بقلم الدكتورة/ عليا فيصل عبداللط

لا أدري من أين أبدأ سردي ، فكلما هممت بالكتابة تزاحمت حولي الأفكار والكلمات واللحظات والأحاسيس ونحن نستذكر اليوم أربعينية الفقيد الراحل رجل الخير والصلح والإحسان فقيد الأمة عامة واليمن خاصة المغفور له بأذن الله تعالي رجل الاعمال -شاهر عبدالحق بشر - رحمه الله رحمة الأبرار..

و لأولِّ مرةٍ أجدُ قلمي جافا أشحذ مدادَه, وأستجدي خطاه ليحاولَ وصفَ رجلٍ أتهيَّبُ فكرةَ الحديثِ عنه؛ كوني لن أوفيه حقه وكان الظن ان الرجال أصحاب الهمم العالية لا يرحلون هكذا بسهولة حتى جاءنا النبأ الفاجعة.. بغياب الرجل الصالح البار أبيض اليدين الذي لم يرد سائلاً ولم يعرض عن تقديم يد العون لكل محتاج ومسكين ولم يتوان عن دروب الخير يوماً من الأيام، فازددنا ايمانا وتصديقاً وتذكرنا قول الباري عز وجل {اذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون} صدق الله العظيم.

حديثي عن رجل الأعمال المغفور له بأذن الله تعالي شاهر عبد الحق بشر - من باب رد الجميل، لما يقدمه لعامة الناس، فمن يأتي الية مستغيثاً او محتاجا يجد من يلبي طلبه، وهذه شهادة لله وللناس أجمعين، أقولها لأنني كنت في يوماً من الايام ولازلت أحدى الصديقات المقربات من ابنته – الاخت الغالية -سوسن شاهر - وكنت في كل مرة أجد العشرات من المحتاجين الذين يطلبون المساعدة وجميعهم يجدون مطلبهم رَافِعِينَ أَيْدِيَهُمْ للسماء بالدعاء له على دعمه والوقوف الى جانبهم ومد يد الخير والمساعدة لهم فقد احبه الناس لإنسانيته وخلقه الرفيع وشهامته وتواضعه الجم وطيبته ولم تنل الثروة او الشهرة من صفاته تلك فاستحق بجدارة حب عامة الناس وهي ثروة لا تشترى ولاتضاهيها الاموال والثروات ..

إن الحديث عن المرحوم -شاهر عبدالحق- يطول كرجل أعمال ناجح ورجل يحب الخير ويساعد كثير من الناس لدية شخصية تبعث على الثقة وكاريزما يحس بها من يتحدث معه متواضع يحب اليمن وما نقوله قليل من كثير ولا يساوي قيد أنملة من قيمته ومكانته اضافة إلى قدره وحبنا له كشخصية وطنية كان لها بصماتها في الأعمال الخيرية ودعم الاقتصاد الوطني خلال مشوار الحياة الزاخر بالعطاء بكل ما تعنيه الكلمة من الجود والسخاء والدعم لكافة الشرائح مجسدا أروع معاني الكرم والجود.. فقد اقترن اسمة بالبر والخير والعطاء السخي فكان وبحق نهر عطاء دافق بالخير ينهل من منبعه الفقير والمحتاج واليتيم ومختلف فئات المجتمع وكل من قصده بطريقة مباشرة او غير مباشرة وسيتواصل نهر عطائه دوماً بأذن الله تعالي في ثبات خلفه على نهجه ولن يكونوا الاخير خلف لخير سلف ...

وفي الختام نشعر بإحساس مؤلم يتملكنا في ذكرى تابين رحيله .. حينما نتذكر تفاصيل رحيله الفجائي، حينما نتذكر همس الناس من حولنا بان رجل الاحسان غادر الحياة ، ولن نملك غير الاستسلام والانقياد لأمر الله وقضائه وقدره ونردد حسبنا الله ونعم الوكيل ..رحل (شاهر) لأن الله أراد له حياة أجمل من الدنيا لكن الحنين مؤلم .. نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويخلفه بالخلف الصالح في أهله وأولاده ويجمعنا به في أعلى مراتب الجنان مع سيد ولد عدنان والحمد لله رب العالمين .

حول الموقع

سام برس