بقلم/عبده مسعد المدان
تربت شجرة موهبته في بساتين الإبداع الإنشادي.. وباكراً جداً اقتحم عالم الإنشاد وعاصر ومارس شتى فنونه وأشكاله ومشاربه، ليصبح اليوم واحداً من أكبر المنشدين اليمنيين..

إنه المنشد الرائع عبدالرؤوف علي محمد حميد.. كان مرافقاً لوالده المنشد المرحوم علي حميد رحمة الله تغشاه.. يسحرك بصوته الشجي ويأسرك بمشاعره الدفاقة، ويلفت انتباهك وذائقتك بأحاسيس منطلقة ومحلقة في الأعالي..

كل ذلك تجده مجسداً في موهبة وإتقان هذا المبدع، إلى جانب ملمح ذات أهمية مماثلة في شخصية هذا المبدع، وهو كونه شاباً ذا أخلاق عالية، تجعل من حضوره مكتملاً وحائزاً على احترام ومحبة الآخرين.. فهو شاب مهذب كما يعرفه الآخرون وخدوم يلبي دعوات الناس ويشاركهم مناسباتهم المختلفة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً..

ولعبد الرؤوف حضور وتألق إبداعيان يميزانه عن سواه، خصوصاً في تعامله مع التراث الإنشادي الصنعاني ذات التاريخ العريق والأصيل، كما هو ذاته المبدع المتميز في أداء التراث اليمني والعربي عموماً، ولعل ذلك ما أهله ليصبح من ضمن المنشدين الذين يعتلون الصدارة بين أبناء جيله، وما سبق ذلك من أجيال..

وأوكد دائماً ومجدداً على أنه مبدع ذات تجربة ملفتة للانتباه والذائقة، فكثيراً ما اجتذب بأسلوبه المنفرد وأدائه المذهل انتباه الآخرين وسيطر بجاذبية نادرة على القلوب.. فقد تربع على عرش الإنشاد بحب الجماهير والمتابعين والمحبين ممن يرون فيه نجما بارزا وساطعا فاق زمنه وحقق نجومية كبيرة واستحق أن يكون نجماً مضيئاً ومنافسا كبيراً في سماوات الإنشاد الصنعاني.

إمتاع.. إبداع.. وأيضاً سمو في الأخلاق وتواضع في التعامل وأدب في الخطاب، وصفات نبيلة أخرى يتصف بها عبدالرؤوف، وتلك برأيي أسباب كافية لتجعله يحظى بحب واحترام جميع من يعرفونه ويحيطون به ويتعاملون معه..
فسلام الله عليه وعلى كل المواهب التي تتوفق في الجمع بين الإبداع والتألق والتميز من جانب، وبين سمو الأخلاق ومحبة الناس من جانب آخر.

حول الموقع

سام برس