بقلم/ احمد الشاوش
يقول المثل اليمني "الموكل نصف رجال"، وقد يتحول الشخص الموكل الذي يبحث عن غايته ولايدرك ماوراء شياطين الانس والجن وجن الجن ، الى ضحية للشيخ الظالم وغنيمة للقاضي المتلاعب وفريسة للمحامي الفهلوي وطاقة القدر لعضو النيابة المبتز وعرطة لرجل الشرطة وتحليه لعاقل الحارة ومقلب لرجل الدين تحت قناع " الوقار".

اليوم الكثير من المشايخ والقضاه والحكام والمحامين واعضاء النيابات والمشرفين ورجال الشرطة يجيدون فنون اللف والدوران والتخصص في تشليح الضحايا وتعطيل الجيوب وتجاوز الاحكام إلا من رحم الله وأودع الله في قلبه الرحمة والامانة والصدق والقناعة وقيم العدالة.

ومن عجائب القدر ان بعض المحامين يشتغل خطين في نفس اللحظة قرعة مثل التلفون الصيني ، وبإمكانه يستخدم العديد من علم الحيل والبرمات ويطول في القضية ويمطط في الجلسات ويرسل متدربين نيابه عنه في قضايا حساسة ويصور ملف القضية ويبيع أدق الاسرار والتفاصيل للخصم وكله بثمنه والحسابة بتحسب ، بينما الموكل المنكوب الذي أضطرته الظروف لانابة شخص عنه لسان حاله يردد أغنية العوامي " انقذوني .. وياعيوني شني الدموع الغزيرة" سنوات ، وحكومة الانقاذ مجرد ديكور وعلى حد قول الفنان عادل امام "متعووووده.. داااايماً" على جعجعة ودموع الشعب والخطابات الاستهلاكية بدليل انعدام أبسط الخدمات الضروية حتى الكتاب المدرسي للمدارس الحكومية لم توفره بينما يتم بيعه للمدارس الخاصة.

وهات ياكلام معسول وخداع وسقوط للقيم واخلاقيات المهنة وضحك على الدقون وسمسرة في الطواريد والمكاتب والاقسام والسجون والنيابات ، بينما ينظر بعض القضاة واعضاء النيابة والمحاكم في بعض القضايا بسرعة الصوت وأحياناً برنة تلفون كما يتداول البعض في الماضي والحاضر ، في حين يكون النظر في قضايا الغلابة والمطحونين يتم بخطوات السلحفاة ، وجلسة وراء جلسة وعيد وراء عيد واحياناً يطير ملف من الارشيف وتقيد القضية ضد مجهول ، ما أدى الى حالات من الغضب والسخط والشكى الشعبي وفقدان ثقة المتقاضين في الدولة ومؤسساتها وعزوف الكثير من المظلومين من الاستمرار في لعبة المتاهة والخسائر الفادحة واللجؤ الى عدالة السماء بعد ان غابت عدالة الارض.

والملاحظ ان بعض أعضاء النيابة كما يشكو ويردد بعض المتهمين في مباني النيابات والفضائيات ووسائل الاعلام ومجالس القات ، يتحول الى ديكتاتووور ووكيل وغريم ومقاول وهات يا تحقيقات وضغط وفجايع وابتزاز للضحايا وحبس على ذمة القضية وتجديد مدة الحبس وأخراج متهم في جرائم شروع في القتل بضمانة وتحويل جرائم جسيمة الى غير جسيمة وكله خارج اطار القانون ولو حاول بعض المتهمين ان يدافع عن نفسه قامت القيامة في بعض القضايا دون اعتبار للدستور والقانون واللوائح القضائية وانسانية الانسان ، بينما نجد القليل من القضاة واعضاء النيابات يمثلون القدوة الحسنة.

وعلى نفس الموال يكور المظلوم ويدغمر بمعنويات مرتفعة وكل أمل منذ اللحظة الاولى الى أروقة القضاء بحثاً عن العدالة ويجمع قرشين مصاريف لاي طارئ من اجل انصافه وفقاً للعدالة وعلى نفس أغنية عبدالحليم حافظ" اني أغرق أغرق .. اني أتنفس تحت الماء ، يغرق المشارع المظلوم يوم بعد يوم وسنة تلو اخرى في الفقر والجوع مقابل حق بن هادي"الرشوة"..حتى يفلس ويصبح فقير ومفقود وان حصل على حكم لصالحة لايجد من ينفذه وبعدين دور لك طقم وعسكر دولة وحق البترول وحق القات والصبوح والغداء ، فينفذ بجلده تاركاً الجمل بما حمل!!؟.

وبنفس المزمار وحلاوة برعة ملاطف يرقص البعض من المشايخ على دراما ومآسي وأنين القبيلي الذي فوض أمره وحكم الشيخ ويصبح في حالة من الحيرة والربكة والوساوس التي تطير منه النوم من الحكم الصادر الذي مافيه صفاط .. وعلى قول هيفاء وهبي " مع الكثير من المشايخ مش حتقدر تغمض عينيك" ، فيجلس الرعوي مطنن شارد الذهن ينتظر حكم الشيخ وبخت يانصيب مثل الحبحبة .. ويابها ويا عليها.

وعلى ايقاعات طبول الطمع وايقاع الجشع والفضول يتحول بعض مدراء وضباط ومشرفي بعض اقسام الشرطة الى قضاة ومحامين ومشايخ وسجانين وملائكة ومصلحين ومتمصلحين في نفس اللحظة، خارج اطار القانون واحتجاز بعض القضايا ومحاولة التوسط فيها بالقوة من اجل الابتزاز وفي نهاية المطاف يتم الحكم فيها بثلثين وثلث ، على قاعدة المرور .

ومن غرائب الامور واهم مايلفت النظر انه عندما يذهب المواطن الى قسم شرطة لتسجيل شكوى وقد حدثت بالفعل انه أحياناً لايجد المناوب قلم أو بياضة أو قرطاسية وأحياناً المناوب راقد يتم تذهينه وطلب الشاكي بشراء قلم وبياض لتسجيل البلاغ أو البدء في اجراء التحقيق وطلب الشهود!!؟.

ومايدعو للحزن والاسى والالم انك قد تجد بالقرب من بعض المحاكم اليمنية أشكال وألوان من " شهود الزور" ، وبإمكان بعض شياطين الانس تدبير شاهد زور وتلقينه المشهد الدرامي بمبلغ معين ، ويحلف اليمين الزبيرية دون خوف من الله بحسب مايتم تداوله .. فهل تقوم الجهات المختصة بضبط مثل هؤلاء المجرمين والفاسدين والمنحرفين من طريق العدالة وعمل قائمة مسجل خطر؟.

كما ان سقوط الاخلاق والقيم الدينية والعادات والتقاليد والضمير وغياب الرقابة وضعف الدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها " القضاء" الذي تحول الى لغز ومتاهة ومثار شك واحباط وسخرية وتندر نتيجة لفقدان العدالة وتطويل القضايا وتمطيط الجلسات وترويض الخصوم وتحويل المتقاضين الى صراف آلي.

اليوم المحاكم والنيابات واقسام الشرطة وادارة البحث الجنائي وأجهزة الامن والمشايخ والمشرفين كل ينظر في قضايا المواطنين بطريقته الخاصة ووفقاً لدسامة القضية ومصلحته في الابتزاز وتحقيق أكبر قد من الفايدة خارج اطار القانون ودون ضمير او وازع ديني واخلاقي وعلى قولة أخواننا المصريين كم في السجن من مظاليم.
أخيراً.. حكومة الانقاذ في حاجة الى من ينقذها من حالة الضعف والفساد والقضاء يعكس الوضع الحقيقي لحالة الانهيار .. ورغم ذلك لايزال هناك بعض من القضاة واعضاء النيابات ورجال الامن الشرفاء الذين لم يسقطوا في وحل الفساد وهوى النفس رغم أساليب الترهيب والترغيب ..

والمواطن يعي ان أكبر وصمة عار في اليمن ، ان المدعي والشاكي المظلوم لايجد العدالة والانصاف وان وجدت بعد سنوات من طلوع الروح وبعد ان خسر مافوقه وتحته .. بينما في دول الغرب والشرق الكافر والملحد تحترم حرية الانسان في اقسام الشرطة والنيابات والقضاء ينظر في أي قضية خلال أسبوع بغض النظر عن القبيلة والمذهب والفكر والحزب والايدولوجيا والسلطة والغناء والفقر فالعدالة والقانون فوق الجميع بينما نحن أبعد عن العدالة والقانون والشرع فهل من تصحيح للوضع الخاااارب.

حول الموقع

سام برس