بقلم/ الدكتور / علي احمد الديلمي
وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الناس أكثر قربا وترابطا وتعاطفا و اصبح شعور الكثير ان هذة الوسائل أتاحت الفرصة لمعرفة أخبار الكثير من الأصدقاء والأهل ومن نعرف من الناس سواء في الأفراح او الاحزان او اَي مناسبة أخرى سواء عيد ميلاد أو تخرج او حضور مؤتمر أوفعالية ثقافية او سفر الي مكان معين حتي أصبحت التعزية والمباركة مقبولة من خلالها وتعبر عن مشاعر الناس تجاة صاحب الشأن .

في نفس الوقت فإن مقدار مايقضية الكثير من الناس من وقت بإستخدام هذة الوسائل يتفاوت من شخص لآخر المهم في الأمر أننا يجب أن ندرك ان هذة الوسائل نستقبل من خلالها جميع الأخبار السياسية والاجتماعية بسرعة مذهلة وأصبح تأثيرها أكثر وضوحا من خلال مايتم تدوالة فيها رغم ان كثير من الناس لا يزال يتعامل مع هذة الوسائل بخجل ويراقب كل ماينشر بإسم مستعار أو بإسمة الحقيقي ولكن لا يشارك أو يعبر عن رأية سواء برأي أوبمرور وهذا طبيعي والبعض الاخر يعرف أهمية هذة الوسائل ويستخدم الأشياء التي تثير الناس سواء امور دينية او سياسية أوغيرها وبذلك يكون لدية من المتابعين بالآلاف بمعني ان الناس تبحث عن المختلف او المثير ولا تبحث عن الشئ الاعتيادي أنا أري أن هذا شئ طبيعي لان مايحدث يعبر عن واقع نعيشة قد أكون علي خطاء لكن أري أن الأكثرية لم تعد تكترث الا بما فية غرابة أو أساءة وأصبح الاهتمام بما يهم الواقع أقل أهتماما

الكلام كثير والكثير من الناس لا يقراء تغيرت حياتنا في كثير من الأشياء التي تعودنا عليها كانت حياة الناس عاديه وكان الوقت منظم عند معظم الناس وكانت العائلات تجتمع في أوقات مختلفه في وجبات الأكل أوأثناء مشاهدة التلفزيون ومتابعة المسلسلات التي كان يتابعها كل أفراد العائلة ومشاهدة نشرة الأخبار وكان معظم الناس يتزاورون بشكل دائم وكان كل شئ بسيط وعادي ولا تشعر أن هناك أي إكتئاب أوقلق أو أستعجال عند غالبية الناس ورغم بساطة كل شئ كان الناس على خلق ووئام ومحبة وعطاء جعل من كل شئ جميل وذوقيمه

اليوم عصر السرعة في كل شئ أصبح الجميع في حالة شد عصبي وأكتئاب مرتبط أرتباط لا ينفك بأدوات الاتصال الرقميه حيث أصبح التلفون المحمول عنصر رئيسي في حياة معظم البشر حول العالم فالجميع لايستطيعون الاستغناء عن هواتفهم في أي لحظه و يعتمد غالبية الناس اليوم على وسائل الاتصال في معظم أمور الحياه من معرفة الأخبار الي التواصل مع الأسرة والأصدقاء وقضاء وقت الفراغ وتحويل الأموال وشراء الحاجات المختلفة من أكل وملابس وأثاث وغيرها حتى تجرد الناس من الشعور بالآخرين وأصبح الارتباط بوسائل التواصل الاجتماعي هوالبديل

صحيح أن هناك فوائد كبيره من عملية التطور الذي حدثت في وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في نفس الوقت هناك بعض الأضرار السلبيه والآثار الضارة التي أحدثتها على كثير من البشر مثل الاكتئاب و القلق الذي أصبح اليوم معاناة يوميه لكثير من الناس فالتباعد الاجتماعي أصبح حقيقة ملموسه

كما ان مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الناس بأشكال مختلفة وفقا لظروفهم وتعاملهم مع هذه الوسائل والشخصية التي يتعاملون بها في هذه الوسائل فالبعض يظهر شخصيته الطبيعيه بكل سلبياتها وأيجابياتها والبعض يظهر بشخصيه مصطنعه أو بإسم مستعار لاتظهر واقع مايريد حتي أن الكثير يبتعد عن المشاركة خوفا من الحسد والبعض الاخر خوفا من الانتقاد والبعض يريد أن يستمتع بالضحك على غيره بإسم مستعار والبعض لا يعلم مايريد

وكما هو الحال مع بقية مغريات العصر الحديث أصبحت وسائل التواصل مهمه للتأثير على الناس وجذبهم سواء في جوانب الدعايه والأعلان لبعض المنتجات أو بتحشيد الناس في بعض المواقف السياسية نظراً لانتشار مواقع التواصل الاجتماعي فإن تأثيرها يتجاوز الرأي العام المحلي إلى العالمي وفي حين تتسارع الأحداث وتتدفق المعلومات بشكل من الصعب التحكم فيه اكتسبت منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيسبوك وتويتر موقعاً متميزاً في سباق الوصول إلى المواطنين وتوجيه الرأي العام بشكل فعال وهذا التحول التقني طال كل دول العالم ومن بينها بلادنا اليمن حيث تُهدد حرب التصريحات الإلكترونية بين مختلف الاطراف والمكونات السياسية بصراع جديد يتناول قضايا حساسة تتعلق بقيم المجتمع وثوابته لان منصات التواصل باتت أداة للوصول السريع للجماهير واصبحت منصة تويتر ساحة للحرب السياسية والتراشق بين السياسيين في اليمن وفي كثير من دول العالم وذلك في إطار ما يسمى بحرية التعبير التي تكفلها هذه المنصات للجميع

الخلاصة أن هناك أيجابيات كثيرة أستفاد منها البشر من وراء هذا التطور الهائل كما أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يكون سلبي ولا يُنصح به ويمكن أن يؤدي الي الإدمان الذي يؤثر على صحة الانسان وعمله ومجتمعه

إن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الكثير من الناس يعيش في عالم خاص به قد يكون جزء كبير منه غير حقيقي وكميه المعلومات التي تتدفق عبر وسائل التواصل جعلت الإدراك ببعض الأمور التي يحتاجها الانسان غير مستقره كما أن الاختيار من بين هذا الكم الهائل أصاب الكثير بالحيرة هل يستمر في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي أم في الابتعاد أو الاكتفاء بالمراقبة وعدم المشاركة

أنا أقول أن الأكثرية أصبح مجبر على التعامل مع هذه الوسائل وبمعايير الحياة اليوم من لا يتعامل مع هذه الوسائل يصبح وكأنه خارج زمان العصر فكل شئ اليوم أصبح مترابط بوسائل التواصل الاجتماعي ومن لا يصدق ذلك عليه أن يقفل هاتفه ثلاثه أيام فقط وينظر أثار ذلك عليه ومن حوله وكيف سيتعامل مع وضعه الجديد و الهدف هو أن نعرف طبيعة مانستخدم يوميا وأثره علينا وكيفية الاستفادة من الأشياء الإيجابية وتجنب السلبيات

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس