بقلم/ احمد الشاوش
يحتفل اليمنيون اليوم في مشارق الارض ومغاربها وكافة محافظات ومدن وقرى الجمهورية اليمنية بالعيد الـ 60 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ، تلك الثورة الشعبية التحررية التي انصهرت فيها كافة المشارب الثقافية والفكرية والاجتماعية والسياسية والوطنية كالبيان المرصوص في مواجهة مشاريع التخلف والجهل والفقر والجوع والمرض والطغيان الامامي الذي صادر أحلام وتطلعات ومستقبل أبناء سبأ وحمير حيناً من الدهر تحت عناوين الاستبداد وأثارة الفتن والنعرات بين القبائل وثقافة فرق تسد وجوع كلبك يتبعك وفزاعة الفيد واقنعة الخلافة وأساطير الولاية ووهم النسخة الثانية من شعب الله المختار .

لقد جاءت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة بـأهدافها الـ 6 السامية للتحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وأقامه حكم جمهوري عادل وأزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ، وبناية جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها ، ورفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعياً وسياسياً وثقافياً ، وانشاء مجتمع ديموقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف ، والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية في اطار الوحدة العربية الشاملة ، وغيرها من الأهداف النبيلة التي تحققت ولفتت انظار العالم تحت سقف التعايش والسلام.

ثورة تفجرت بعد قرون من الطغيان والتسلط والقمع والاستغلال لإنقاذ شعب من حافة الانهيار والضياع وانتشاله من الجهل المطبق والعزلة الرهيبة والموت المحقق ، عبر كوكبة من الثوار الاحرار والشرفاء الذين قدموا دمائهم من اجل تحرير الشعب اليمني وأخراجه من الظلمات الى النور بضربات مااااارد الثورة الذي دك قصور الطغاة وانهى مسلسل العبودية.

وأكثر ما لفت نظري وغيري من اليمنيين في هذه المناسبة العظيمة الأولى هو ذلك الحفل الشعبي العظيم بذكرى ثورة 26 سبتمبر التي اقامته مدرسة نعمة رسام في تعز او ما كان يسمى مدرسة سبأ بطلبة وطالبات في عمر الزهور وترديد الاناشيد الوطنية الحماسية والاستعراض العفوي الجميل .

والرسالة الثانية هي الاحتفال بإشعال شعلة ثورة 26 سبتمبر في العاصمة صنعاء والذي حضره عدد كبير من أبناء الشعب اليمني مرددين بالروح بالدم نفديك يايمن .. دمت ياسبتمبر التحرير يافجر النضالي ، ومايدعو للعجب والاجلال هو حديث عجوز طاعنة في العمر حضرت للمشاركة لرؤية الحفل وعندما ارادت ان تدخل بعفوية من جانب المنصة منعها أحد الحراس ، فردت عليه بعفوية وحماسة هذه ثورتنا لا تصادروا فرحتنا ..

والرسالة الثالثة وهو مادار من حديث بين ثلاثة أصدقاء من الحوثيين بشارع القيادة ، حيث قال أحدهم للأخر عجيب الناس بيحتفلوا صدق بثورة 26 سبتمبر وانتم جالسين راقدين أيش الخبر.. مابش فااااايدة الممفروض الخبرة يصلحوا انفاسهم !!؟

والرسالة الرابعة هو العرض الشبابي الكبير في تعز الذي أمتد من شارع جمال الى حوض الاشراف لايقاد شعلة 26 سبتمبر بصورة مشرفة ومذهلة.

وشاهد الحال ان اليوم المواطن اليمني عرف قيمة ثورة 26 سبتمبر والدولة والنظام الجمهوري ومؤسساته وقيمة الامن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومبادئ التسامح والتعايش والعدالة والمساواة والمشاريع والمنجزات ولمس جميع الخدمات وعرف الفرق الكبير بين دولة المؤسسات التي وصفها بعض الحمقى والفاشلين بالفاشلة ودويلات الجماعات المحنطة والمشاريع الخارجية ، وعرف الفرق بين سعر الكيلو الكهرباء في الزمن الجميل بـثلاثة ريال و 7 ريال والدبة الغاز بـ 700 ريال والبترول 700 وبعد الفوضى بـ 1200 ريال ودعم القمح المستورد والسلع الضرورية وتوفير فرص العمل وأكذوبة الحرس العائلي بعد سياسة الفوضى الخلاقة وثورات الفقر والجوع والحقد والكراهية والفجور التي أسقطت الدولة والجيش والسيادة والمؤسسات والشعب ومخرجات التعليم المتخصصة وادخلت البلد في حروب عبثية نتج عنها تقسيم اليمن والمجتمع ووضع المواطن على حافة الهاوية.

مازلنا وسنظل نحتفل بتغاريد وعبق وشذى ثورة 26 سبتمبر المجيدة في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر والواتس وأجمل مافي هذا الشهر العظيم هو ان الاحتفال بالثورة السبتمبرية أصبح زخماً شعبياً خالصاً من القلب الى القلب وفاء للثوار الابطال وعرفاناً للثورة التي غيرت مجرى التاريخ مقارنة بخفافيش الظلام.
سيظل يردد الشعب اليمني انشودة الفنان الكبير علي الانسي .. تشكر تشكر ياسبتمبر .. تشكر تشكر يايوم السادس والعشرين من سبتمر .. ولاجيال القرن العشرين .. عاد تتفجر ..طاقات التطوير والتمكين .. فردوس أخضر.

وسنظل نردد بكل سعادة أنشودة .. يا بن السعيدة لا تقل فات القطار.. أنت القطار بلا محطات انتظار ..واصل مسيرتك الفتيه .. في وثوب وانتصار .

وبكل إرادة وعزيمة وفرحة يردد الشعب اليمني اليوم في الداخل والخارج أغنية الفنان الكبير أيوب طارش .. عشت ايماني وحبي اممياً .. ومسيري فوق دربي عربيا .. وسيبقى نبض قلبي يمنيا لن ترى الدنيا على ارضي وصيا وغيرها من الأناشيد الوطنية للفنان احمد السنيدار والفنان علي السمة وآخرين ، لان الثورات والانقلابات التي أتت بعد ثورة 26 سبتمبر لم تكن لها اهداف واضحة ورؤية جامعة وصورة مثالية ولم يكن لها أي بصمات أو إنجازات تباهي بها تجاه سيل إنجازات 26 ثورة سبتمبر ، سوى الدمار والمقابر والنعوش والفقر المدقع.

والرجل الحكيم والانسان العاقل ومن عاش بين زمنين كما يروي لنا الابآ والاجداد يُدرك ان ثورة السادس والعشرين لم تأت عبثاً ، أو مجرد نزوة ، أو انقلاباً ، كما يصورها بعض السياسيين والاماميين والحمقى والمعاقين فكرياً ، بل كانت ثورة حقيقية ولدت من رحم معاناة الشعب اليمني الذي ثار من أجل تحقيق العدالة والمساواة وإزالة الفوارق والامتيازات بتلك الأهداف الإنسانية والتقدمية النبيلة التي أحدثت نقلة نوعية في بناء الانسان اليمني وقدمت خدمات التعليم والصحة المجانية وفرص العمل وبناء المؤسسات والوزارات والطرقات والاتصالات والثروات وغيرها من المنجزات المتواضعة رغم خطورة الذئاب الدولية والبُعبُع الإقليمي والضباع الملكية التي نخرت في جسد الثوار والثورة والمؤسسات والمنجزات والقضاء والجيش وحولت كل شيء الى اطلال وساحة للاشباح .

شاهد الحال اليوم يؤكد ان الفرق ما بين السماء والأرض بين الحكم الامامي الذي بناء طوق من العزلة على الشعب وتبنى سياسة الثالوث الرهيب وثقافة الفيد والسجون والاغلال والحديد والنار والتفرقة والتقسيمات العنصرية والمناطقية من يمن أعلى وأسفل وسيد وعبد وغير ذلك من المسميات التي ما انزل الله بها من برهان ، وأغراق اليمن في انجازات الذُبالة والمسرجة والنوارة والشمعة والمُكحلة والقطرنة والشعوذة والتجهيل وطريق الحديدة واللاسلكي ودكاكين وغرف بعض المستشفيات وثقافة "الصن جنب الصن والصن يقرب شوية" والتباهي ببعض المشاريع التي لاتزيد عن عدد الأصابع .

وبين النظام الجمهوري الذي أنصهر فيه كل اليمنيين باستثناء أصحاب المشاريع والاجندات المشبوهة التي توغلت في كل مفاصل الدولة والأحزاب والمؤسسات لنخر وتدمير الدولة اليمنية وبث سموم الكراهية والمناطقية والسلالية والتبعية في أوساط المجتمع اليمني المحب لقيم التعايش والتسامح والامن والاستقرار والسلام مستغلة العمل الديموقراطي وحرية الرأي والتعبير ومرونة حكام الدولة والثورة لتهدم سفينة النجاة والتعايش السلمي وتدمر كل طموح وتُسقط كل بناء وتجتث كل تنمية وجميل من خلال التآمر على الثورة ومنجزاتها ومخرجات التعليم العظيمة والبيت اليمني الذي يستظل تحت سقفه جميع أبناء اليمن.

أخيراً .. أحتفل الشعب اليمني اليوم بثورته العظيمة بصورة شعبية وهي رسالة تحمل اكثر من دلالة وعرف كل منا قيمة الثورة والنعمة والرخاء واهمية ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة باعتبارها البيت الآمن للشعب اليمني من الضياع والتجزئة والانقسام والدمار ، تلك الثورة التي غيرت مجرى التاريخ في اليمن ولذلك لا يمكن لثورة أو انقلاب او جماعة سياسية أو حزبية أو دينية أو مذهبية اوسلالية ان تحكم اليمن إلا من خلال صندوق الانتخابات وبمشاركة كافة مشارب واطياف المجتمع اليمني تحت سقف واحد هو البيت اليمني الآمن بعيداً عن أي تبعية أو أرتزاق أواجندات مشبوهة وأبعد من أي أي وهم وقداسة زائفة ، مالم فإن التاريخ يؤكد ان مزاج اليمنيين متغير على الدوام وان القادم رهيب في ظل عدم تقديم الخدمات والانموذج الأفضل لاسيما بعد ان حرقت الكثير من الكروت وسقطت الكثير من الأقنعة والأوراق وان أسلحة وصواريخ واموال الدنيا والمراوغة والاستقواء بالخارج لايمكن ان تنزع حب ثورة الـ 26 من قلوب اليمنيين كونها الاوكسجين الذي تتنفس به رئة الشعب و الدم الذي يضخ في جسد وروح كل يمني ، ولا بديل إلا السلام.

وكل عااااام وانتم بخير

حول الموقع

سام برس