بقلم/ عائشة سلطان
لماذا تتكرر المخاوف والطروحات نفسها بين وقت وآخر فيما يخص التحديات التي تواجهها الصحافة الورقية والكتاب الورقي؟

أما التحديات فهي تلك التي فجرتها ثورة الإنترنت أولاً، وتفوّق الصحافة الإلكترونية، وتطبيقات البودكاست واليوتيوب وغيرها من التطبيقات الذكية. فهل إثارة مثل هذه الأفكار أو التنظيرات أمر علمي ومنطقي وله ما يبرره؟ أم أنه مجرد تخوفات وأحاديث إعلامية ليس أكثر، تتكرر كلما ظهر اختراع جديد، أو كلما أغلقت صحيفة ما أو حلت أزمة مالية بصحيفة أخرى؟

هل ستختفي الصحف نهائياً من الوجود فعلاً؟ بسبب انعدام الورق مثلاً، أو نتيجة لسيطرة التقنيات الحديثة على عموم حياة الإنسان، وبالتالي عدم الحاجة لكل ما له علاقة بالأشكال والأدوات التقليدية كالورق والطباعة والتوزيع؟ وهل هناك نظريات ودراسات تؤيد ذلك؟ أم هي مجرد هواجس واستنتاجات؟

أما بالنسبة للدراسات والأبحاث فتجري ليل نهار في الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، وهناك كتب ودراسات منشورة، وأما عن اختفاء الصحف فهذا ما تنبأ به الباحث الألماني فيليب ماير، الذي كتب بأنها ستختفي عام 2040 في كتابه المعنون (الصحف المتلاشية)!

إن المجتمع الصناعي الذي أنتج الصحف وسائر وسائل الاتصال يبحث باستمرار عن حلول للتحديات الصناعية والتقنية التي تواجهها أضخم صناعاته وأهمها على الإطلاق وهي الإعلام، والحديث عن التهديدات يتكرر مع كل اختراع جديد، لكنه حديث جعلهم يلجأون للكثير من الحلول التي طرح بعضها وسيطرح الآخر قريباً جداً، لكن أن يختفي اختراع ما وجد في حياة البشرية، فهذا ما لم يحدث أبداً، قد تقل جماهير الصحف الورقية لكنها لن تختفي في المدى المنظور، وستجد الصحف البدائل لتخطي أزماتها.

إن الصحيفة التي يقرؤها معظمنا اليوم بشكلها الإلكتروني هي نفسها تلك الصحيفة الورقية التي يقال بأنها ستختفي، وأظن أن الصحف تواجه تحدي النوعية والموضوعات المطروحة، وجودة المادة المحررة، ومستوى الحرية في مناقشة القضايا المعروضة، إضافة لتحدي التقنية، وبوجود حلول لهذه التحديات مجتمعة تستطيع الصحف أن تنافس وأن تبقى خياراً تواصلياً مفضّلاً ومرغوباً لدى قرائها، وليس ببقاء الحال على ما هو عليه!

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس