سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
لوحات و ورشات ضمن مشاركة في مهرجان الفنون ببولونيا و تعزيز التعاون الثقافي معها...

السفر في دروب الفن مجال للنظر و التأمل تجاه الذات و الآخرين حيث التعاطي الجمالي في ضروب من البوح و الحلم و الحنين..انها لعبة القول بالأعماق في حيز من الصدق و الصفاء النادر ..انها كذلك براءة الأفعال في الخروج عن المألوف و العادي قولا بالرغبة في التجدد و التغاير ...

في عوالم الفن و التلوين تحديدا ثمة ما يغري بالتحليق عاليا تقصدا للبهاء و الجمال على نحو يصبح الكون بأشيائه و عناصره و تفاصيله ما يشبه علبة تلوين لتغدو اللوحة تعبيرة فارقة بما هي مرآة عاكسة للأحاسيس و اعتمالات الدواخل..دواخل الفنان و شواسعه الطافحة بالأسئلة و القلق و التي تأخذه الى النجمة العالية..في سماء الفن البعيدة.

فنانون يتخيرون دروبهم الشتى مثل أطفال يسبحون في سماء البراءة يزينون الأمكنة و الجهات و فق عناوين هي القماشة و ما به تفصح عن أسرارها الدفينة و هي لا تلوي على غير الذهاب بعيدا في فسحات من التلوين و الرسم و الجمال.
هي واحدة من سالكي درب الفن هذا.. تأخذ من التلوين رغباته و مآلاته لتكون اللوحة حيزا من هاجسها الجمالي الذي سعت لقوله و الاصرار عليه لتغدو طفلة عابثة بالألوان في براءة و انسياب كالأحلام تماما .. و هكذا و بعد هذه السنوات من معارضها الخاصة و الجماعية و مشاركاتها في تونس و خارجها تواصل نهجها هذا بكثير من الرغبات .. تلك الرغبات التي رافقت طفولتها للغوص في عوالم اللون ليبقى الأثر لوحات متعددة مختلفة الألوان و الأحجام .

هكذا نصل عالمها مع الفن التشكيلي المفتوح على الحركة و السفر و التنافذ حيث الفن ذاك الحوار و التواصل بين تجارب و ثقافات و كائنات مختلفة يجمع بينه انسانية الفن و كونيته و لغته المفتوحة على الجميع..العوالم و الجهات و الرؤى ..هي الفنانة التشكيلية سهيلة ادريس التي تنوعت لوحاتها وفق اجتهاد تجاه تجريدية حالمة تأخذ من الذات لمساتها البريئة في كون متغير و تحولات عاصفة بالأحوال ..بين أروقة القرماسي و متحف خير الدين و البالماريوم و سانت كروا و سيدي بوسعيد ...و غيرها ..و في فضاءات عرض ضمن فعاليات دولية ببلدان منها بولونيا و تركيا ...بين هذه الفضاءات و جدرانها العارضة للفنون كان حضور لوحات سهيلة التي تخيرتها كترجمان لرغبات التلوين الدفينة في داخلها في حيز من الاشتغال المستمر لابراز لونها الفني هذا .
في بولونيا و ضمن مهرجانها تم الاحتفاء بلوحاتها ضمن عدد من الأعمال الفنية المشاركة التي تعددت تيماتها و تلويناتها و تقنياتها ..و سهيلة عروس كما تقول عن جانب من تجربتها " ...أنا فنانة تشكلية مختصة في الفن التجريدي . قمت بالمشاركة في العديد من المعارض الفردية و الجماعية مع اتحاد الفنانين التشكليين التونسيين و الرابطة التونسية الفنانين التشكليين ، كذلك شاركت في العديد من التظاهرات الفنية و الثقافية الوطنية والدولية و قمت باستضافة الفنان الامريكي - البولوني تادوز مشوفسكي مع الرابطة و استضافة العديد من أصحاب الأروقة و الفنانين البولندين في معارض من تنظيم اتحاد الفنانين التشكليين التونسيين. كذلك لم تخل مسيرتي من القيام بمعارض خارج تونس ، اهمها في بولونيا و تركيا ..

و أنا فنانة في اولى خطواتي ، تتميز لوحاتي بالطابع التجريدي و تعبر من خلال ألوانها المفعمة بالحياة كاللون الأزرق و الاصفر عن حبها للحياة و ايمانها بمستقبل أفضل مزدان بالحب و السلام. شاركت في الجمعية كمتطوعة ايمانا مني باجيال المستقبل و تشجيعهم على الاستمرار و المضي قدما و عدم الخوف من المصاعب و حب الحياة رغم الظروف الوبائية و الاجتماعية و السياسة...و أعبر عن الأمل من خلال لوحاتي على غرار لوحة " le bonheur " التي تشجع على نبذ الخوف و زرع الحياة و فتح نوافذ المستقبل بالتعاون و المثابرة ...و أنتظر تعاونا ثقافيا مع مدرسة فنون بولونية بتونس ..." …شاركت بلوحاتها في معارض بأروقة بالجزائر و ساحل العاج بين سنتي 2018 و 2020 و هي عضو بجمعيات فنية مثل جمعية عشتار بالعراق و جمعية فنون بلا حدود في و في الفترة الأخيرة شاركت في معرض جماعي لتكريم الفنان الهادي شول بسيدي بوسعيد في قاعه العرض الهادي التركي ضمن عنوان " Palette d’Amour" من تنظيم جمعيه ضياء أمل الطفولة بالتعاون مع بلديه سيدي بوسعيد الى جانب فنانين تشكيليين هم علي الزنايدي و محمد المالكي و خليفة البرادعي و محمد الكراي و نجيب بوصباح و محمد بن الهادي الشريف و هيام القطي و جمال شوقي المهداوي و سوسن هدريش و سالمة بن عائشة و عواطف البجاوي و أحمد الزعايبي و انصاف الغربي و ايناس لزرق و مبارك بن نصر و هدى دبيش و ايناس الجمني و أمينة بالطيب... و في معرضها الخاص برواق علي القرماسي بالعاصمة بعنوان " العلم والإيمان " تعددت اللوحات ( 18 لوحة ) أكريليك على القماش والتقنية المزدوجة في اشتغال على تنوع مساحات الحركة و بعناوين متعددة منها : " بلوغ الأفق " و " المغاور " و " مدينة الاشباح " و " الثقب الأبيض " و " شعاع من الماضي " ...و خلال هذه السنة شاركت الفنانة عروس قربع في فعاليات الدورة 33 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس حيث كانت لها تجربة أخرى من التواصل مع الفنانين المشاركين و اثراء مسيرتها الفنية ...و بالنسبة للتفاعل الثقافي و الفني التشكيلي بالخصوص كانت للفنانة سهيلة عروس مشاركة في فعالية تشكيلية بالعاصمة البولونية وارصو ضمن
" مهرجان الفنون " المنتظم كل سنة و هو ما عزز من التعاون بين تونس و بولونيا ثقافيا و كانت المشاركة بمقاطعة ڨربتكا التي تبعد 100حوالي كلم عن العاصمة و تم النشاط في ورشة بمعهد الفنون الجميلة في مجال النحت على الخشب و في اشراف من قبل الحكومة البولندية ومحافظة ڨربتكا و في تنوع للمشاركات على غرار كندا و أكرانيا و الولايات المتحدة الامركية وبريطانيا ومسدونيا ويا والتشاك و كانت هذه المشاركة الدولية في الفنون التشكيلية مجالا لزيارة المتاحف الخاصة بالفن والأدب والحضارة في بولونيا .و فدمت الفنانة عروس عددا من اللوحات المنجزة خلال المهرجان و في تنوع للمواضيع و كذلك التقنية و خاصة الرسم على الخشب . هذه جوانب من مشاركات الفنانة سهيلة عروس في فعاليات متعددة تخص الفنون التشكيلية ...رحلة مفتوحة على / مع الفن تواصلها الفنانة التي تعد لمعارض و مشاركات فنية قادمة تبرز فيها عددا من لوحاتها الفنية المنجزة حدثا.

حول الموقع

سام برس