بقلم/ محمد هويدي
عندما تشتد العواصف ويزداد الظلام، تظهر معادن القادة الحقيقيين الذين يمتلكون الرؤية والإصرار للعبور بسفنهم إلى بر الأمان.
هذا هو حال سورية على مدار ثلاثة عشر عامًا من التحديات والصعاب، حيث واجهت البلاد عواصف عاتية كادت أن تغرقها في دوامة من الإرهاب والفوضى. ومع ذلك، كان هناك قائد ثابت العزم، قادر على مواجهة كل هذه التحديات، واستطاع بحكمته وحنكته أن يقود سورية إلى بر الأمان.

منذ عام 2011، تعرضت سورية لأزمات متتالية كان الهدف منها واضحًا: زعزعة استقرارها وإغراقها في فوضى لا تنتهي. موجات من الإرهاب والتطرف ضربت البلاد بلا هوادة، ساعية لتفكيك أواصر المجتمع وزرع الفتنة بين أبنائه. كانت هذه الأمواج كفيلة بإغراق أي سفينة تفتقر إلى قيادة قوية وثابتة، إلا أن قائد سورية تمكن من الصمود أمام هذه التحديات، محافظًا على وحدة البلاد واستقرارها.

وسط هذه العواصف العاتية، كان القائد ثابتًا كالجبال، لم تهتز يده ولم يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة. كان يدرك تمامًا أن أي تردد أو تهاون قد يكون ثمنه غرق السفينة ومن عليها. هذا الثبات في القيادة لم يكن مجرد قوة شخصية، بل كان نتاج رؤية واضحة واستراتيجية محكمة لإخراج البلاد من أزمتها، وإيصالها إلى بر الأمان.

اليوم، وبعد مرور ثلاثة عشر عامًا على بداية هذه الأزمات، يمكن القول إن سورية وصلت إلى بر الأمان. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا القيادة الحكيمة التي أدركت منذ البداية أن العبور إلى الضفة الأخرى يتطلب الصبر والحكمة والقدرة على تحمل الصعاب. ورغم كل المحاولات لإغراق البلاد، استطاعت سورية بقيادتها أن تتجاوز هذه الأزمات وتبدأ في إعادة بناء ما دمرته الحرب.

إن القصة التي عاشتها سورية على مدار الأعوام الماضية هي درس في القيادة والصمود. في أحلك الظروف، يظهر القادة الحقيقيون الذين يمتلكون القدرة على تحويل الأزمات إلى فرص، وعبور سفنهم إلى بر الأمان رغم كل الصعاب.

*نقلاً عن صفحة الكاتب بمنصة أكس

حول الموقع

سام برس