بقلم/ عبد الحليم سيف
في تقرير لشبكة CNN نشرته اليوم الأحد الصحف الأمريكية جاء فيه أن " الأسلحة التي
استخدمتها القوات الاوكرانية لمهاجمة الأراضي الروسية (مقاطعة كورسك )هي أمريكية متطورة من دبابات وصواريخ ..قام البنتاجون بتزويد كييف بها..و استخدام هذه الأسلحة في استهداف مقاطعة كورسك الروسية تم بعلم البيت الأبيض.. وان ذلك لا يتعارض مع شروط واشنطن في نطاق استخدامها من قبل كييف بحسب السي ان ان " (!!)

نستنتج من فحوى هذا التقرير ان إدارة بايدن هي من اعطت الضوء الأخضر لنظام زيلنسكي- انتهت شىرعيته في مارس الماضي- لمهاجمة مقاطعة كورسك بالرغم من حالة الانكار.. هذا أولاً ...وثانياً : ان السلاح الأمريكي تحول من الدفاع عن اوكرانيا في مواجهة الجيش الروسي إلى الزحف رويدا رويدا نحو استهداف العمق الروسي.(.وقبل قليل نقلت الجزيرة عن مراسلها في كييف ان سلاح الجو الاوكراني أعلم عن نسف جسر كروشكوفا في كورسك..).
ثالثا: إدارة بايدن هي من دفعت كييف لمهاجمة الأراضي الروسية بهدف محاولة تحقيق أي انجاز يساعدها في المفاوضات التي كانت ستتم برعاية الدوحة بين موسكو وكييف وتوقفت نهاىيا.. أو لجهة استعادة اجزاء من الاقاليم التي أصبحت روسية... !!

رابعاً: تأتي الهجمات الاوكرانية على كروسك أيضاً لحاجة إدارة بايدن الانتخابية لتعزيز موقف المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لمنافسة ترامب المرشح الجمهوري على حكم أمريكا.
خامساً أو سادساّ : التغول الاوكراني في كورسك الروسية - وصفه غير مراقب بالانتحاري - في هذا التوقيت تم بدعم الناتو وموافقة واشنطن وبريطانيا والمانيا وفرنسا وبولندا التي رقصت فرحة بما يجري...وهو لم يحدث بمخض الصدفة..وان كانت موسكو قد فوجئت به وفقا لمسئولين روس..بل جاء بتخطيط مسبق منذ انعقاد قمة الناتو الأخيرة في ..وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية مطلع نوفمبر المقبل..وفي هذا السياق أعيد إلى الاذهان موجة المخاوف الجادة التي راجت في العواصم الاوروبية وغطتها صحافتها على نطاق واسع في الثلاثة الأشهر الماضية- صمتت الآن - من عودة ترامب إلى البيت الأبيض والذي تعهد بقطع المساعدات الأمريكية عن نظام كييف...مما جعل عواصم "القارة العجوز" ترتعد لأنها هي من ستتحمل الاعباء الضخمة لوحدها وهي غير قادرة بدون المظلة الأمريكية.. وقد باتت تابعة لواشنطن تتحرك بامرها سواء على نطاق مواجهة روسيا والصين أو دعمها اللامحدود للكيان الاسراىيلي في حرب ابادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية .!!

وفي هذا الشأن..، لا تخفي عين المراقب عما رددته الميديا الغربية في الأسابيع الأخيرة بأن موسكو تعتزم القيام بضربة استباقية للعمق الاوكراني بالتزامن مع سباق الحرب في الشرق الأوسط الذي يسعى له السفاح النتن- ياهو ..،ومن أجله يصل اليوم الأحد إلى الكيانﻻالصهيوني وزير الخارجية الأمريكية بلينكن في زيارته العاشرة منذ السابع من اكتوبر الماضي.. وبالامس وصل الى" تلا ابيب" وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا...!!

في ضوء ما سبق يمكن القول أن الحرب في اوكرانيا ستزداد اشتعالا وان روسيا كما يعلن قادتها ستبيد القوات الاوكرانية في كورسك وتطهيرها... خاصة مع زيادة المخاوف من استهداف كييف لمحطتي الطاقة النووية في كورسك وزاباروجيا "بقنبلة قذرة" تقول موسكو..وان حدث "هذا الجنون النووي'" فان الاشعاع الذري لن تقتصر أضراره الكارثية على روسيا -كما تتصور كييف- وانما سيمتد الحريق النووي إلى أرجاء المعمورة.. واثاره المهلكة ستبقى طويلة ..وفاجعة هيروشيما اليابانية التي ضربت بالقنبلة الذرية الأمريكية في مطلع مثل هذا الشهر من عام 1945 مازالت مخلفاتها الخطيرة قاىمة حتى اليوم...لهذا- يقول محللون في غير عاصمة- أن روسيا لن تتوقف عند حدودها السابقة وأنما ستذهب أبعد من ذلك إلى تدمير مابقي قائما من اوكرانيا و أبعد نقطة من حدودها مستخدمة عقيدتها الخاصة بالأسلحة غير التقليدية في حالة تعرض امنها وحياتها الوجودية للخطر ..!

ويرجع البعض إلى ان توغل قوات الجيش الاوكراني للأراضي الروسي يجعل موسكو تشعر أن الخطر الاكبر يتسع مع مرور كل يوم..بالنظر إلى ان هدف "الغرب الجماعي" المعلن هو تدمير روسيا والسيطرة على ثرواتها أو تحجيمها وقص اجنحتها وهذا لن يتحقق٠٠٠!!

مايعني ان ما كانت تعلنه موسكو قبل الحرب من مخاوف يحيق بأمنها القومي من خلال تمدد الناتو شرقا لتطويق خاصرتها بضم اوكرانيا إلى عضوية التحالف الاطلسي والاتحاد الاووروبي وتقوية عضلة كييف العسكرية والسياسية تمهيدا لضرب العمق الروسي وتدميره أو للحد من تطور روسيا بات اليوم في كورسك حقيقة ... !!.
بكلام آخر ستزداد موسكو تمسكا بشروطها الثلاثة المتمثلة بتجريد نظام كييف من اي أسلحة هجومية ونووية وجعلها دولة محايدة وعدم انضمامها للناتو.. لا بل لربما ستسعى لقيام نظام جديد في كييف.. غير الحالي الذي جعل من اوكرانيا خرابة ودولة بلا هياكل.. دمر اقتصادها وحضاراتها ومقوماتها واصبحت تعيش على مساعدات غربية للتدمير وليس للنماء والتعمير.. وهذه المصيبة الكبري...!!
الأحد 18أغسطس 2024

حول الموقع

سام برس