأخرى وصولا إلى مأرب التي قاومت بقبائلها حينما خذلها الجميع وأدار جيش الشرعية لها الظهر وضاعت كل احلام اليمنيين في بناء جيش وطني (فعلي )يكون صمام أمان لدولتهم وحامي لمرتكزاتها المدنية المتوخاة.

هي الحرب التي أغرقت يمن السعيدة في الصراعات الإقليمية وحولتها إلى ساحة حرب دولية تلتهم كل تطلعات اليمنيين ولا تمنح مصالحهم وحقوقهم موطئ قدم ، لتتسارع عجلة الانهيار في كل شيء كل شيء الوطن ، الأمن الغذائي ، الأمان ، الخدمات ، العدالة ، القيم ، الإنسانية ، الانتماء .

افتقار الشرعية للانسجام والتماسك وتوزع مشاريع مكوناتها حد التصادم والتماهي مع الصراعات الإقليمية وتنفيذ أجندة وان حققت (للمكونات ) مصالح انية إلا أنها تضر باليمن الأرض والإنسان وتعمق عوامل التشظي والتشرذم وتجعل من استعادة الشرعية - بوابة العبور باليمن الضعيف والمبعثر بين أمراء الحرب وأصحاب النزعات العشائرية محظ خيال .

هذا الافتقار مكن الحوثيين من أحداث اختراقات عديدة في العمل العسكري والسياسي بما في ذلك استمرار تدفق الدعم المالي والعسكري رغم اغلاق المجال الجوي والبحري من قبل التحالف واتفاقية استكولهم والسيطرة على مناطق واسعة في نهم والجوف ووصول السفير الإيراني إلى صنعاء لتسليم اوراق اعتماده لحكومة الانقلابيين الغير معترف بها دوليا وغير ذلك من الاختراقات المنتظمة كعقارب الساعة .

اليمن بحاجة إلى قيادة شجاعة ، متوازنة ، متماسكة ، واضحة الأهداف تستعيد الشرعية وتحد من التدخلات الإقليمية في الشأن الداخلي وتجعل من الحكومة المركزية البوابة الوحيدة والواحدة لتلقي الدعم المالي والعسكري بحيث لا يتأتى لأي مكون من مكونات الشرعية العمل على تحقيق مصالحها الخاصة وبناء امبراطوريتها المالية والعسكرية بعيدا عن مصالح اليمنيين فيتداعى كل هذا الخوار والتراخي والانقسام والفشل التام الطاغي على الشرعية والممسك بكل زمام أمورها.

اليمن بحاجة إلى يقضة نخبها وساستها لانتشالها من واقعها المأساوي وإدارة الدفة بكل اقتدار وثقة للوصول بها إلى شاطئ امان الدولة المدنية العصرية الحديثة بنظامها الجمهورية وجيشها المبني على عقيدة وطنية ومؤسساتها والقوانين الناظمة لكل مناحي الحياة والإنسان والمجتمع اليمني الذي كان وسيظل عظيما رغم كل عوامل التشرذم والشتات .

حول الموقع

سام برس