بقلم/ حمدي دوبلة
مثلما فضّل الله شهر رمضان على سائر الشهور ويوم الجمعة على أيام الأسبوع، فقد فضّل العشر الأواخر من رمضان على بقية أيامه المباركات.

-أجمع علماء الأمة وفقهاؤها على أنّ أجر القيام بالطّاعات مضاعف في شهر رمضان وبالأخص في العشر الأواخر التي نعيش اليوم ثاني أيامها هذا العام، وذلك لوجود ليلة القدر فيها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِا.

– من الطّاعات المستحبة في هذه الأيام- وفق العلماء- الإكثار من الصّدقات، ففضل الصّدقة عظيم في شهر رمضان كلّه، لكنّها في العشر الأواخر تكون أعظم وأفضل وأكثر أجراً.. ويستحب كذلك إحياء هذه الليالي بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن الكريم .

– وصف الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام، العشر الأواخر من رمضان بأنّها عتق من النّار، وكان كما ثبت عنه يقوم ببعض العبادات التي لا يقوم بها في بقيّة رمضان كإحياء اللّيل، وإيقاظ أهله للقيام وظلّ يعتكف فيها في المسجد حتّى توفاه الله.

– يجب علينا اليوم ونحن في آخر أيام الشهر الكريم، الانشغال بتلاوة وتدارس القرآن والابتهال إلى الله وتلمس أحوال الفقراء والمساكين والأيتام وأسر الشهداء والتراحم والإحساس بمعاناة بعضنا بعضا وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي والإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله بأن يسرع بالنصر وأن يكتب لنا المخرج الجميل وأن يكشف الغمة والكرب وان يسقينا غيث الإيمان في قلوبنا وغيث الرحمة والبركة في مناطقنا، وأن يعيد الشهر الكريم على بلادنا وقد تحقق النصر وعم السلام والاستقرار ربوع وطننا الحبيب وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويعيد الأسرى إلى أهاليهم وذويهم سالمين غانمين، وأن يوحد شمل أبناء اليمن ويجمع كلمتهم ويجعل بأسهم على عدوهم والثقة في نصر الله وتمكينه عباده المؤمنين.

– نسألك اللهم بحق الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وبحق هذه اللحظات المباركات ألاّ تنقضي هذه الأيام العشر إلا وقد فرجت الهموم وغفرت الذنوب وجبرت القلوب، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.. يا أرحم الراحمين.

نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس