بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
على الرغم من الأمل الكبير الذي علقه الكثيرون على تيار التوافق من أجل السلام في اليمن إلا أن التيار في الوقت الحالي يواجه تحديات كبيرة تعرقل قدرته على تحقيق أهدافه مع ازدياد الصراعات الداخلية والتنافس على المناصب القيادية والمنافع الشخصية والمادية داخل التيار

أنا كعضو مؤسس في تيار التوافق من أجل السلام في اليمن والذي يضم اكثر من مائتين شخصية يمنية يمثلون نخبة يمنية مشهود لها من كبار السياسين والدبلوماسيين والأطباء. والاقتصاديين وعلماء في مختلف المجالات أصبت بخيبة أمل بما حدث للتيار وفوجئت في الأسبوع الماضي ومعي الكثيرين من أعضاء التيار بدعوة لعقد الجمعية العمومية لتيار التوافق من اجل حل الخلافات التى حدثت بين مجموعتين من قيادة التيار حول طريقة الاداره ومصادر التمويل وطريقة اختيار اعضاء التيار في حضور المؤتمرات والندوات الممولة


تتمثل التحديات الرئيسية التي تواجه تيار التوافق من أجل السلام في النزاعات الداخلية بين أعضائه وتتعدد الأسباب بين خلافات سياسية و مناطقيه وفكريه إلى جانب التنافس الشخصي على المناصب القيادية ومصادر التمويل والدعم الخارجي ان مثل هذه الصراعات الداخلية هي التي سوف تؤدي إلى تفكك التيار بسبب النزاعات المستمرة و عدم انتخاب قيادة للتيار بطريقة ديمقراطية

يبدو ان هناك مخاوف وتحفظات من كثيرين من أعضاء تيار التوافق الوطني للسلام و هناك علامات استفهام كثيرة حول التيار وطريقة عمله وطبيعة ارتباطاته كما أن ظهور هذه الخلافات بين بعض قيادات التيار وبعض أعضائه هي مؤشر يجعلنا نؤكد على أهمية المراجعه والإصلاح في مسار التيار لأن ماحدث في الأسبوع الماضي يمثل سابقة خطيرة في عمل التيار وأسلوب اداراته وحتى يتم اصلاح الأخطاء وتمكين التيار في القيام بدورة فيجب العمل على تأكيد أهمية استقلال التيار في تحقيق أهدافه في التوافق والسلام بين اليمنيين وان لايكون اداة من ادوات العمل السياسي او عامل مساعد لنجاح بعض المنظمات الغير حكومية التي تنتحل الجنسية اليمنية وتخدم في الاساس اجندات خارجية

ان السلام والعمل من اجل السلام يحتاج إلى الصبر والتضحية والتفكير بطريقة مختلفة عن الطريقة التى يفكر بها بعض الحزبيين والناشطين والانطلاق نحو فضاء جديد يمثل كل اليمنيين وحاجتهم الملحة للعمل من اجل السلام اما المؤامرات والتذاكي والتكتيك السياسي ووضع الناس أمام الامر الواقع وإصدار قرارت وتعيينات في أطار التيار بطريقة غير ديمقراطية وغير معروفة اصبحت وسائل العاجزين والغير قادرين على إقناع الآخرين بما يقومون به

اتمني من خلال هذه السطور ان يكون اعضاء تيار التوافق من أجل السلام في اليمن حجر عثرة امام من يريد ان يكون هذا التيار من اجل مصالحة الشخصية وان يعملو كفريق عمل واحد من اجل ان يقوم التيار بدورة في السلام والتوافق بين اليمنيين

ان انعقاد الجمعية العمومية للتيار بجميع اعضائها وانتخاب قيادة للتيار بطريقة ديمقراطية هي أولى الخطوات الصحيحة لتحقيق هدف التيار وأي أسلوب أخر فهو تأكيد على الرغبة في الاستبداد وعكس الممارسات التي عاني منها جميع اليمنيين في طريقة الحكم والإدارة

سيظل السلام هو هدف كل يمني لا يرتبط بأي أجندات خارجية أو وسائل دعم مشبوهة مهما كان هناك من محاولات لتهميش دور كثير من أعضاء التيار وهذا ماجاء على لسان كثير من اعضاء التيار في المناقشات التي تمت الأسبوع الماضي وأنهم لا يعلمون بكثير مما يجري في عمل التيار
اتمني ان تكون الجهود التى تبذل الان ان تؤدي إلى خروج التيار من حالة الاستقطابات والتجاذبات وتوحيد مسار الجميع فلا يجوز ان يصبح تيار التوافق من أجل السلام في اليمن يحتاج الى توافق

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس