سام برس
الحمد لله القائل (وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقص مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَا ٰ⁠تِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ * ٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِیبَةࣱ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَاجِعُونَ * أُو۟لَـٰۤئكَ عَلَىٰ هُدࣰى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ) صدق الله العظيم.

واسأل الله أن نكون من الصابرين الشاكرين الذاكرين.

ولدي وحبيبي وقرة عيني محمد :

في مثل هذا اليوم من العام الماضي وبالتحديد عصر يوم الجمعة الموافق ال ٢٤ من سبتمبر عام ٢٠٢١ م، فاضت روحك الطاهرة الى بارئها ، وقد من الله علي وعلى والدتك وزوجتك وإخوتك وأخواتك بأن واجهنا هذا المصاب الجلل بالصبر والاحتساب، أعاننا على ذلك بعد توفيق الله ما عرفناه عنك من الاستقامة وحُسن الخلق وخفف علينا مواساة الناس لنا وذِكرك الطيب الذي وجدناه من الجميع.

ولدي الحبيب :

عام مضى لم ارى فيه وجهك الملائكي المبتسم، ولم اسمع فيه صوتك المهذب الحنون ، ولم اتصل بك خلاله لمعرفة ما الذي فعلته في هذا الأمر او ذاك من الأمور الكثيرة التي كنت تحملها عني ، والتي ما كنت اتكلف عناء الإهتمام بها لمعرفتي انك قائم بما يلزم نيابةً وأفضل مني.

عام مضى لم ارك تنير مكتبك الصغير ، ولا تأتي مصطحباً ولدك وإبنتك نهاية كل اسبوع لقضاء العطلة الاسبوعية معنا

عام ثقيل مضى كنت انت الغائب الحاضر فيه ، افتقدتك وافتقدك الجميع وما برح ولدك وابنتك يكرروا سؤالهم متى سيرجع ابونا .

عام مضى ، وستمضي بقية اعوام العمر وانت غائب عني بجسدك ، حاضر بروحك الطيبة ،وذكراك العطرة يا ولدي حتى يشاء الله أن الحق بك ، وإني لأدعوا الله أن يروي عطشي لك في جنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين الذي أحسبك انك كنت منهم والذي أدعو الله أن أكون منهم.

ولدي الحبيب :

منذ إضطراري للخروج من صنعاء الحبيبة والتي كنت معتاد ان ازور قبر والدي رحمه الله كل يوم جمعة ، لم تعد لي زيارات للمقابر الا للمشاركة في بعض الجنائز حتى واريتك الثرى بإحدى مقابر إسطنبول والتي اصبحت مزاري الاسبوعي كل جمعة ، ازور فيها قبرك ، واقرأ معك سورة الكهف التي ما كنت تتركها كل جمعة ، والتي اسأل الله أن تكون مؤنسة لك في قبرك ، وإني لأرجو العلي القدير أن يكون قبرك روضة غناء من روضات الجنان وأولى منازل نعيمك الخالد بإذنه وحوله وطوله وكرمه.

ولدي وقرة عيني :

لن ننساك ما حيينا وستظل حاضرا معنا بخصالك الحميدة وبولدك وإبنتك الحبيبين ، وعلى ذكر اولادك فقد انتقل ولدك حميد اصلحه الله الى الصف الاول وتم نقله الى مدرسة ابنتك مودة وفرح بذلك كثيرا ، أما عملك التجاري الصغير الذي كنت قد بدأته ، فقد تكرم محبك الدكتور يحي بالمبادرة بأن نستمر انا واياه في رعايته حتى نسلمه بإذن الله لولدك حميد رعاه الله وأصلحه.

ومما اخبرك به ان عمك حسين والذي حزن عليك حزنا شديدا، قد غادر دنيانا الفانية بعد حوالي الستة أشهر من وفاتك ، وإني لا دعو الله أن يشمله بعفوه ورحمته وأن يجمعنا بكم وبوالدنا العظيم واحبتنا في مستقر رحمته وأعالي جنانه.

ولدي الحبيب :

لم تترك ورائك في هذه الدنيا الفانية ما يستحق ان يحرص عليه العاقل ذو الفهم السليم فنسأل الله السلامة منها حتى نلقاه وهو راضٍ عنا.

استودعتك الله يا حبيبي محمد عند مليك مقتدر وخالق رحيم لا تضيع عنده الودائع ، إنا لله وإنا اليه راجعون.

* والدك المكلوم

من الصفحة الرسمية بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس