بقلم/الدكتور / علي أحمد الديلمي
المشهد السياسي في اليمن في الوقت الحالي مليء بالأزمات ويبدو أن النخبة السياسية تعيش على هذه الأزمات حيث إن السنوات الماضية كانت سياسة الحل بالحروب هي السائدة في البلاد وكانت الحلول في أكثر الأحيان تأتي من خلق حرب أكبر لتحلّ محلّ الحرب القائمة حتى تُنسَى الحروب الماضية لتتجه الأنظار نحو الحرب الجديدة ولا يخفى على أحد بأن هناك توجّسًا وترقّبًا لما قد تحمله التحديات القادمة من جراء ما قد يحدث في المنطقة برمتها من تطورات قادمة وخصوصًا ما يتعلق بتطورات الصراع الأمريكي- الإيراني وغيرها من الصراعات الاقليمية والدولية بالاضافة إلي تبدل المواقف الاقليمية وطبيعة التحالفات من العداء إلي خلق مصالح مشتركة بين الاعداء السابقين وهناك مخاوف من احتمالية عودة المتطرفين والأرهابيين وهو ما يضع بلادنا أمام تحديات كبيرة.

إضافة إلى عدة عقبات منها عدم وجود حكومة وسلطة يقف إلي جانبها جميع اليمنيين فما هو موجود اليوم عجز وتأخر في أداء أعمال جميع السلطات إضافة إلى مواجهة التهديدات الأمنية المتصاعدة والتدهور الاقتصادي وسوء الخدمات التي تجعل الشعب اليمني في حالة من الغضب وعدم الرضا على الأداء الحكومي بشكل عام


إن الذي يراقب وضع بلادنا منذ بداية الحرب إلى يومنا هذا يرى أنه ينتقل من سيء إلى أسوأ وفي جميع المجالات فمتى يستحق أهلنا وبلادنا حكومة يقبلها جميع أبناء الشعب اليمني إن المتابع لمايجري في اليمن والخراب الذي حدث في السياسيه والأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة والاخلاق وغيرها مثل الانقسام المجتمعي والطائفية والمناطقية والمذهبية مما يجعلك تعتقد أنك في بلد أخر غير اليمن الذي نعرفه بالتسامح ومساعدة الآخرين ونصرة المظلوم وأصبح الكثير من الناس يسير في الطريق الذي يتوافق مع هواه بعد ما أحس الجميع أنه لايوجد من يتحمل المسؤولية تجاه جميع أبناء اليمن

ان البقاء في أعتماد الأطراف السياسية في بلادنا على الأطراف الاقليمية والدولية والامم المتحدة ومبعوثها في تقديم الحل وإنهاء الحرب لايمكن أن يتم اذا لم يدرك اليمنيين حجم المصالح والصراع بين الدول الاقليميه والدولية والتي يمكن أن تحول اليمن الي ساحة دائمة لتصفية الحسابات

ولهذا نري أن المأساة التي حدثت وأصابت حياة اليمنيين جميعا نتيجة الصراع السياسي بين الأطراف المختلفة وزاد علي ذلك التدخل الإقليمي والدولي في الشأن اليمني دون أن يكون لديهم أي أستراتيجية واضحة حول الحل في اليمن بالاضافة الي ذلك عدم وجود حكومة قوية قادرة علي التعامل مع كل المتطلبات المجتمعية والسياسات الإقليمية والدولية تجاة اليمن حتي أصبحت الحكومة اليمنية نفسها مشكلة لمواطنيها وللدول الإقليمية والمجتمع الدولي الذي تدخل في الشؤون اليمنية من أجل أيجاد حل سلمي لإيقاف الحرب علي اليمن والبدء في المصالحة الوطنية بين الاطراف المتصارعة كما تعلن هذه الدول ذلك

إن إستمرار قتل اليمنيين في حروب لا طائل منها لا يمكن أن يقبل بها كل من لديه دين وذره من ضمير وأخلاق وأنسانيه إلي متي يظل الدم اليمني ينزف إلي متي يظل اليمنيين يقتلون والعالم لا يحرك ساكنا


كما أن أستمرار الحرب في اليمن ستكون لة نتائج كارثية علي أمن السعودية واليمن وكل دول الخليج حيث سيظل اليمن ساحة لتصفية الحسابات الخارجية وأستغلال مواردها وعلى السعودية أن تدرك ان الدول الاقليمية والقوي الدولية مجتمعة لديها أسترتيجات معلنة وغير معلنة ستنفذها في اليمن طالما الحرب مستمرة والشرعية الفاشلة مستمرة في فسادها ورغبتها في أستمرار الحرب مما سيؤدي الي أنهاك المملكة العربية السعودية عسكريا وأقتصاديا وستكون اليمن ساحة لصراع أكبر سوف يغير في الخارطة السياسية في المنطقة بأكملها


تبقي أهمية أحلال السلام والإسراع في الحل السياسي الشامل في اليمن مصلحة حيوية للسعودية واليمن لايمكن التأخر في العمل من أجلة لان الصراع الإقليمي والدولي يتم التخطيط لة بأن تكون اليمن هي الساحة الخصبة لهذا الصراع القادم في نفس الوقت الذي يجب علي كل الأطراف اليمنية في التفكير بشكل مختلف عن السابق لان العواقب ستكون وخيمة علي جميع الأطراف في ظل مستجدات الأوضاع وأختلاف وسائل الدعم والحماس في أستمرار هذة الحرب


تدخل اليمن اليوم في صراعات متجدده مع أستمرار الحرب وفشل جهود السلام ولم يستوعب كثير من اليمنيين مايجري في اليمن ولم يتمكن الغالبية من تشكيل أدوات قادره على التحكم في تغيير مايجري رغم وجود بعض المحاولات التي تعثرت أو لم تتمكن من تقديم مبادرات أو مشاريع مقبوله لحل المشاكل الاجتماعيه والسياسية والاقتصادية وطبيعة العلاقات مع دول الجوار والإقليم وإحلال السلام الشامل.


إن أستمرار الحرب والأعمال العسكرية والغارات الجوية المستمرة في اليمن لا يمكن أن تؤدي إلي أي حل أو حسم على الارض وإنما مزيد من الضحايا والدمار والخراب والسعودية هي أكثر الدول المتضررة من أستمرار الاعمال العسكرية والحرب في اليمن ومن خداع وأستغلال الاطراف التي تتحالف معهم في اليمن الذين يناصبوها العداء تاريخيا وينظرون إلي أموالها قبل مصالحها ولايمكن أن تخرج السعودية من بركان اليمن إلا من خلال البدء في صياغة أستراتيجية جديدة تتعامل مع الواقع في اليمن وطبيعة المتغيرات التي تجري على الساحة الاقليمية وتحقق لها مصالحها بطرق سلمية كما يعمل الاخرين الذين يريدون لها الغرق أكثر في بركان اليمن


*سفير بوزارة الخارجية اليمنية

حول الموقع

سام برس