بقلم/ حمدي دوبلة
من المقرر أن تجري اليوم الاثنين بروفة حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بعد أن كانت مقررة يوم أمس الأحد، وذلك بعد إرجائها بسبب مخاوف أمنية.

-العاصمة الأمريكية واشنطن تحولت إلى ثكنة عسكرية قبل أيام على حفل التنصيب المفترض بعد غد الأربعاء والذي تحول هو الآخر إلى شبح مخيف يهدد حاضر ومستقبل الإمبراطورية الأعظم في التاريخ بسبب رعونة وكبر وغرور الساسة الأمريكيين وفي مقدمتهم ترامب الذي يصر على عدم إقراره خسارة الانتخابات حتى وهو يغادر البيت الأبيض معزولا مكسور الوجدان.

-هناك من يقلل من شان حضور ترامب حفل التنصيب وكسره لكل التقاليد والبروتوكولات التي جرت عليها العادة في حالات الاستلام والتسليم ما بين الرؤساء الأمريكيين الذين تعاقبوا على البيت الأبيض منذ عقود طويلة وفي مقدمة هؤلاء المرحبين بغياب ترامب الرئيس جو بايدن الذي أعلن بأن عدم حضور الرئيس المعزول من الأشياء القليلة التي يتفق معه فيها غير أن هذه الممارسات التي يتعمدها ترامب تنطوي على كثير من الأشياء الخطيرة التي تجعل من مستقبل الدولة الأمريكية وديمقراطيتها المزعومة أمام تحديات كبرى وربما تنزلق إلى أتون صراعات وحروب أهلية تأتي على الأخضر واليابس في ذلك البلد الذي أصمّ آذان الدنيا وهو يتغنى بالديمقراطية والقيم الأمريكية الفاضلة.

-هذه السيناريوهات المرعبة للداخل الأمريكي تعززها الأنباء المؤكدة عن نوايا ترامب في تأسيس حزبه السياسي ” أمريكا أولا” والذي يسعى بجعله بديلا للحزب الجمهوري الذي تخلى الكثير من قيادته عن ترامب بعد حادثة الاقتحام الشهيرة لمبنى الكونغرس وما تكشفت عنه لاحقا من محاولات مدروسة ومخطط لها من قبل أنصاره المتطرفين لاغتيال وخطف مسؤولين كبار على غرار نائب الرئيس مايك بنس ومشرعين ينتمون للحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء .

-عدم إقرار ترامب بالهزيمة والإصرار على عدم تهنئته لخصمه المنتصر في الانتخابات ليس تصرفا عبثيا ولا رد فعل إنساني من قبل رجل مجنون ومغرور ومتعجرف، ولكنه عمل عمدي يمهد لدوره في المشهد العام خلال الفترة المقبلة خاصة وأن من سينخرط في حزبه الناشئ ملايين المتطرفين ممن صوتوا له في الانتخابات ويؤمنون بعقيدته وأفكاره العنصرية بتفضيل الجنس الأبيض على ما عداه من أجناس وألوان البشر وربما لن يطول الأمر كثيرا حتى نرى هؤلاء – ومعظمهم كما يتباهى ترامب من العسكريين والمحاربين القدامى – وقد نزلوا بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة إلى الشوارع والأماكن العامة وربما أقدموا على اقتحام المباني والمرافق الحكومية في العاصمة ومختلف الولايات وبالتالي صدامات وأنهار دماء ومواجهات دموية مع الرافضين لهذه الأفكار العنصرية.

-تحذيرات رجال الأمن ومسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي من وجود مخططات لتفجيرات في جموع المحتفين بالرئيس الجديد وأعمال عنف في مختلف الولايات بالتزامن مع حفل التنصيب يعكس جانبا من حجم الكابوس الذي بات واقعا في الشارع الأمريكي الأمر الذي دفع عمدة واشنطن إلى إسداء نصيحة إلى كل الأمريكيين بالاستماع بمتابعة حفل التنصيب الموعود من منازلهم وعبر شبكة الانتلانت وأن الآلاف من جنود الحرس الوطني ووزارة الدفاع لن يتمكنوا من تأمين الاحتفالات ولننظر ولنترقب ما ستؤول اليه الأحداث.. واللهم لا شماتة.

نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس