بقلم/ عبدالغني علي الزبيدي
عندما تكون في حضرة البدر فإنك تفقد القدرة على الكتابة.

وعندما تتفاجأ وبدون طلب منك أو تنسيق مسبق أنك قد صرت وجها لوجه مع القائد وفي ضيافته.. فإنك تشعر بأن فصاحتك قد تحولت إلى تمتمة وأن قدرتك على الكلام قد أضمحلت وتلاشت.

وعندما تسمع حفاوة الترحيب وإطراء القائد لك من دون معرفة سابقة بك غير مايقرأه لكتاباتك المتواضعة واحاديثك التلفزيونية فإنك لاتملك القدرة حتى على رد التحية بمثلها.. فمابالك بأحسن منها.. كل ذلك لأن دموعك تساقطت على خديك من دون تكلف ولاتصنع لأنك لم تفعلها من قبل ولأن حجم التواضع والبهاء والنور وكرم الضيافة وهيبة اللحظة التي لم تفارقها الابتسامة الصادقة على محياه.. كانت هي السبب.

طبعا لن يصدقني أحد إلا من يعرف السيد عبدالملك الحوثي وكان إلى جواره.. أن الرجل قام يسكب القهوة وهو جاثيا على ركبتيه.. رغم إن الثلاجة والكوب كانت أمامي... قلت له ياأبا جبريل.. هذا كثير علي ولكنه أصر وقال هكذا كان أبي يفعلها وعلمنا إياها وهو واجبنا في أكرام الضيف.

الأمر الذي زاد عندي صعوبة الحديث فيما كنت أهم الحديث به... ياالله أي مدرسة نال منها هؤلاء..؟

طبعا الموتورين وأصحاب النفوس المريضة والمرتزقة والذباب الألكتروني لن يعجبهم هذا الكلام وسيصابون بالصدمة.. لأن لدينا قائد شاب يحمل هذه الروحية وهذه القيم التي ليست في قواميس القادة وحتى منهم أصغر منهم.

يشهدالله أنني لم أستوعب ماجرى حتى الساعة.. هناك مايشبه الصدمة...لأنني تفاجأت باللقاء وتفاجأت حين قال لي كيف تزور صعدة وتريد أن تغادرها بدون أن نلقاك ونقوم بواجب الضيافة..؟

ياسيدي من أنا حتى تهتم بي..؟

ماذا قدمت للبلد مقابل ماقدمه الآلاف..؟

لست من المشايخ ولامن المسؤولين..

فأبي كان مزارعا.. وأنا صحفي مغمور وكاتب اقل بكثير ممن هم أفصح مني...!

هكذا كنت اتساءل في نفسي وهو يسألني عن أهلي ويطلب مني أن أحدثه عن بلادي وادي بناء وعن أحوال الناس وعن الزراعة في مناطقنا وعن تربية المواشي.

كنت أريد أن أكتب لكم عن كل لحظة عشتها في هذا المقام الذي لم يخطر لي على بال ، وكيف أن هذا الرجل الذي كانت جل سنوات عمره في الحرب والقتال وفي التنقل بين الجبال والرمال بهذا البهاء والنقاء والنظافة والعلم والبيان وفصاحة اللسان.

اعذروني أيها المحبين والمبغضين أن أطلت عليكم فهذه صفحتي وقد كتبت فيها بعض مما ادخره لنفسي.. لأن الموقف كان مهيبا

فأن أحظى بأكثر من ساعتين وخمسة وأربعين دقيقة في لقاء مباشر.. مع قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي وفي الظروف الصعبة .. فإن ذلك يعني إن الله يحبني وأن أمي تدعو لي.

وللحديث بقية..

المصدر : من صفحة الكاتب في " تويتر"

حول الموقع

سام برس