بقلم/حِمير السنيدار
مقالتي اليوم ستُحلِّق بك إلى ذكريات زمن جميل مضت أحداثه.. وظلت إبداعاته.. ذلك أننا لم نجد بعده ما يستحق أن يضاهيه أو حتى يليه..!

هو شاعر مُرهَف الحِس.. حُر.. إمتاز بشعره الغنائي وكذلك السياسي.. صاحب لهجة أدبية صنعانية.. فيها من كلمات الغنج والغزل ما فيها.. فمن منّا لا يحفظ (وِيسير ويجي ويحانكني ويزيد يعصر)..!

أنشد الشاعر الراحل عبدالله هاشم الكِبسي أبياته من صميم قلبه.. معبراً فيها عن إحساسه العاطفي.. وكذلك رأيه السياسي..

حيث عبر بأسلوبه الشِعري وبتشبيهاته الأدبية عن انتقاده لما رآه من اختلالات أعقبت ثورة ٢٦ سبتمبر.. مثلما نقول بالصنعاني (كان يخرج الكلام للوسط..!).. وهذا ما سبّب له معاناة ومشكلات.. أدّت به إلى أن يُعتقل سياسياً في فترة من الفترات..فأثّر هذا الاعتقال عليه وأسرته..

إلا أنّه كان دافعاً له أن يبدأ مرحلة جديدة في مسيرته.. فبعد خروجه من معتقله كافح واضطر أن يستأجر حانوت في بيت الزهيري جوار بيته بحارة الأبهر ليبتاع ويشتري فيه..

أما على المستوى الأدبي فلقد كان للفنان أحمد السنيدار دوراً في إقناعه بأن يوجِّه إبداعه الشِعري إلى القصائد الغنائية بأن طلب منه أن (يسوِّي قصيدة حالية) ليغنيها.. فكانت القصيدة الغنائية المشهورة (ما بال الحُب يُعذبني كما ذا شاصبر هل بِه ياناس من يرحمني من هو يقدر) التي كتبها (من دااخل قلبه) حسب وصف الفنان أحمد السنيدار الذي أبدعها بلحن سيمفوني رائع يظل واحداً من أروع الألحان اليمنية والعربية..

كذلك أغنية ( أمانتك وانسيم تعزم وتتخبّر) التي بسببها ظل تلفون منزل الفنان السنيدار آنذاك مشغولاً باتصالات جمهوره على الرقم ٣٠٩..!

أيضاً الأغنية الشهيرة(ياسين عليك إرزم يدك على العود).. و(حبوب لا تغضب) التي رغم مرور قرابة نصف القرن عليها مازلنا نسمع أصوات خليجية شابة تشدو بها..

كما يُذكر للشاعر عبد الله هاشم الكبسي مشاركته في بعض أبيات الزفة الصنعانية التي أحياها وطوّرها الموسيقار السنيدار لتصبح علامة كل عرس يمني صنعاني بل وحازت على المركز الأول في مهرجان أغاني الأعراس اليمنية بعدن أواخر ستينيات القرن الماضي..

وكم غيرها من القصائد والألحان التي جمعت هذان العَلَمان الفنيان اليمنيان في رحلة عبّر عنها الشاعر عبد الله هاشم الكبسي بقصيدة ألقاها بإحدى المناسبات قال فيها:

والفن.. لو دار ما دار.. ما يشتي إلا أحمد السنيدار ❤️

رحم الله أديب اليمن الشاعر الكبير.. وحفظ الله صديقه الموسيقار الفنان القدير.. ورعى الله صنعاء التي حوَت كل فَن..

حول الموقع

سام برس