سام برس
عن تجربة الفنانة التشكيلية ضحى قارة قرقني قبيل معرضها الخاص بالعاصمة :

في لوحاتها تتعدد المواضيع الفنية بين المشاهد و الأمكنة ومنها قليبية الجميلة بعناصرها و منها البرج الشامخ و الأنيق حضارة و معمارا...

"...أحب الرسم ، لقد رسمت دائمًا ،و أرسم في كل فرصة.إنه عالم سحري يسمح لي بالهروب ونسيان الوقت وكل شيء من حولي.أنا أقضي ساعات كاملة في الرسم دون توقف. "

شمس الدين العوني

الفن هذا السؤال الدفين من قدم حيث الذهاب الى أمكنة و ضفاف شتى لتلمس شيئا من ملامحه و فهم كنه معانيه نحتا للقيمة و بحثا عن الجوهر الكامن في الذات و هي تنشد شيئا من بهائها في قلق لا يضاهى تجاه العناصر و التفاصيل في عوالم محفوفة بالدهشة و السحر و النظر ..

في طريق الفن يلقى الكائن ألوانه الملائمة التي تعنيه من حيث أنها تشبهه و تتلاءم مع ما في دواخله من حلم فبالحلم تكتسب الحياة ألقها و تمضي بكائنها الفنان الى ما به تسعد شواسعه حيث يرى بعين القلب تلويناته و ممكنات تحليقه عاليا و بعيدا ..هي بهجته الباذخة وفق أمنيات شتى من طفولات بعيدة و بهجة لا تضاهى قولا بالفن و مشتقاته.

هكذا نمضي مع عالم فنانة أحبت الرسم و التلوين مثل أطفال جدد لا يلوون على غير القول بالرسم و العبث الجميل بألوان في بياض القماشة لتحويل العالم الى علبة تلوين فاخرة..هي مضت في حبها للفن و سعت الى محاولات الامساك بشؤونه و شجونه حيث الرسم مجالها الرحب و سعادتها اليانعة و شجنها الدفين ترسم و تلون و هي تقول بالحلم في عالمها المفتوح على أمنيات الرسم الذي يتقصدها و يعلي من وجدها في أحوال من شاعرية تتقصدها ...
هكذا هي عوالم الفنانة التشكيلية ضحى قارة قرقني التي تواصل رحلتها مع الرسم بعيون أطفال و أحلام كائنات شغوفة بالجمال و التلوين ديدنها الذهاب عميقا في تفاصيل و أكوان الفن ..تنوعت مشاركاتها في الفعاليات الثقافية و الفنية و المعارض التشكيلية و هي تغد لمعرضها الشخصي في سياق هذا الشغف الفني حيث تقول عن علاقتها بالرسم "...أحب الرسم ، لقد رسمت دائمًا ،و أرسم في كل فرصة.إنه عالم سحري يسمح لي بالهروب ونسيان الوقت وكل شيء من حولي.أنا أقضي ساعات كاملة في الرسم دون توقف.فلقد أصبح ذلك مثل عادة يومية ، أكسجين ، ضرورة تمنحني الأجنحة والقوة للمضي قدمًا...تعلمت ذاتيًاو كونت نفسي و اكتسبت ثقافة تشكيلية . أنا مدرسة لغة و أحاول أن أشق طريقي بين الفنانين. أحب الرسم والتصوير التجريدي قليلاً أحاول أن أرى ما يحدث في عالم الفنانين العالميين...".

هكذا و بتلقائية الطفولة الكامنة فيها تحدثت عن حلمها الفني و عملها تجاهه لتواصل قائلة "...أنا من عائلة فنانين ، أنا ابنة الممثل رشيد قارة الله يرحمه ،و ابنة أخت الرسام رؤوف قارة ، وكان جدي محمود غارة رسامًا ربما كان الأول في قليبية في هذا المجال...الرسم متنفسي و شغفي و مجالي المحبذ حيث عقجت العزم للذهاب عميقا في دروبه الجميلة...".

هي فنانة تشكيلية ولدت في بيئة فنية بين التمثيل و الدراما و الرسم درست بالمعهد العالي للتجارة و مضت في رحلة السنوات للتدريس لتسافر مع ذلك الى عالم التشكيل الفني و تلقت تكوينا في المجال و في خصوص الرسم بالأكريليك و الرسم الزيتي في سياق عمل نوادي الاختصاص لتتتالى مشاركاتها الفنية الوطنية و الدولية و منها في قليبية و في سوسة بمهرجان ايلاف الدولي سنة 2023 و في مهرجان عيد الورد باريانة ضمن ملتقى الفنون الجميلة و ضمن المهرجان الدولي للزيتونة و المعرض الافتراضي العالمي ضمن عنوان " الوعي الثقافي " و في المعرض الافتراضي الدولي للفنون بالبيرو و في معرض الفن بفرنسا و في منتدى أجراس للفن التشكيلي و بالمعرض الافتراضي الدولي ضمن نشاط منتدى زهور الأمل للثقافة و الفنون و في ملتقى الفن و الحب بسيدي بوسعيد خلال فيفري 2023 و في ملتقى " الفن يجمعنا " المقام باليمن كضيفة شرف من خلال عرض لعدد من أعمالها الفنية التشكيلية و ذلك الى جانب مشاركات فنية أخرى...

في لوحاتها تتعدد المواضيع الفنية بين المشاهد و الأمكنة ومنها قليبية الجميلة بعناصرها و منها البرج الشامخ و الأنيق حضارة و معمارا.. هي تبحث في كل ذلك عن جمالياتها الخاصة التي ترى من خلالها ما يرتسم و ينطبع في خيالها و وجدانها.

الفنانة ضحى قارة قرقني تعمل وفق رغبتها الجامحة في علاقتها بالقماشة و التلوين حيث تعد لمعرضها الشخصي الذي تبرز من خلاله جانبا من أعمالها في مناسبة لاطلاع جمهور الفن و الأروقة على نشاطها التشكيلي هذا الى جانب ما تقوم به من مشاركات فنية في تظاهرات الفنون بتونس و خارجها حيث الفن بالنسبة اليها " المجال الذي يحوي أحلام الكينونة و رغبات التلوين و القول بما في العالم من جمال لا بد من الانتباه اليه رغم ما تعانيه الانسانية من حروب و دمار و مشاكل البيئة و المجتمعات و الأمراض و التنمية...فبالفن و الرسم و الألوان تبرز رسالة الفنان للعالم فهو جزء من ضميره الجمعي و الانساني...".

فنانة و تجربة و ذهاب أخر في ثنايا الفن قولا بالأمل و الحلم و الجمال حيث الرسم حالة من حالات الانسان في حله و ترحاله من أزمنة أولى و الى الآن..

حول الموقع

سام برس