بقلم/ يحيى يحيى السريحي
مع مرور الوقت تتجلى الحقيقة وتظهر الأمور الخفية بصورة واضحة وجلية سيما للعوام ومحدودي الذكاء ، فبعد مرور ثمان سنوات وولوج السنة التاسعة بشهور كان غالبية الشعب اليمني - إن لم يكن كل الشعب - قد أدرك عن بصر وبصيرة ومعايشة حقيقة للحرب التي شنت عليه والغاية من تدمير قدراته ومقدراته ، والأكيد أن من عايش الحرب وويلاتها وآثارها ليس كمن سمع عنها أو تلقى خبرها وأخبارها في القنوات المعادية أو قرأ عن بعض الاقلام المأجوره التي تتقن التدليس والكذب وقلب الحقائق وجعل الحق باطل والباطل حق !!.

فمن  يدير الحرب ضد اليمنيين ووضع خططها الحربية وباع أحدث السلاح للسعودية والامارات ووضع لهما إستراتيجية تلك الحرب بت كل اليمنيون يعرفون أنهم الامريكان والبريطانيون والاسرائيلون ، وما آل سعود وآل نهيان ومرتزقة الداخل إلا مطية وأدوات منفذة ونعال في أقدام الغرب ، فالحرب على اليمن هي حرب صليبية بحلة عربية خليجية القصد منها احتلال اليمن ونهب خيراتها وثرواتها وتقسيمها وتجزأتها لاضعاف الشعب اليمني ليسهل ابتلاعه واحتلاله !!.

ولن تكن تلك الحرب حربا عسكرية فقط بل صاحبها حربا اقتصادية خانقة عن طريق فرض الحصار برا وبحرا وجوا لتجويع الشعب وأفقاره وموته ، وحرب فكرية اعلامية أرتكزت منذ الوهلة الأولى على فكرة نشر التخوين والتشكيك في القيادة المقاومة للحرب ومحاولة تسويق أن الحرب هي حرب داخلية وحرب أهلية سببها اختلاف فكري وعقائدي وأنها حرب يمنية مذهبية بين السنة والشيعة وبذلك فان الحرب قد لامست الخطوط الحمراء التي ينكرها اليمنيون مجتمعون كون اليمنيون متدينون بالفطرة ولن يسمحون لأيا كان أن يقترب من الدين أو يشوه صورته وحقيقته ، فالدين مقدس وهو خط احمر  ، وكان يرمي الاعداء بذلك أن يألبوا اليمنيين على أبناء جلدتهم الحوثيين ، غير أن شعب الايمان والحكمة أكبر أن تنطلي عليهم تلك الوقيعة أو يصدقوا أيا من تلك الاكاذيب التي روجها أعدائه بمختلف وسائل الاعلام لأنهم يدكون أن عدوهم يبغي تمزيق النسيج المجتمعي للشعب اليمني فان نجح في تأليب الشعب على الحوثيين سينجح في تأليب البعض على الاخر حتى يتمكن من الخلاص من الشعب اليمني بأكمله بأقل الخسائر ، بيد أن الشعب أفطن من ذلك كله فهو من آزر قيادته ووثق فيها واصطف خلفها وقوى شوكتها ضد اعداء اليمن من تأبطوا باليمن شرا خلال سنوات الحرب الطويلة ، لأنه يعلم أن الحرب ضد الشعب اليمني هي حرب وجود وهوية !!.

وأن الحرب على اليمن هو إجماع صليبي لأن اليمن بما تمتلكة من ثروة بشرية وثروات مخفية نفطية وغازية ومناجم من الذهب والفضة واليورانيوم وغيرها من المعادن النفيسة يجب نهبها والاستفادة منها بما يعود على دول وشعوب تلك الدول الاستعمارية الحديثة بالنفع والفائدة ، ناهيك عن خوف تلك الدول الصليبية من الشعب اليمني كثروة بشرية لما يمتلكة من أرث ثقافي إسلامي جهادي قد يشكل نواة وقوة حقيقية ضد المستعمرين كون اليمنيين متسلحين بالفكر الاسلامي الوسطي وهو فكر مقبول عند جميع الامم لأنه الفكر الوحيد الذي يحقق إنسانية الإنسان ويحفظ له حريته وكرامته الدينية والسياسية والاجتماعية ، وبما يمتلكه هذا الفكر من حاضنة جماهيرية في الوطن العربي تساعده على النهوض من جديد لقيادة الأمة العربية والإسلامية وتحقق للإنسان كرامته وتحفظ له حقوقه الانسانية ..

فإذا ما حدث ذلك فسوف يهدد مصالح الغرب بل وربما يكون سببا في دخول شعوب الغرب في الإسلام وهذا جل ما يخشاه حكام الغرب ويحتاطون له .. لأجل ذلك كله قام ذلك التحالف القذر من الدول الصليبية والخليجية وشنوا هذه الحرب الظالمة على الشعب اليمني لأنهم يرون في هذا الشعب الذي وصفه الله في كتابه الكريم بأنهم أولوا قوة وبأس شديد وجوب قمعه والحط من قدره وقدراته واغراقه في مشاكل داخليه وأشغاله بنفسه باحثا في أمسه ويومه عما يسد رمقه ويشبع جوعه ، فاعداء اليمن أرضا وأنسانا من العرب والعجم يرون في اليمنيين خطرا على مصالحهم وفكرهم المنحط ومبادئهم المزيفة ، وأن بقاء اليمن قوي ومتماسك سيؤدي الى قيام نظام اسلامي قوي يهدد عروش الطغاة والمستبدين والمستعمرين ليس فقط في منطقتنا العربية بل في العالم بأسره وبخاصة أن مؤشرات ذلك قد بدت واضحة في الوعي الذي تشهده المنطقة العربية .. فكان هناك إجماع صليبي على أن يدعموا الجماعات الارهابية المتطرفة في بعض الدول العربية تحت عباءة الاسلام مع ان الاسلام منها برأ مثل تنظيم القاعدة وداعش وغيرها من الجماعات ذات الطابع الشيفوني واغدقوا عليها بالمال والسلاح وكل ما يلزم لتنفيذ مخططاتهم التخريبيه والتدميريه في بعض الدول العربية والاسلامية كالعراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال وغيرها ، ولم يكتفوا بتلك التنظيمات الارهابية التي خرجت من رحم الغرب بل سعوا لاستمالة بعض الحكومات والزعامات العربية لتدور في فلك الغرب وتشاركهم مخططاتهم الإجرامية ضد اشقائهم من العرب والمسلمين !!.


ومن ضن أن الحرب على اليمن بعيدة عن المؤامرة والمخططات البريطانية والامريكية والاسرائيلية وأنها حرب يمنية سعودية أماراتية فقط فهو واهم ولا يفقه في شئون السياسة شيئ ؟! لأنها حرب صليبية بامتياز ولكن هيهات أن ينالوا من الشعب اليمني وقوته وكرامته وحريته ولو اجتمعت الدنيا بأسرها فنحن كما قال عنا الله " أولوا قوة وبأس شديد " ولا تزال جارة السوء - السعودية - في فسحة من أمرها وعليها أن تسارع باستغلال الهدنة العسكرية الحالية وتنفذ ما تم التفاهم عليه في شهر رمضان المبارك وترفع يدها وحصارها البري والجوي والبحري عن اليمن وتبادر طواعية بدفع التعويضات المادية والبشرية فيما ارتكبته من جرائم بشرية وما الحقته حماقتها من دمار في البنية التحتية في مختلف مناحي الحياة وتكلفت ذلك الدمار المتعمد الاف المليارات من الدولارات كما قدره الخبراء والمختصون ، وإلا فالعاقبة ستكون وخيمة على الجميع ، ولن يضل الشعب اليمني رهين المحبسين أو مكتف اليدين ضد من المعتدين قال تعالى : " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " صدق الله العظيم

حول الموقع

سام برس