بقلم/ عبدالحليم سيف
في مثل هذا اليوم وتاريخه 21اغسطس 1969، استيقظ العالم على وقع انباء احراق المسجد الاقصى المبارك عند الساعة السادسة وعشرين دقيقة صباحا،ففي لحظة بلغ فيها الحقد الصهيوني جنونه وعنصريته ، قذف باليهودي المتطرف يدعى دنيس مايكل روهان الاسترالي ، ليشعل النار في الجناح الشرقي للمسجد الاقصى الواقع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد، التهمت النيران كامل محتويات واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه ... بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة.

بيد ان هذه المكيدة الشيطانية لاحراق المسجد لم تتحقق يومها، فقد شد الله من أزر المقدسيين من شيوخ واطفال .. رجال ونساء فهبوا يدا واحدة لإخماد نيران العنصرية الصهيونية، وإنقاذ الأقصى من الدمار الرهيب الذي مازال بني صهيون يخططون له في إطار المساعي المحمومة لاقامة وهم هيكلهم الثالث المزعوم على أنقاض الحرم القدسي الشريف .

ثم ماذا بعد:
55 عاما مضت على تلك الجريمة والنار لازالت مشتعلة في الأقصى وسط صمت عربي واسلامي فاجع، اذ يندر مرور يوم اوا اسبوع دون قيام قطعان المستعمرين "المستوطنيين" باقتحام الاقصى والرقص فيه وسط حماية قوات جيش الاحتلال الصهيوني وشرطته،كان اخرها واضخمها الثلاثاء 13اغسطس المنصرم بمناسبة ما يسميه الصهاينة "ذكرى خراب الهيكل"٠٠٠!!
يومها قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي السفاح اليميني المتطرف" إيتمار بن غفير ومعه وزير اخر..وعضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي،مع أكثر من 2958 مستوطنا ومتطرفا باقتحام باحات المسجد الأقصى ورفعوا العلم الاسرائيلي داخل المسجد وفقا لبيان داىرة الاوقاف الاسلامية في القدس المحتلة"٠
الى ذلك ..ووفقا لمقاطع وسائل إعلام فلسطينية اظهرت أعدادا كبيرة من "المستوطنين" وهم يرقصون ويؤدون طقوسا تلمودية باحات الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال !!
في وقت يحرم الاحتلال المسلمين من اصحاب الحق بالاقصى وبيت المقدس من اداء صلاتهم في المسجد...!!

إذن نفهم للمرة المليون ان الصهانة وحكوماتهم المتعاقبة من جولد مائير وحتى النتن ياهو لم ولم يتوقفوا عن مخططهم الخبيث في سرقة كل مايمت الفلسطينيين فسوف يواصلون وبوايرة غير عادية للدفع بغلاة "المستوطنيين" المتطرفين بالهجوم:المتكرر على المسجد الاقصى تمهيدا لتدميره..واقامة هيكلهم المزعوم مكانه..!!وماكان لذلك ان يحدث لولا الصمت العربي والاسلامي ازاء جرئم الاحتلال...وهو صمت مريب.فحكام البلدان العربية والاسلامية45 دولة ومنظماتها العربية والاسلامية عجزوا عن تنفيذ قرارات قممهم ومؤتمرات ووراء خارجيتهم في تحرير الاقصى وبيت المقدس من رجس الاحتلال الصهيوني ، كما انهم تخلوا لا بل تنكروا لتعهداتهم الخاصة والعاجلة لدعم صمود المقدسيين الذين واحدهم يدافعون عن المسجد الاقصى نيابة العرب والمسلمين...!

وحتى يكفرهؤلاء عن خطاياهم عليهم اليوم ان يدعموا بالمال والسلاح المقاومة الفلسطينية المشروعة وعملية طوفان الاقصى التي بها وحدها ستعيد الحق المشروع للشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس بحسب قرارات الشرعية الدولية لا اكثر.
ومطلوب من عواصم العرب في الذكرى ال55 لجريمة حريق المسجد الاقصى وعشية استىناف المفاوضات في القاهرة بشان هدنة غزة التموهية الا يراهنوا على اي تسوية او التوصل الى صفقة لوقف حرب الابادة في القطاع والضفة الغربية.. فلا يطلب التسوية من جنرالات فاشية صهيونية تفوقت على نازية الجرمان في الحرب العالمية الثانية...كما لا يطلب من العجوز بايدن اي موقف ايجابي للضغط على النتن ياهو ..فهذا من سابع المستحيلات.. لأن واشنطن تحب امريكا واسرائيل فقط!!

من هنا على العواصم العربية المطبعة مع الكيان الغاصب ان تقطع علاقاتها مع "حكومة اسرائيل" الاشد يمينية ووحشية وهو ذات المطلب الذي يتكرر منذ عشرة اشهر ..فهذا هو الاختبار الحقيقي...!!
والله من وراء القصد.

الأربعاء ،21 اغسطس 2024

حول الموقع

سام برس