بقلم/ محمود كامل الكومى
الثورة هي علم تغيير المجتمع تقدميا .. الفوران الثوري قد يستمر لسنوات , حتى تتحقق الثورة , بتحقيق أهدافها . لذا يصير السؤال ؟

لماذا لم يغير الفوران الثوري للمصريين في 25 يناير المجتمع المصري – من مجتمع تنشب فيه مافيا الرأسمالية في مصر - كذيل للإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية - مخالبها في أحشاء المجتمع المصري تنهش جسده وتخرج أمعاء طبقتيه المتوسطة والفقيرة , تمص عصارتها , الي مجتمع تذوب فيه الفوارق بين الطبقات ؟!

وبعد عشر سنوات 25 يناير 2021 يعاد التساؤل .

لماذا فقدت اللحظة الثورية زخمها وفعلها وخمدت نار ثوريتها , وانطفأ بريق الثورة ؟, لدرجة أن الحكومة المصرية لم تعد تحتفل بها – متجاهلة مقولة الرئيس السيسي أنه يستمد شرعية وجوده من ثورتي 25 يناير و 30 يونيو , و متجاهلة نصوص الدستور ذاته .

رفعت انتفاضة 25 يناير الشعبية شعارها ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية) دون قيادة واعية , مما سهل اختراقها ومحاولة تزييف وعيها , فتقوقعت داخل الذات القطرية , دون أن ترنو ببصرها وتشعل ثوريتها من قوى الثورة العربية والعالمية – بل على العكس من ذلك تخيل إليها أن تحقيق مفردات شعارها , يبيح لها التقرب من القوى العالمية التي أفقدت مصر استقلالها السياسي والاقتصادي , ونهشت عروبتها ؟!
من هنا برزت شيزوفرينيا الأنتفاضه ؟ّ!

تَخَيل أو خُيِلْ لمن ثاروا , أن نهاية الفعل الثوري يتجلى في خلع رأس النظام – مما حدا بالمتربصين أن يُلقِموا حلق الثوار ب خلع الرأس , فأصابتهم التخمة , فهرع جسد النظام ينبت رؤوس أشخاص ورؤوس أموال , صنعت من المال السياسي برلمانات ووزارات منذ 25 يناير 2011 حتي اللحظة الآنية .
أسئلة كثيرة أثيرت منذ 25 يناير 2011 ومازالت تثار حتي الآن بعد عشر سنوات .

1- لماذا عَدَلت جماعة الأخوان المسلمين عن قرار مكتب الإرشاد بعدم الترشح لمنصب الرئاسة – واكتفائها بتشكيل الوزارة بعد نجاح حزبها في البرلمان – ورشحت اثنين من قياداتها , محمد مرسي وخيرت الشاطر للرئاسة ( والأخير استُبعد)؟.

2- ما هو السر في استبعاد عمر سليمان من الترشح للرئاسة ( فيما بدت فكرة عدم تقديم التوكيلات من كامل المحافظات المطلوبة – لا تنطلي على أحد)؟!.

3-لماذا سكت الثوار على ترشيح أحد رؤوس النظام الذي ثاروا عليه وهو رئيس وزرائه ( شفيق) دون أن يحركوا ساكنين , وقد كان قاب قوسين أو أدني ليكون رئيس مصر من جديد؟! وكيف حصل على أصوات الناخبين الذي أوصلته ليكون أحد طرفي رهان الرئاسة ؟!

4- ويبقي السؤال الأهم – لماذا تُرِك محمد مرسي ليكون رئيساُ لمصر , ولم تستطع اللجنة العامة للانتخابات أن تعلن نجاح شفيق على الرغم من أن فارق الأصوات ولو بعدد ضئيل كان في صالح الأخير ؟
5- حكاية تنظيم تمرد وشخوصه – وقد تولوا النصاب- تثير الريبة , والعجب العُجاب .

6- وزير الدفاع – جمع الأمة –واقسم على تعديل المسار ,وأنه ليس له بالرئاسة قرار.
7- مافيا التطبيع وعملاء "إسرائيل في 25 يناير 2011 علي التراب المصري يدبرون !

8- دخول الإمارات ,وإسرائيل على خط 30 يوليو !
9- السعودية مع الأخوان ضد سورية – وضدهم في مصر !
لحظة تعبوية , لفهم الواقع ,وإعمال العقل , والتدبر , لتحوم الرؤية

حول استنساخ النظام السابق من جديد !

وتجلت المظاهر :
سيل من البراءات لمن اتهموا بقتل الثوار .

تلاحقت البراءات هنا وهناك لكل من اتهم بالاعتداء على المال العام من نظام مبارك .

تم استدعاء مافيا رجال الأعمال – الذين نشروا الفساد في ربوع البلاد من عصري مبارك والسادات , ليمسكوا بتلابيب الاقتصاد المصري تبعا لأوامر البنك والصندوق الدوليين – تحول الحزب الوطني المُدان بالفساد إلى حزب جديد ,أستغل فيه المال السياسي والكراتين في تشكيل البرلمان , وأستُبعِدت القوي الوطنية – وغدا مبدأ التداخل بين السلطات يُخَدِم على حكومة مافيا رجال الأعمال, فاستكملوا ,بيع القطاع العام والمصانع ملك الشعب المصري لذويهم بأ بخس الأثمان ,وآخرها رمز الصناعة المصرية – قلعة الحديد والصلب .

لذا اِنهار شعار ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية) , وتبخر .

لكن يبقى الأمل في ناصر جديد , يغرد بجناحي شعبه مع قوي الثورة العربية والعالمية – في صراعها ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية .

كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس