بقلم/ محمد العولقي
زمان ..كان أصعب فريق يمكن أن تلعب أمامه هو شمسان الثمانينات..
لا يلعب..و لا يدعك تلعب..
إذا انهزم ينهزم بطلوع الروح..
و إذا فاز يفوز بشق الأنفس..
شمسان الثمانينات كان يعذب خصومه..يشنقهم..في كل مربع ينبت حفارا للقبور..كانت المباريات أمامه صعبة و معقدة و شائكة..
مسألة هز شباك شمسان كانت عسيرة و مستعصية و أحيانا مستحيلة..
كانت طريقة شمسان مملة بالنسبة لعشاق كرة القدم كفن..لكنها كانت مثمرة و شديدة الفعالية..
كان شمسان يمارس الدفاع الأسمنتي.. يدافع حتى النخاع الشوكي.. لكنه عند الامتداد ينساب لاعبوه كنهر رقراق.. يضرب ضربة معلم لأنه فريق خبير بحكاية من أين تؤكل الكتف..
إذا سجل شمسان هدفا..اقرأ على فريقك الفاتحة..
لا أحد كان قادرا على فك طلاسم شمسان الدفاعية..
كتيبة كوماندوز في الخلف يوجهها الحارس العملاق الراحل عادل إسماعيل.. و في الأمام كان التمباكو جميل سيف شفاه الله يسرق الكحل من العين..لاعب فذ خطير يساوي فريقا بأكمله..
شمسان كان جبلا ضد عوامل التعرية..كتيبته البرتقالية مستعدة دائما للتضحية و للاستماتة..من قلعة و وهبي فؤاد و عادل سعيد و عبدالله سعد و إيهاب حيدر و محمد حسن.. مرورا بالأحدب عبد الرزاق إبراهيم و سعيد علي و ناصر عقربي.. و نهاية بمنيف عبد الرحمن و قاسم شندق و نبيل محفوظ..
في الصورة دينامو التلال و قائده و محور إبداعاته أبو بكر الماس ينسل بخفة و رشاقة أمام متوسط ميدان شمسان عبد الرزاق إبراهيم..
بالطبع الماس الفنان يدرك تماما أن كتيبة الجحيم الدفاعية تترقب وصوله على أحر من الجمر..
يا له من زمن ممتع له رائحة العطر..

نقلاً من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس