بقلم/ احمد الشاوش
تبكر يوم الجمعة متحمس وكلك حُب ومعنويات ونورانية وتصل الى المسجد لغسل ذنوب الاسبوع والاستماع الى الخطبة واداء الصلاة ، يخرج لك معمم أو مبندق من وسط المنبر يصبنك ويغسلك ويدحوشك وينعثك ويقرش نوعتك من اول دقيقة الى آخر دقيقة وانت صامت ولاكلمة ولانخس ولا صوت يعلو فوق صوت عفاريت الجن والملائكة واولياء الله الصالحين واذا قد بيت الله بيوطل فأين الكنان ، في ظل الخطاب الديني الصاعق والمستفز.

امام ينطح امام وخطيب ينطح خطيب وخطبه قصيرة المدى واخرى متوسطة وثالثة مجنحة وقوة الصاعق والتفجير تطعفر بكل مصلي خاشع يريد ان يؤدي فريضة الجمعة بنية صادقة واستفادة وإيمان مطلق لكن يفترض بالمسؤولين على خطباء المساجد ان يراجعوا انفسهم وينأوا عن التشدد ويركزوا على منظومة القيم الدينية ومكارم الاخلاق ومناقشة قضايا وهموم وازمات المواطن ونشر الحُب والطمأنينة والثقة في قلوب الناس والصدق والامانة وان يترفع خُطباء المساجد وأصحاب الدروس بعد كل فرض عن توزيع تُهم التشكيك والاستهتار والخيانة لدى من يُخالفها الرأي أو لم ينظم الى صفوفها أو لم يتبنى مواقفها السياسية أوالمذهبية ، لان المساجد رُفعت لذكر لله لقوله تعالى :
"وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا.الجن: 18

المهم واسمع لك والصياح والنياح والترهيب والوعيد والجنة والنار ، والحرب الناعمة والخشنة ، وهذا مرتزق وهذا عميل وهذا خاين وهذا وطني وهذا مرجف وهذا محايد وهذا محيد وهؤلاء فئة صامته اخطر على الاسلام..

المهم تدخل بعض الجوامع ماعدبش قال الله .. قال رسوله .. قال الصحابة .. مابلا تسمع قال الرئيس الامريكي .. قال نتنياهو .. قال امين عام الامم المتحدة .. قال مجلس الامن.. قالت ايران قالت السعودية قالت الامارات قالت بريطانيا وكأن المصلي بيحضر دكتوراة في العلاقات الدولية .. ونسينا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والصحابة والتابعين، بأستثناء الامام علي والحسين والحسن ريحانتي رسول الله عليهم السلام ، نتيجة للاسقاطات السياسية التي تُمثل أكبر مشكلة لخطباء مساجد اللحظة.

وبهذا الخطاب الديني العجيب والغريب اخرجونا من جوهر الخطبة .. وآيه تسير وآيه تجي ومصلي يشخر وآخر يتقعم وثالث ينام ورابع ساخط وآخرين أحرقتهم الشمس مريعين اي حين تكمل الخطبة وصلاة الجمعة ويطيروا من الجامع من شدة الدلكمة وقاذفات الخطب البتارة ..

صلي على النبي ياحج .. مالك مطنن ليش بتتقارح مثل الطليع .. يقول لك بتبسر على هدار ولَوَك وملاعنه وتكييف وتفصيل للايات ، ولا كلمة في صالح هموم المواطن .. ولا حديث عن ارتفاع الكهرباء والماء والاسعار وصرف الرواتب وعبث التجار ومحاسبة الفاسدين .. أو يدعو الى التسامح والتكافل والتعايش ، بينما النادر يحاول قدر الامكان التلميح لبعض الهموم المعيشية وعلى استحياء وخوف قافزاً على الخطبة الُمعدة من مكتب الارشاد.

الخلاصة تخرج من الخطبة مقفل .. ضابح .. مدوخ .. مسوم .. مصروع والحرارة مثل الضغط العالي مش انت داري ايش الموضوع والفايدة من وجودك في ظل الخطاب الديني المتطرف وكيل الاتهامات ، وهات يا تعشيقات وفحاط وعنططة وصراخ في الخطبة الاولى واتهامات وفرز للناس .. ويقلب الشريط الثاني للخطبة ويشغل الريوس الثقافي من جديد واسمع لك من حديث وتاريخ واستشهاد عجيب ودلكام ووعيد واثارة وحقائق ومغالطات واسقاط وتفصيل للايات القراءانية والاحاديث النبوية تخليك تفضل تصلي في البيت بدلاً من حريق الدم.

أخيراً .. نأمل من الجهات المختصة مراجعة الخطاب الديني بعيداً عن التطرف والتشدد والاتهامات والاسقاطات السياسية بما يهدف الى توحيد صفوف المسلمين لعكس رسالة الاسلام التي تبني ولاتهدم وتجمع ولاتفرق وتعمل على ارساء السكينة والامن والاستقرار بين ابناء الوطن الواحد وبالنسبة للتخوين والعمالة فالقضاء المستقل هو الفيصل ، لان رسالة المسجد تربوية .

حول الموقع

سام برس