بقلم/ يحي يحي السريحي
لازمت عقدة تعيين أبناء المحافظات الجنوبية لقيادة الحكومات في صنعاء منذ عهد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وتحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990م ، وضلت هذه العقدة النفسية الرسمية في تعيين رؤوساء الحكومات ملازمة للقيادات العليا للدولة في الشمال حتى الساعة وتكليف الاستاذ احمد الرهوي لحكومة جديدة ، وكأن المسألة محاصصة حزبية لا زالت بين الشمال والجنوب أو قد تكون لعنة على أبناء الشمال لا أدري ؟! أنا هنا لا أقلل من أبناء المحافظات الجنوبية ولا أنتقص من قدرهم كما يفعلون بأبناء الشمال ، وكلنا يعلم وبخاصة من يعيشون في الداخل اليمني أن هناك تقسيم حقيقي بين الشمال والجنوب سواء على مستوى الوضع السياسي أو على المستوى الاجتماعي أو على المستوى الاقتصادي ، بل أن اغلب المعانات التي يعيشها أبناء المحافظات الشمالية مصدرها الرئيسي حكومة المحافظات الجنوبية التي تعمل باخلاص وتنفيذ الاجندات الخارجية للسعودية والامارات ، فحكومة الجنوب هي من عملت على تعطيل المطارات في المحافظات الشمالية ، وهي التي عطلت العمل بجوازات السفر الصادرة من الشمال ، وهي التي سعت لنقل البنك المركزي من صنعاء ، وكل ما يلحق الضر والضرر بالمواطن الشمالي حكومة الجنوب ورائه وإن كانت باملاءات خارجية عربية أودولية سيما منذ العدوان والحرب على اليمن في العام 2015 م .

أما السبب الحقيقي لبقاء الوحدة شكليا حتى الآن هو الوضع القانوني الدولي لتلك الوحدة وموافقة المجتمع الدولي عليها ، ولست انفصاليا ومن دعاة الانفصال كما يفعل غالبية المواطنين في الجنوب ولكني في الوقت نفسة لست وحدويا مع بقاء الوضع الحالي الذي جلب لأبناء الشمال المهانة والتردي في الوضع المعيشي والانتقاص الجنوبي من الشمالي في أرض الجنوب ، ولأن الحقيقة دائما توجع ويمتعض الكثير منها إلا أن هذه هي الحقيقة دون مكياج وتجميل للقبيح ، وبعد صدور قرار التكليف للحكومة الجديدة للاستاذ احمد الرهوي عملت بحث عن السيرة الذاتية لرئيس الحكومة المكلف ولم أجد في ذلك السيفي أو السيرة الذاتية للرئيس المرتقب للحكومة ما يبعث على الأمل ويدعو للتفائل بأن القادم يحمل خيرا وأن التغيير للأفضل وكما يقول المثل اليمني ديمة ( المقصود بالديمة مطبخ) ديمة خلفوا بابها ، بل أن الباب الاول للديمة أفضل ، أقله كان رئيس الحكومة السابق الاستاذ عبدالعزيز بن حبتور حامل شهادة الاستاذية بينما الخلف له كل مؤهله حسب ما قرأت في سيرته أنه من أسرة عريقة من محافظة أبين الجنوبية وأنه تعرض لعدة محاولات لاغتياله !! الحقيقة إذا كان هذا هو المعيار والمقياس التي بنت عليه القيادة العليا الاختيار وتكليف الرهوي ونحن نعيش القرن الثاني والعشرين فعلى الدنيا السلام ، وفعلا " جت الحزينة تفرح ما لقت لها مطرح " .

الأكيد أن خيبة الأمل قد بدت واضحة على محيا الشعب اليمني بعد سماع القرار الجمهوري وشخص المكلف بتشكيل وقيادة الحكومة الجديدة وشعر الناس أن ذلك التكليف نوع من العقاب الجماعي للشعب اليمني المناهض للحرب والعدوان ، والمناصر للقضية الفلسطينية وشعب غزة وهذه مكافأته ، وما حصل هو تبادل أدوار بين السلف والخلف حيث حل الرهوي مكان ابن حبتور في رئاسة الحكومة وبن حبتور حل مكان الرهوي في المجلس السياسي الاعلى.

حول الموقع

سام برس