بقلم/ أحمد الصراف
هاجم النائب «الهرشاني» حزب الإخوان المسلمين، واصفاً إياهم بـ«إخوان الشياطين»، وأن أغلب دول العالم اكتشفوا حقيقتهم، إلا الكويت. وأنهم أساس البلاء والخراب في البلاد، ومع هذا تحظى جمعيتهم بدعم الحكومة، وطالب بإغلاقها!

ردت القبس، بطريقة غير مباشرة، عليه بالأمس في افتتاحيتها، مشيدة بالعمل الخيري! ولكن احقاقاً للحق فإن «الهرشاني»، الذي لا يسعدني بالطبع الإشادة بتاريخه السياسي، لم يهاجم العمل الخيري بل هاجم تنظيماً سياسياً محدداً له طموحات سياسية خطيرة.

لم تكره حركة سياسية دينية الديموقراطية، وتكفِّرها، كما فعلت حركة الإخوان المسلمين. وقالت في ذلك الكثير على لسان العشرات من مرشديها وقادتها، منادين بحكم الله، وتحكيم شرع الله، وأن كل القوانين الوضعية ليست من الدين.

بعد عقود من الرفض والتخريب والاغتيال والقتل والتصفية قررت الحركة، وفي عهد أوباما وهيلاري كلينتون، الجنوح للسلم والقبول بالديموقراطية، ولو لبعض الوقت، وتسلُّم الحكم وإدارة الدولة، ويكون بعدها لكل حادث حديث!

دخلوا في اللعبة السياسية، وشاركوا بقوة في الانتخابات، بعد الإطاحة بالرئيس الدكتاتور مبارك، ولسبب ما، وبمباركة من السيناتور «جون ماكين»، رجحت كفة الإخوان على كفة «شفيق» و«تقرر» أن يكون حاكم مصر القادم «إخوانياً». وهكذا أصبح «محمد مرسي» أول رئيس من الإخوان في التاريخ، وكانت تلك بداية وقوع تنظيمهم الدولي في سلسلة من الأخطاء التي عجلت بفقدهم لفرصة لا تعوض.

طار صواب الإخوان، وفي الكويت بالذات، لفقد حكم مصر، بعد ثورة شعبية عارمة، فظهرت حقيقة لغتهم السوقية في مهاجمة معارضيهم، ولم تتمكن «بشوت واردية الدين» التي يرتدونها من ستر حقيقة أخلاقهم.

خسارة الإخوان لحكم مصر لم تحدث اعتباطاً، أو نتيجة مؤامرة دولية صهيونية إمبريالية ضدهم، كما يروجون، بل حدث نتيجة ارتكابهم لأخطاء قاتلة وقعوا فيها باختيارهم لـ«محمد مرسي»، الشخصية المتواضعة الأداء، ليكون أول رئيس لمصر، بكل تراثها وتاريخها، وما نتج عن ذلك من خروج ملايين المصريين للشوارع مطالبين برحيل الإخوان.

كما بينوا منذ اليوم الأول رغبة عارمة في السيطرة على المؤسسات العسكرية، ودفع أعوانهم للتغلغل في مفاصلها، وما كان سيمثله ذلك مستقبلاً من خطر على تداول السلطة، في حال خسارتهم للانتخابات الرئاسية التالية (إن جرت) واحتمال رفضهم التخلي عن الحكم، لإيمانهم أنهم يمثلوا الدين، فكيف يخسر من يمثل الدين؟

كما سعوا بقوة للتغلغل في المؤسسة القضائية، وإخضاعها لمزاج ورغبة حزب الإخوان، وما كان سيشكله ذلك من عدم توازن ميزان العدالة.

كما فشلوا فشلاً بيناً في الاحتفاظ بوحدة الشعب المصري، والاهتمام برخائه، وانشغلوا بتعيين أعوانهم في مناصب الدولة العليا ومفاصلها.

كما جيشوا آلتهم الإعلامية للنيل من معارضيهم، ووصفهم، من خلال وسائل إعلام الدولة أو من خلال ذبابهم الإلكتروني، بأعداء الديموقراطية والحرية والشرعية الدستورية، وهي مفردات لم توجد أصلاً في «أدبياتهم»، ولم يسبق أن اعترفوا بها أصلاً، فهم كانوا من المنادين دائماً بتطبيق الشريعة، وجعل الدين دستور البلاد، وأن الديموقراطية بدعة غربية والانتخابات حرام!

a.alsarraf@alqabas.com.kw

نقلاً عن القبس

حول الموقع

سام برس