بقلم/ معاذ الخميسي
▪️حين يستريح الأب من عناء هذه الحياة المُرّة يغمض عينيه ويرحل تاركاً الكثير من الهموم والغموم التي واجهها منذ بداياته وحتى نهاياته وهو يصارع ويقارع في كل اتجاه.. ويبقى الأبناء غصة لا تغادر الحلق وقصة ترفض أن تنتهي في مشاعر وأحاسيس الأب الذي لا يخشى الموت حين يدنو بقدر ما يخشى على أولاده وأسرته !

▪️وعندما يكون لك أولاد صالحين..تكبر مع أيامهم..احلامهم وأهدافهم التي يحققونها خطوة خطوة..ويكبرون في عيون والديهما بما يحققونه من نجاح وما يصنعونه من أثر في الحياة وقد اصبحوا رجالاً تستطيع أن تستند إلى ظهورهم .. فهنا يكمن الفارق ويأتي يوم الرحيل والقلب مطمئن والبال خالٍ من محاصرة أوجاع ما بعد الحياة !

▪️اكتب هذا..بعد أن غادرت مقبرة المشهد وحضرت جنازة الرحيل الأخير للوالد الأب قاسم الضاوي ..ولاحظت أن الوفاء ليس فقط في الحياة..ولكن بعد أن يأتي الموت..وما الحضور الكبير في التشييع الا أحد عناوينه التي قل ما نجدها في هذا الزمن الغادر !

▪️والأكثر من ذلك..أنني استشعرت راحة وطمأنينة الأب حين يودع الدنيا وهو محفوف بأولاده الذين اصبحوا رجالاً أشقاء وأشداء وموفقين في حياتهم وأيامهم ولهم طموحاتهم التي يسعون لتحقيقها وعلاقاتهم ومكانتهم وسيرتهم العطرة

▪️ومنتهى الراحة أن تموت وانت أباً للرجال..وهم من حولك..وابنك صاحب الفخامة Wael Aldhawy
الذي قدم الجديد والفريد..ومازال واقفاً يواجه أعاصير تريد أن تبتلعه لأنه نجح فقط..وهو مستمر يبتسم وبالصبر يحتزم..ولك أيضاً وليد الضاوي..وابراهيم الضاوي ..وحمير الضاوي..ومروان الضاوي .. ومحمد الضاوي ...وايمن الضاوي..وجميعهم بركة..وثروة..ودعوة !

▪️رحمة الله تغشاك يا أبا الرجال..وهنيئاً لك حياً وميتاً برجالك..ولهم جميعاً بك وأنت الأب الذي لا تساويه كنوز الأرض.. وإن رحلت فما زلت كنزاً وحباً وذخراً وفخراً..وطاعتك بعد مماتك أهم وأكثر وأكبر قولاً وفعلاً..!

حول الموقع

سام برس