بقلم/ يحيى القحطاني
الفساد في بلادنا اليمن المنكوبة ، أصبح ينافس كل مستويات الفساد في العالم ، فلم يبق الفساد محصورا، في فئات محدودة ومعينة بذاتها، بل شمل كل المستويات .

وحتى نكون صادقين مع انفسنا ، فهناك مسؤولون كبار وصغار فاسدون، غارقون في جعل اليمن "دولة فساد بامتياز"، فإذا سألت أي شخص ، يمر في الطريق العام ، عن الفساد وأنواعه فسيصدمك بأن الفساد الآن ، بات مثل الماء والهواء ، لذلك فماذا تنظر من ذلك الموظف الذي يرى المسئول الأكبر في وزارته فاسدا؟.

إنه الفساد الذي مهما تغذى ، على عرق الناس وثروات البلد ، لن يشبع ولن يتوقف عن طلب المزيد ، خاصة إذا وجد البيئة التي تغذيه ، بيئة تواطأت على مجاراة الفاسدين والسكوت عنهم ، بيئة ما تزال تعتبر الفاسد رجلا ثوريا "ثورة الفقراء والكادحين"، يأخذ من أجل الفقراء ، ويحارب الظلم والقه ر، إنه الوجه الكاذب والمغالط التي دخل فيها عامة الناس وخاصتهم.

فكل واحد يحلف بأغلظ الأيمان، أنه لو تتاح له الفرصة، لفعل أكثر من الفاسد، وكل ذلك بسبب عدم تطبيق مبداء الثواب والعقاب، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب

وبسبب اﻹقصاء للكفاءات من وظائفهم، وإحلال أهل الثقة محل أهل الكفاءة ، تفشى الفساد بهذه الصورة المرعبة في بلادنا ، حتى البسطات التي ﻻ يزيد إيجارها الشهري عن 20 الف ريال، والتي يعتمد عليها الموظف مع أوﻻده، في أكلهم وشربهم ودراستهم وعﻻجهم، في ظل إنقطاع المرتبات الشهرية منذ سنين عديدة، فرض عليها زكاة عقارات سنوية، وقد ﻻنستبعد في القريب العاجل ، أن تفرض مقابل الشمس والرياح والهواء الذي نتنفسه زكاة، هذا الفساد الذي حول حياة اليمنيين إلى جحيم ، وحول اليمن إلى دولة فاشلة ، بسبب قوانين ولوائح وضعت ، ﻻ تنطبق على وضع اليمنيين وظروفهم الحياتية والمعيشية .

لذلك فإن كل لصوص "الدولة اليمنية ، بكل أنواعهم وأصنافهم وأهدافهم أينما حلوا ، يتمادون في فسادهم ، واﻹكثار منه والتفنن فيه ، في ظل لجان رقابية جديدة أنشئت لمكافحة الفساد ، فوق اﻷجهزة الرقابية واللجان السابقة ، لكي تتابع الصغار وتترك الكبار ، تتابع الصغار وكأنها تقول لهم : لماذا لستم حيتانا كبيرة ، حتى نخاف منكم، وﻻ نقرب من حصونكم المنيعة؟.

هذه الحيتان الكبيرة التي أكلت اﻷخضر واليابس، ودمرت اليمن ارضا وإنسانا، متخذين من "أنا ومن بعدي الطوفان"، شعارا لهم، وهكذا تترسخ صورة نموذجية، في بﻻدنا اليمن، لترسيخ الفساد فيها، والله من وراء القصد ..!!

حول الموقع

سام برس