بقلم/ معاذ الخميسي
▪يأتي العيد في خضم الوجع..!

▪يصر على أن يحضر في موعده..ويرفض أن يتأخر أو يتأجل..لعام آخر..أو ثانٍ أو ثالث..حين بالإمكان أن يكون عيداً..!

▪أشياء كثيرة لم تعد تحضر في موعدها..بل ولا قبل ولا بعد..اختفت من خارطة أيامنا وتلاشت في تفاصيل أحوالنا..وأصبحنا بدونها نعاني من (وحشة) الغياب..وجور (العتاب) الذي نمارسه في محيط (الآذان الخرساء) و (العيون العمياء) و (العقول الجوفاء) و (التصرفات الحمقاء) !

▪آباء كثيرون يأتي العيد وهم يتوسدون(الألم)..عاجزون عن شراء بدلة عيد (جديدة) لأولادهم..ويطل عليهم العيد ك(كابوس) يقلقهم..ويؤلمهم..ويضعهم بين خيارات أقساها تمني الموت..وأقلها الاستماع لرجع الصوت عندما تتدافع (الأوجاع) على شريط ذاكرة متعبة..وفي غرفة مغلقة..في ما هو اشبه ببدايات (الجنان) !!

▪أسر كثيرة..وبيوت عفيفه..ونفوس عزيزة..طحنهم الغلاء..وسحقتهم الأعباء..ولم يعد في حكاياتهم واعوامهم أي طعم أو رائحة للعيد..ولا للفرحة..ولا للقدرة على ان ينتظروا القادم الأفضل أو حتى يعودوا للماضي الأجمل..!

▪كان العيد..فرحة طفل ينام وهو يحتضن ملابسه الجديدة..لا ملابسه القديمة أو تلك التي يستوردونها من بقايا ما استعمله الأوروبيون..!

▪وكان العيد..سعادة للكبار وبهجة للصغار..قبل ان يتحول إلى هم وغم وحسرة وألم..!

▪كان العيد..زيارات ولقاءات وأغاني ورقصات لا آهات وأنات..!

▪كان العيد..عسب و(زلط) جديدة وجولات ورحلات لا حراف فيه ولا هربات..ولا (مشططات) !!

▪كان العيد..فرصة سنوية للسفر والاستمتاع..أيام لاتنسى في عدن..ودفء لا يضاهى في الحديدة..ومتعة لا تقارن في إب ..وطقوس لا تتكرر في حضرموت..وراحة لا توصف في تعز..واستجمام وجمال لا ينتهي في سقطرى أو المهرة..!!

▪كان العيد..عيدين..وفرحتين..وعرسين..ومعاشين..واليوم اين صرنا..واين كنا..وووووين !!

( عيّدوا ) قد إسمه عيد..كيفما كان..ورعا الله زمان..!

(وكل عام والجميع بألف خير)

حول الموقع

سام برس