بقلم/ احمد الشاوش
يطل علينا شهر رمضان المبارك من كل عام والمسلمون في اليمن والعالم الإسلامي ينتظرون بشوق كبير وبفارغ الصبر للشهر العظيم والمناسبة الدينية الرائعة التي تجعلهم أكثر ارتباطاً بالمولى عز وجل ، وعملاً بالقيم والسجايا والخصال النبيلة والطاعات والاوامر التي فرضها الله وأودعها في قلب وعقل كل مسلم ومؤمن.

ويأتي الإعلان عن رؤية هلال رمضان هذا العام وسط اتفاق السواد الأعظم في العالم الإسلامي راسماً لنا البهجة والامل في توحيد الصف العربي والإسلامي وتجاوز الخلافات السياسية والمذهبية التي وصلت الى حد لغز وتشفير وضبابية رؤية هلال رمضان خلال السنوات السابقة لتجسد المقولة المشهورة " العرب اتفقوا على الا يتفقوا ".

ولليوم الثاني نعيش في اليمن الأجواء العطرة والمناسبة العظيمة والفريضة الربانية لشهر رمضان المبارك بشوق كبير وسعادة لا توصف وإيمان بلاحدود بعد ان تُهنا في ملذات الدنيا وشهواتها وأموالنا وأولادنا وشتات إعمالنا ومسؤولياتنا ، واستعدينا نفسياً وبدنياً وبادرنا الى القيام بالطاعات فرصة لاغتنام الاجر والثواب من خلال الارتباط بحبل الله ، رغم شظف العيش والحروب والمعارك الطاحنة والدماء المسفوكة التي أبكت وأجوعت كل بيت واسرة .

والرسالة التي يجب على المسلم أن يدركها ان شهر رمضان المبارك هو فريضة ربانية وعبادة روحية وحبل متين للتواصل مع الخالق عز وجل وقراءة القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة وترويض النفس.
كما ان رمضان محطة ثقافية لنظافة العقل وتطهير القلب ووخز الضمير والتخلص من ادران التطرف وتقويم السلوك ونشر قيم التسامح والتصالح والتعايش والتراحم والتكافل والايثار.

والشهر الكريم فرصة كبيرة لكل تاجر ومُنفق زيارة الارحام وتحسس معاناة الفقراء والمساكين والايتام والجيران وطلاب العلم وضحايا الحروب قدر الإمكان بما يزرع المحبة والتماسك بين افراد المجتمع ويُذهب الحقد والكراهية والسخط ويذيب الفوارق الاجتماعية التي أصبحت جلية للعيان.

والشيء الذي لاجدال فيه ان رمضان شهر للتراحم والعطاء والانفاق والعون والمساعدة ورسم البسمة والرضا على المحتاجين وان على معشر الميسورين والمسؤولين مسؤولية دينية واخلاقية وإنسانية في المسارعة الى نجدة الفقراء والمعسرين والمرضى تقرباً الى الله تعالى ونيل الاجر وتماسك المجتمع ،وليس حلول الشهر الكريم مجرد مناسبة للاكل والشرب والاستعراض ، سائلين المولى عز وجل ان يوفقنا الى طاعاته ويذهب عنا النفاق والفجور وان يوفق قادتنا الى اعمال الخير وإزالة الظلم والبطانة الفاسدة .

حول الموقع

سام برس