بقلم/ يحيى يحيى السريحي
دائما ما بين الحقيقة والكذب شعرة معاوية من خلالها ينبعث نور الحقيقة للقلوب المضيئة المليئة بنور الايمان ، وللحقيقة نقول أنه بعد اعلان حزب الله وكلمة السيد حسن نصر الله يوم الاحد الموافق 25 اغسطس كثر اللغط بين جمهرة الناس من عديد من الدول العربية بين مصدق الرواية ورد حزب الله على الكيان الصهيوني وبين مكذب لها ، وللانصاف فإن تأخر الرد موت الزحم الجماهيري والفرحة بالرد في قلوب جموع الشعوب العربية المثخنة بالجراح والحزن الشديدين على ما يجري لاخواننا في غزة من قتل يومي ممنهج بالطائرات من جهة ومن جهة أخرى القتل جوعا بالحصار ، وكل ذلك يحدث يوميا ودول وحكومات العالم ترى ذلك وتسمع ولا يتحرك لها ساكنا سيما حكومات الدول العربية والاسلامية .

أما دور بعض الشعوب العربية ممن بقي لديها شيئ من الضمير ويتلبسها في الوقت نفسه العجز فقد كانت متشبثة بأمل رد المقاومة سواء لحزب الله من لبنان أو لأنصار الله من اليمن أو لإيران من طهران ، ولأن رد المقاومة تأخر كثيرا لم يلقى ذلك الرد الذي اعلنه حزب الله أي فرحة حقيقية لدى تلك الشعوب العربية والاسلامية المنكسرة بل على العكس كانت هناك أصوات مناوئة ومكذبة للرواية اللبنانية لحزب الله بأنه تم الرد فعلا وثأرا لمقتل القائد فؤاد شكر ، ويستدل المشككون على تكذيب حزب الله وقيامة بالرد على عدم استشاطة حكومة الكيان الصهيوني غضبا وووعده ووعيدة وتصريحاته النارية المعتادة بالرد على حزب الله إذا ما كان هناك من رد فعلي سيما وحزب الله يقول أن رده تجلى في استهداف قاعدة غليلوت وهي القاعدة الأساسية لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان ، وتضم هذه القاعدة المركز الرئيسي لوحدة (8200) ، المسؤولة عن استخبارات الإشارة والسايبر ، كما تضم أيضاً مدرسة الاستخبارات العسكرية ومجموعة من الكليات العسكرية القيادية، بالإضافة إلى كتيبة الاتصالات الخاصة بشعبة الاستخبارات العسكرية، واستهدفت عملية المقاومة قاعدة عين شمير للدفاع الجوي المتعدد الطبقات ، وتحتوي على منظومات حيتس ، ومنظومات مقلاع داوود وقبة حديدة .

كما تضم القاعدة مقر لواء منشيه ، ومطارا لتجارب المسيرات، ومقر الاستخبارات العسكرية أمان ، التي لديها صلاحيات تفوق الموساد ويتمتع هذا المقر بالسرية التامة ، كما تحميه أنظمة دفاع جوي تعتبر آخر ما توصلت إليه إسرائيل والولايات المتحدة في هذا المجال ، ويعتبر قصف مقر آمان امتدادا لاستراتيجية حزب الله في استهداف المقرات العسكرية السرية والعلنية منها.

فقصف حزب الله لمقر الاستخبارات وسط تل أبيب دليل كافي على صدق وحصول الرد فعلا ، ولا ينكر حزب الله أن هجومه جاء بعد تعرض القواعد العسكرية للحزب إلى غارة بمائة مقاتلة إسرائيلية فجر 25 أغسطس الجاري لمنع الهجوم ، ولكن الغارة لم توقف الرد . الأكيد أن تأخر الرد أفقده أثرة وقيمته ، والثابت أيضا أن بين الفعل ورد الفعل ربما حدث بالفعل قد ينكره من ينكر ويصدقه من يصدق !!

حول الموقع

سام برس