بقلم/ نايف القانص
كانت جهنم مفتوحة ما قبل ١٩٦٢ وما بعدها في محاولة لإغلاق أبوابها إلى ١٩٦٧ استراح سيناريو إغلاقها وما تلاها إلى ١٩٧٤ ومنها ١٩٧٨ وفي هذا العام العصيب شهد اليمن اربعة إبطال على المسرح في الشمال سقط منهم اثنان ونجا ثالث واستمر رابع واثنين على مسرح الجنوب سقط واحد وإستمر آخر كما تمت محاولة انقلابية على مسرح الشمال لم يكتب لها النجاح وما تزال أبواب جهنم مفتوحة.

ما بعد ١٩٧٨ من سيناريوهات متناقضة توجت في ١٩٨٢ إلى سيناريو واحد جمع كل الممثلين في مسرح الميثاق الوطني بدار أوبرا (المؤتمر الشعبي العام) في إغلاق مؤقت لأبواب جهنم، لتستمر المسرحية المتناقضة لكن في مجملها استطاع الجمهور المتابع أن يلاقي من المتعة والألم والإعجاب والإزعاج ما يمكنه من حالة البقاء في المكان لمتابعة تطورات المشهد الذي كان يبدع في مشاهد حقيقية يلمسها الجمهور ويخيب في أخرى يلامسها الجمهور لكنه مع كل المتناقضات أحدث وعياً ثقافياً لدى الجمهور وأحدث بناء وتنمية على أرض المسرح رغم تواضعها، في المقابل وفي المسرح الآخر ١٩٨٦ فتح أحد أبواب جهنم وهدم المسرح على رأس العلاجيين على خشبة المسرح في سيناريو دموي لم ينج منه إلا القلة وعكس المشهد الدموي على الجمهور ليقضى على الآلاف ويشرد عشرات الآلاف لينظم من تشرد إلى المسرح الآخر (الأم) وتستمر الحكاية والمشاهدات على مسرحين حتى ١٩٩٠ الذي شهد توسيع المسرح ليضم خيرة الممثلين على خشبة المسرح الذي لاقى أوسع قاعدة جماهيرية بعد إغلاق جميع الأبواب التي تؤدي إلى جهنم وبقيت تصفق له حتى ١٩٩٤ لتفتح أبواب جهنم -من جديد- الأمر الذي أصاب الممثلين بالغرور والتنافس على الأدوار ولعب البطولة على أشخاص بعد أن كانت متشاركة في كل القائمين على المسرح ليعود السيناريو الدموي- من جديد- ويقضى على أهم المبدعين في تكوين المسرح الكبير الذي لاقى قاعدة شعبية كبيرة لينتقل المسرح- من جديد- بعد دخول ممثلين أصوليين على الخشبة يعشقون مشاهد جهنم باعتبارها طريقهم إلى الجنة من ١٩٩٤ وحتى ١٩٩٧ .

وفي مشاهد صاخبة أحدثت انقسامات كبيرة لدى الجمهور واستمرت الحكاية وحالة الرعب والانقسام حتى ٢٠٠٢ لنشاهد محاولة إيجاد مسرح جديد ينافس المسرح الأول على نفس خشبة المسرح (مسارح معارض) كلٌ يلعب حسب السيناريو المعد له من قبل المخرج ليشهد المسرح الأول في ٢٠٠٤ على حافة جهنم وبدأ سيناريو رعب في إقصاء شماله في ستة مشاهد جهنمية مرعبة تزامن معها سيناريو مشترك في منافسة درامية بين المشهدين في ٢٠٠٦ ابتعد قليلا من مشرف جهنم تفوق فيها المسرح الأول بحكم خبرته وإمكاناته لنشاهد مسرحا آخر يظهر في أقصى جنوب المسرح ٢٠٠٧ يلعبه ممثلون مغمورون ومبدعون بسيناريو يحاول الابتعاد من جهنم لكنه بين الحين والآخر يحاول طرق أبوابها وتتوسع معه المشاهد هنا وهناك لكنها جميعها حافظت على خشبة المسرح ولم تسقطه في قعر جهنم حتى عام ٢٠١١ .

تشتعل المنافسة في الدراما المرعبة التي فتحت كل الأبواب المغلقة نحو جهنم بإحداثها التي جمعت المتناقضات على أحد أطراف خشبة المسرح في مد وجذر على حافة الهاوية إلى سقر في مشاهد مرعبة يسقط فيها ضحايا ومحاولة إحراق بطل المسرح الآخر بنار جهنم التي شوت جسده في مشهد دموي مرعب نجا فيها بأعجوبة رغم احتراق جسده ومن في جواره ليتدخل الأشقاء الأشقياء بحق الجوار محاولين توحيد المسرحين وإنقاذهما من الحريق الشامل تحت دور بطولي لممثل آخر ومناصفة الأدوار لبقية الممثلين من ٢٠١٢ حتى ٢٠١٤ في محاولة انتقال المشاهد من المرعبة والابتعاد قليلا من جهنم المحرقة وبتصنع دون إبداع لأن البطل لا يجيد لعب الدور الذي رسم له كونه أكبر من قدراته ووجود سيناريوهان ومخرجان وكل سيناريو يتناقض مع الآخر وخاصة أن لاعبي الأدوار الأصولية هم أصحاب اليد العلياء في الأدوار ولم يسمحوا له بإخراج أدوار الموكل عليه من مشاهد الرعب التي اعتمدت عليها الأطراف الأصولية والمتشددة بسيناريوهات هي لا تجد غيرها في أكشن الدمار.

ونظرا لوجود طرفين في المسرح لديهما خبرة في إيجاد اللعب على أدوار المشاهد المرعبة تمتلك مفاتيح أبواب جهنم اجتاحت المسرح في الربع الأخير من ٢٠١٤ وفتح الأبواب على مصراعيها إلى قعر جهنم الخالدة ورمت بجميع المنافسين خارج المسرح باستثناء السماح لأبطال المشهد القديم في دور كمبارس في مشاهد معينة ليتنقل بالمشاهد من المحلى إلى الإقليمي والدولي عام ٢٠١٥ في مشاهد رعب عالمية تصاحبت معها براكين من حمم جهنم استهدفت الجمهور وأصبح الممثلون مشاهدين لبراكين الرعب من على خشبة المسرح وسيناريو الرعب على رؤوس الجمهور في دراما مستمرة حتى ٢٠٢٢ والكل يصارع للهروب من جهنم لينتقل السيناريو إلى مشاهد أخرى بعد تشظي.

نقلاً من صفحة الكاتب بمنصة أكس

حول الموقع

سام برس