بقلم/ احمد الشاوش
مثل توم وجيري ، والذئب والغنم ، يعيش الشعب اليمني جحيم الازمات السياسية والاقتصادية والخدمية المفتعلة وبلوى الاحزاب الكرتونية والنُخب الفاسدة والمذاهب المؤدلجة والانقلابات والثورات التي دمرت مابناه الف عمار .

ناس يمارسون على مجتمعنا المدقدق حتى العظم فزاعة الجنة والنار وآخرين يفضلون لعبة الجوع والفقر ونُخب تفضل الالتهاء بالحديد والنار وأفراد وجماعات تمارس الكذب والاحتيال والابتزاز تحت مطارق التطرف وستار الدين والوطنية والقومية والمدنية ، ورغم ان حبل الكذب قصير مش داريين جن الجن اين الله طارح لهم.

ناس عايشة أعظم من ملوك وامراء الخليج وأبطش من الفراعنة واشطن من الكهنة واغنى من رجال الاعمال خلال سنوات .. عايشين في القصور والفلل والشاليهات والمسابح والاراضي والعقارات ويمتلكون الشركات والاستثمارات والابراج والارصدة ومساهمين في البورصة وضمارهم الغش والتزوير والاحتيال والعمالة والارتزاق وتقسيم اليمن..

وناس يائسة ، مرهقة ، تاعبة ، جاوعة ، عاطشة تبحث عن لقمة العيش بشرف وتدريس ابنائها في المدارس الحكومية والحصول على كتاب مجاني ، رغم المغريات ومع ذلك تتعرض للافقار والتجويع والتشوية والتخوين والضغط حد الانفجار..

ناس تبيع البلاد والعباد بأرخص الاثمان وناس تُحافظ على البلاد رغم تهم التخوين والتهديد والوعيد والتشكيك والاثارة .

والحقيقة ان الله ابتلانا بنُخب فاسدة حتى أخمص القدمين ، واحزاب عابثة حتى النُخاع ، ومذاهب مدمرة وجماجم مثل الحجر الصورع ، وقيادات عابثة وسياسيين يمارسون الرقص على رؤوس الضحايا والتضليل والبيع والشراء باليمنيين على مدار الساعة وبقلة حياء لانظير لها في العالم.

شعب يموت من الجوع والفقر والمرض ، والسيول الجارفة في الحديدة وحجة وتعز وحضرموت وسقطرة والمهرة وغيرها من المدن اليمنية التي فقدت ابناءها وأموالها واراضيها ومنازلها وثرواتها الحيوانية ، والمسؤولون في اليمن حدث ولا حرج يجدون في الكارثة فرصة للاستثمار ومطالبة المنظمات الدولية للمساعدة ورسائل الدعم والتسول الحكومي تصل الى رقم كل مواطن؟ .

الناس ماتت من الجوع والعطش والبرد والاوبئة وحرارة الشمس وكل مسؤول يتعامل ببرود واريحية وخُبث لم نراه منذ ستين عاماً وكأن الامر لايعني دويلات صنعاء وتعز وعدن ومأرب والمخاء رغم الاصوات والزيارات والتصريحات التي لا ترقي الى النضوج وتحمل المسؤولية الوطنية والدينية والاخلاقية والانسانية.

ملايين اليمنيين يتضورون من الجوع والبؤس والديون القاتلة والايجارات الباهظة والضرائب والجمارك والاتاوات والمناسبات القاتلة واسعار البيضة والدجاجة ، ورغم ذلك الغلاء ماتزال قضية مرتبات موظفي الدولة منذ عشر سنوات آخر اهتمامات الحكومة والثوار المنقذين رغم مواصلة الاستمرار في امتصاص دماء وأموال المواطن المنكوب الذي يبحث عن تطبيق الدستور والقانون في وقت أصبح المزاج هو الفيصل.

رئيس يطلع وزعيم يسقط وامام يحكم وفقية يرعد ويزبد ، والشعب في غرفة الانعاش .. لاحسهم في دولة ولا حكومة ولا مؤسسات ولا تغيير جذري حقيقي بما يفيد كل اليمنيين ولا دراسة ولا تعليم ولا خدمات ولا منجزات ولا تعايش ولا تسامح ولا حتى فتح صفحة جديدة من أجل مستقبلهم ومستقبل اولادهم وابناء الشعب اليمني ..

المهم البعض راكن على الصميل والبندقية والدعم الخارجي والصواريخ الفرط صوتية لكن الحقيقية أن أصوات ومعاناة وانين اليمنيين من الجوع والفقر والبطالة وجحيم الاسعار وهروب التجار بأموالهم قد سمع بها العالم قبل ان تصل الفرط صوتية الى تل ابيب او بلد العم سام .

والتحليل الاقرب الى الواقع أن كل واحد بيحاول يجمع اكثر قدر من الثروة والمال والمؤسسات والشركات والمصارف والمقاولات ومحطات البترول والديزل والغاز وشبكات الكهرباء والتهريب وشركات الادوية وبناء الابراج وغسل الاموال بطريقته بطول اليمن وعرضها وبأسماء آخرين للتغطية عن الفضائح والمساءلة مستقبلاً والنهب بلا حدود.

حتى جامعة صنعاء ما خلو لها حالها أصبحت جزء من الفيد الرئاسي تحت قناع الاستثمار وتأجير المؤسسات بعد ان سلخ المبشرين بالجنة منها 10 آلاف لبنة ، و حديث عن اقتضاب 40 ألف لبنة في سعوان بني حشيش ، وبناء دكاكين تابعة لخفر السواحل بشارع القيادة وقبل ذلك تسوير اراضي ومتنفسات الاحياء في المدينة السكنية تحت مسمى الوقف وبجوار مستشفى الشرطة لتطال يد العبث الى تأجير الارصفة للبائعين وارصفة المشاة ومزاحمة الرجال والنساء في الاسواق ؟..

يالطيف والجلافة والهوارة والنفس والفعلة ، كلما قلنا عساها تنجلي قالت الايام هذي مبتداها.. وكان لسان بعض المسؤولين والمشرفين مثل جهنم هل من مزيد.. ولا يوقفهم مطب ولا جدار ولا حتى حجر صورع ، رغم ان الموت بيلف الجميع..

والطريف في الامر انني دخلت أحد مطاعم صنعاء الراقية واذا بي ابسر خمسة غلاظ شداد من المؤمنين المتآخرين صورة الواحد منهم يأكل مزرعة دجاج او عشرة اطلاء على نخس واحد وتذكرت قول الرسول ص " حسب ابن آدم لقيمات " ، فقلت رحم الله أصحاب الكهف الذين قاموا من مرقدهم وذهبوا بفلوسهم الى السوق بلطف لشراء بعض الاطعمة قبل ما يوجد مطعم الشيباني الذي أصبح عنوان للبذخ وأشهى الماكولات في زمن الفقر ، بينما أصحاب الكهف حقنا ماشاء الله المكاين ولاية بتشتغل قرعة اعظم من الماطورات اليابانية وأقرب الى ياجوج وماجوج شغالين فوق الكبش والجمبري والفتة والحنيذ والعسل قرعة ،،، ما جعلني وصاحبي الذي عزمني بعد عشر سنوات من الشتات على نصف حبة دجاج ونفرين رزغ الى الابتعاد عن قاطرة الخمسة المبشرين بالنار عشرة متر خوفاً من الجشوة والاحتكاك والانفجار وان أقول رب اقم الساعة وسلام الله على أصحاب الكهف الذي ضرب الله فيهم المثل لقوة الايمان والحكمة والادب والقناعة والاكل الحلال.

المهم الكثير شغالين في المطاعم قرعة ومن حق عمه ماهمه.. حبيبي طاب علمك ماكرهن يوصل البعض منهم الى المطعم أو العزومة ويمد يده الى المايدة حتى يندع غدوة حنانه طنانه وغبني على الشيباني وبعض المطاعم الراقية..

والمشكلة ان بعض اليمنيين معه عشرة عيال والبعض خمسة وأكثر واقل ، ويشتي يشتري لهم عشرين حبه روتي وزن الريشة وبلا مرتب ولا وظيفة وان وجد العمل لا يكفي للايجار والعيش والشاي في ظل الحكومة الرشيدة ، وما ان يبدأ العشاء حتى تبدأ معركة البطون وتقسام الروتي بين الاطفال واسمع لك والصياح والنياح والجوع وانت شليت واحد وانت ليش أكلت أثنين او ثلاثة ، وكان الله في عون رب الاسرة الشريفة .. اسمع لك والمهازرة والمناتفة والمدمدة والصياح وملطام من هانا ودكمة من هناك حتى يسمع كل جار جارة ويوصل الامر بقدرة قادر الى عاقل الحارة والذي بدورة يبلغ السلطات دون حل ، وكل جار له معركته الخاصة والعجيبة مع ست البيت التي تريد وتريد والله يفعل مايريد ، والدولة والحكومة وفئة الاعفاط بتتفرج وتتلذذ بمعاناة المواطن ومشاكلة وجنانه حتى لايفكر الا في قوت يومه وبس ، لا سيما بعد ان أصبح المواطن آخر اهتمامها وتهنا في الجنان اللوزي لامريكا واسرائيل واوروبا وترحير العالم ..

والاغرب من الخيال انك تجد حكومة يمنية تصرف المرتبات لمؤسسات وجهات معينة داخل الدولة ولا تصرف لمؤسسات وجهات أخرى تابعة للدولة بأسلوب عجيب وأكثر بُعداً عن القانون والمساواة والعدالة والمسؤولية .

وشاهد الحال أن معظم الاسر اليمنية أصبحت تاكل خبز او كدم وشاي حااااااف والبعض عيش وزبادي وبطاط ورز وآخرين فول وبرعي ، والبعض الآخر يتكفف الناس ومنهم من يرسل زوجته للتسول بعد ان باع كل مايملك..

اليوم لقدي أصبح أكبر طموح للشعب اليمني هو ستر الحال وتأمين لقمة العيش حتى الاحلام البريئة والمشروعة أصبحت من سابع المستحيلات في ظل دولة وحكومة وجماعة لا تؤمن بالمساواة والعدالة ورفع الظلم عن الناس ، لاسيما بعد ان الغت الاسر اليمنية اللحم والدجاج والسمك من وجباتها الرئيسية التي كانت تأكلها في عهد الرؤساء السابقين والفاسدين والصالحين..

كان الناس عايشين ، مستورين ، مرزوقين ، هادئين ، سُعداء ، متحابين يمتلكون من الارادة والكرامة والشجاعة والقيم الكثير وما ان تم برمجة سيناريو التجويع حتى فقد الكثير منهم كرامته .. ،

كان سعر الحبة الدجاج 8 ريال يمني من مزرعة العميري التي يتم تربيتها 45 يوماً مثل النسر وبعيداً عن اليوكسين والمنشطات والنفخ ..

كان الطبق البيض بخمسة ريال وبسبعة ريال وبثلاثين ريال ويأتي من كينيا والبيضة دبل .. بينما اليوم البيضة مثل بيض الحمام بسبعين ريال والدجاجة المشلولة بثلاثة الف ريال والسمك باربعة الف ريال والغنمي ستة الف ريال والبقري اربعة الف ريال .. واليوم الكل باع ماتحته ومافوقه باستثناء النُخب التي التهمت كل شيء وباعت كل شي واستأثرت بكل شيء.

قالوا عقوبة ..طيب اش دخل المواطن .. الدولة والحكومة والمؤسسات السابقة انتهت .. قالوا انتم الفئة الصامته ..عد انتم باتأكلوا الشجر .. طيب ليش يا مؤمن .. احسن نيتك .. لموه ياحبيب .. قالوا تفرجتوا علينا .. عد انتم ماشفتم من الجمل الا اذنه .. يالطيف والفعلة والزرة والعقوبة والابتلاء .. اتقي الله أخي المؤمن .. انت بتصلي وتصوم وكلنا اسرة واحدة وشعب واحد.. عد احنا كنا بالامس جيران وأخوة .. قال معاذ الله ..

أخيراً .. امركم الى الله .. يعلم الله كيف الخاتمة .. الظلم ظلمات .. ومن يتق الله يجعل له مخرج.

نصيحة لجميع القوى السياسية اليمنية وتجار الحروب يكفي عبث وفساد وطغيان واستبداد ودعممة وغرور وانتقام .. لا تستعدوا الناس فيكيدوا لكم وينتظروا فرصة السقوط وتقلبات الدهر .. اعيدوا حساباتكم وسياستكم بما يرضي الله ورسوله وتحقيق العدالة وترفعوا عن الظلم وحاولوا قدر الامكان التقرب من الشعب واحتواء الناس بالحكمة واللين ، لان الناس شبعت خطابات ومواعظ وتهديد ووعيد وجنة ونار ومواعيد عرقوبية

أي تغيير جذري قادم وتشكيل حكومة بلا موازنة ولا حقوق ولا مرتبات فوجوده وعدمه سواء وسيكون بمثابة المولود الميت قبل الاعلان عنه .. الجوع قاتل .. وقاتل الله من تسبب في تدمير اليمن وافقار وتجويع وبهذلت وموت البسطاء .. املنا كبير بالمسارعة في تصحيح الوضع وتحقيق مطالب الشعب بعيداً عن التحسس ونغمة التخوين.

حول الموقع

سام برس