بقلم/ محمد العزيزي

كانت النوادي و الأندية اليمنية طوال فترة ما قبل الحرب أندية مريضة ، معلولة ، فاشلة ، لم تقدم شيء يستحق الذكر على الإطلاق و إن وجدت فلا تساوي شيء مقارنة مع ما حصلت عليه من دعم و ما إلى ذلك ، أما اليوم و بعد حربا ضروس أكلت الأخضر و اليابس فكيف سيكون الحال و الوضع الذي آلت إليه هذه النوادي .، النتيجة صفر و الحالة المرضية كساح ..

بكل تأكد فقد جعلت هذه الحرب الأندية أو حولتها إلى أندية كسيحة ، مقعدة ، تتمنى الموت و الدفن أكثر من أي وقت مضى ، فلم يبق من هذه الأندية إلا اللوحة أو اليافطة التي عليها أسم النادي ، هذا إن استطعت قرأت بقية حرف أسم النادي و ما تزال اللوحة تُقاوم عوامل التعرية ، و رغم هذا كله ما تزال إدارة تلك الأندية تشخط و تنخط على البقية الباقية من اللاعبين و الرياضيين المنتمين إليها.

قرأت قبل أسبوعا مقالا للأستاذ الكبير و الصحفي القدير عبدالله الصعفاني بعنوان " ليس زواجا كاثلوكيا " و تحدث فيه عن تمسك بعض الأندية باللاعبين و كانه زواجا أبدي كما هو عليه الزواج الكاثلوكي .. و قال بالحرف " نعم علاقة لاعب كرة القدم بناديه لا ينبغي أن يكون زواجا كاثالوكيا لأفكارك و لا طلاق فيه .. من ناحية مادية من حق اللاعب أن يطور دخله المادي مع نادي آخر قادر على الدفع " .

إذا هل تعي هذه الأندية الكسيحة و الفاشلة ما ذكره الأستاذ الصعفاني و تحاول أن تصحح جسدها العليل و تبدأ بعمل شيء ينتشلها مما هي عليه لأن القاعدة الطبيعية للحياة أنه لا شيء صعب و مستحيل مع الحياة و استمرارية التطور و النهوض من الصفر إذا وجدت الإرادة و الإدارة ، و أن تخرج هذه الأندية من بوتقة المقبرة لكل لاعب طموح و لديه شيء يمكن أن يقدمه لنفسه و لنادي يمكن أن يُستفاد منه و يخدم وطنه و الرياضة عموما .

لا داعي للعنتريات و استعراض العضلات و البطولات الفارغة و الإدارة القائمة على حبتي و إلا الديك ، و على التشاعيب و المزاجية و الفوضوية المفرطة في ظل أوضاع و ظروف جعلت الجميع يتشاركون العذاب و الفراغ و ضيق العيش و الحال ، و بالتالي يجب بل و يحتم على هذه الأندية أن تتحلى بالمرونة ولا تكون حجر عثرة أما أي لاعب يرغب بالانتقال لغرض تحسين ظروفه المعيشية خاصة و أن بعض تلك الأندية الكسيحة لا تستطيع توفير أقل القليل للاعبين لمواصلة تدريباتهم مع النادي لعدم قدرتهم على دفع حتى أجور المواصلات .. و مع ذلك تظل إدارة هذه الأندية تلاحق اللاعبين و تهددهم باللوائح و أنظمة النادي و هي في حقيقة الأمر لم تلتزم بأي بند من تلك اللوائح و كما يقول المثل " لا رحمونا و لا تركوا رحمة الله تزل "

وقفة :

أن يفنى الشخص حياته في الوظيفة العامة و يقدم لوطنه كل شبابه و عنفوانه ، بل أحيانا حياته و بسخاء ، و حين يصل إلى مرحلة الكبر و نهاية طريق العمر يتلقف له المرض و يحاصره و يكمل الدائرة المستديرة الجوع و العوز و انقطاع الراتب ، و بين هذا و ذاك فلا تجد وطن يعصمك و يحميك من كل هذه النوائب ، لا راتب يدهف عجلة العمر حتى النهاية و لا أيادي بيضاء تمتد إليك لمساعدتك و نجدتك في الوقت المناسب في ظل هذه الظروف العصيبة .. هذه الحالة للأسف الشديد يمر بها ذلك اللاعب المحبوب و الحارس و الحكم الدولي المعروف و رئيس لجنة الحكام بالاتحاد العام لكرة القدم الكابتن ناجي أحمد حسن الحارس الأمين لمرمى الطليعة والحكم الدولي في الملاعب الكروية..

وبحسب ما ذكره الزميل الصحفي شكري الحذيفي بأن الكابتن حسن يعاني و يصارع مرض السكر منفردا و لا يوجد أي جهة أو شخص يسانده للتغلب على هذه الظروف الصحية و المعيشية التي يعاني منها ، فلا لجنة حكام سألت عنه ، و لا نادي و لا وزارة شباب و رياضة و لا اتحاد كرة قدم .. كل هذه الجهات المعنية غضة الطرف و كأن هذا الرجل الطيب لا يعنيهم.

أظن و إن بعض الظن اثم أن زملائه و اللاعبين و المعنيين يتلذذون في معاناته و إلا لماذا لا يتحركون و يناشدون المسؤولين ، بل العالم كله لأجل إنقاذ حياة زميلهم و رفع حالة المعاناة التي تعتصر جسده و حياته و أهله ؟ أم أن لأنه رجل طيب و هادئ و عزيز النفس ، لا يريد إزعاج أحد فقد رضيتم له كل هذه المعاناة.
أخيرا فأني أناشد و أدعو وزير الشباب و الرياضة و اتحاد كرة القدم و كل الخيرين و أصحاب الأيادي البيضاء أن ينقذوا حياة الكابتن ناجي أحمد حسن قبل فوات الأوان ، و نحن نتمنى أن تلقى هذه المناشدة استجابة و أت تصل هذه الدعوة إلى أذان و مسامع الجميع و جزاكم الله كل خير .

نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس