بقلم/د.علي أحمد الديلمي

كان مطار صنعاء الدولي قبل إغلاقه يخدم أكثر من 11 محافظة ويستفيد منه حوالي 80% من سكان اليمن.

ولا يبدو أن هناك أي مؤشرات تلوح في الأفق حول فتح المطار وإعادة تشغيله أمام الرحلات المدنية رغم الوعود والتصريحات والتلميحات من دول التحالف والأمم المتحده ولكن لم يتم الوفاء بها وتخفيف معاناة الشعب اليمني الذي يلاقي الأمرين جراء الحصار المفروض على اليمن

على المجتمع الدولي القيام بدوره لتخفيف المعاناة الإنسانية على الشعب اليمني جراء الحصار المفروض على اليمن والضغط على جميع الأطراف لفتح مطار صنعاء الدولي أمام كافة الرحلات المدنية ولا يجوز أستمرار العقاب لغالبية الشعب اليمني لأن التعنت في إغلاق المطار زاد حجم الكارثة في اليمن وتسبب في تزايد عدد الوفيات للمرضى الذين هم بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج وغيرها من الكوارث الإنسانية الأخرى.

أعتبرت الكثير من التقارير الدولية أن إغلاق المطار كارثة إنسانية حيث يعد البوابة الرئيسة لتدفق حركة الشحن الجوي من الأدوية والمستلزمات الطبية التي لا تنقل إلا عبر الجو وخصوصا للأمراض المزمنة إذ أدى إغلاق المطار إلى وفاة الكثير من المرضى لعدم مقدرتهم على السفر ولتأخر وصول الأدوية الضرورية.


لا أعتقد إنه يوجد أي مبرر أو ذريعة لإغلاق المطار إذ لا يشكل أي تهديد لأي طرف فالمطار مدني ويخدم كل أبناء اليمن وإن بقاء المطار مغلقاً لا هدف منه سوى معاقبة جميع أبناء الشعب اليمني وزيادة معاناته وحصاره وتجويعه وعزله عن العالم وتحويل البلاد إلى سجن كبير لكل اليمنيين.

إن إغلاق مطار صنعاء جريمة إنسانية ترتكب بحق المواطنين اليمنيين وتفاقم معاناة الكثير من المرضى والمسافرين والطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج وعموم المواطنين نتيجة عدم قدرتهم على التنقل بين المدن اليمنية نظراً للتكاليف المادية الباهظة وكذا بسبب النقاط الأمنية المحيطة بمداخل مدينة عدن والعاصمة صنعاء وغيرها من المدن مثل مأرب وتعز والحديدة وغيرها وكلها تجعل حياة المواطنين اليمنيين أكثر صعوبة.

في بداية سبتمبر 2020 قررت سلطة الامر الواقع في صنعاء أغلاق المطار أمام جميع الرحلات ألتي كانت تسمح بها دول التحالف والتي تسيطر على المجال الجوي وهي رحلات الأمم المتحدة والمساعدات الانسانية ويأتي هذا القرار لأسباب وحجج مختلفة من أهمها ان هذة الرحلات بدأت تخرج عن أهدافها المعلنة وبداءت في التمييز بين اليمنيين من خلال سفر بعض اليمنيين على متن هذة الرحلات وحرمان غالبية الشعب اليمني من السفر فلماذا لا يتم فتح المطار لجميع اليمنيين .

لاشك أن أغلاق المطار يؤدي إلي أستمرار المتاجرة بين أطراف الصراع بمعاناة اليمنيين والأستمرار في زيادة البؤس لليمنيين مبعوث الأمم المتحدة إلي اليمن مارتن غريڤت عبر عن «قلق عميق» حيال «الأوضاع الإنسانية وعواقب نقص الوقود في مناطق سيطرة الحوثيين في شمال اليمن»، مشدداً على أنه «قلق للغاية من إعلان (جماعة الحوثي) مؤخراً إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الإنسانية»، نظراً إلى أثر ذلك على عمليات الأمم المتحدة ومنع المساعدات الإنسانية الحرجة من دخول صنعاء .

رغم حرص الجميع علي فتح المطار لكن لم تقدم جميع الأطراف أي مقترحات عملية في هذا الشأن بما فيها الأمم المتحدة وكان الأجدر أن تعمل الأطراف المتصارعة على الاتفاق أن تشرف الأمم المتحدة على تشغيل المطار حتي تتوقف الحرب ويتم السلام والحل السياسي الشامل وإذا تمكنت الامم المتحدة من ذلك ستنتهي كل الحجج التي تضعها أطراف الصراع ودول التحالف حول أستمرار أغلاق المطار فهل يمكن أن تتفق أطراف الصراع ودول التحالف والأمم المتحدة على إعادة فتح المطار ومساعدة الشعب اليمن كمايعلنون أم سيظل معظم الشعب اليمني يعاني جراء أستمرار التعنت بين الأطراف المتصارعة .

سفير ودبلوماسي يمني

حول الموقع

سام برس