بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
الولايات المتحدة وبريطانيا من ضمن أهم اهدافهم في أستمرار ضرب اليمن عسكرياً عن طريق الضربات الجويه هو إرسال رسالة قوية لجماعة الحوثي بالتوقف عن الاستمرار في تنفيذ الهجمات العسكرية على السفن في البحر الأحمر وتعطيل الملاحة الدولية وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقه .

أن تأمين حرية النقل في البحر الأحمر أمر حيوي للمصالح الأمريكية لكن كما يبدو ان استراتيجية الولايات المتحدة في مايتعلق بتهديدات الحوثيين بطيئة ومكلفة وعاجزة باسم الحفاظ على أن يكون رد الولايات المتحدة متناسبا مع الأهداف الوطنية بينما لو استخدمت الولايات المتحدة وحلفائها القوه المفرطة في ردع الحوثيين قد تكون هناك أخطار جسيمة على تدفقات النفط وقد ترتفع الأسعار بصورة سريعة مما يهدد بإشعال الضغوط التضخمية والتأثير أيضاً في الاقتصاد الأميركي إذا تصاعدت هجمات الحوثيين وتسببت في انقطاع كبير للإمدادات خصوصا إذا ما قرر الحوثيين ضرب المنشآت النفطية في المنطقة

عدم وضوح الاهداف الاستراتيجة للولايات المتحدة وعدم رغبتها في توسيع الحرب يؤدي إلى نتائج عكسية لأنه يشير كذلك إلى درجة من التردد أو الإحجام عن التصرف مما أدى عملياً إلى تصاعد التهديد الإيراني بدخولها المباشر إلى جانب حلفائها في حروب المنطقة وتأكيدها على ان الحوثيين جزء من قوتها في المنطقة مما يحتم على الولايات المتحدة أن تركز اتصالاتها الاستراتيجية على إجبار إيران على التوقف والكف عن الهجمات في تغيير الحسابات الاستراتيجية لإيران.

استمرار هجمات الحوثيين مع كل التحديات العسكرية والسياسية التي تنطوي عليها الجهود الامريكيه قد يكون في النهاية هو ما تريده طهران ومن الممكن أن يتطلب التأثير في حسابات إيران في شأن الكلفة والعائد اتباع نهج أكثر مباشرة وممارسة ضغوط متزايدة ورفع الكلفة عليها من خلال ضرب مجموعة أوسع من الأهداف الإيرانية في المنطقة وهذا سيشير إلى مدى عزم وصلابة الولايات المتحدة ويرسل رسالة قوية إلى طهران مفادها أن واشنطن قادرة على مواجهة أجزاء أخرى من شبكة التهديد التابعه لها .

وعلى الرغم من أهمية القوة الجوية الأميركية وحدها فمن غير المرجح أن تعالج بصورة فعالة تهديد الحوثيين لانه من غير الممكن ان تؤدي إلى تدمير القدرات العسكرية للحوثيين الذى يمثلون جماعة غير متكاملة ومركزة في مكان محدد ومعروف كما هي الجماعات الاخري كحزب الله او الجيوش النظامية كما ان الحرب عليهم في السنوات الأخيرة أثبت عدم القدرة على ردعهم بل على العكس من ذلك كان ذلك استمرار لإنتاج قوتهم .

اليوم هناك عدة دول مؤثرة ولديها أهدافها مختلفة في اليمن وإيران تريد من اليمن ان تكون جبهة متقدمة للسيطرة على البحر الأحمر وتهديد نفط الخليج والحلم بالهيمنة الايدلوجية فهل تسعى الولايات المتحدة لاحتواء الحوثيين لردع التقارب الروسي الإيراني الصيني الذى يمكن أن يجعل من اليمن والبحر الأحمر مهدد استراتيجي لأمن واقتصاد الغرب واستنزاف لقواته وهل تتمكن الولايات المتحدة من خلال تفعيل جهود السلام في اليمن من خفض التصعيد في اليمن والمنطقة وحث الحوثيين والأطراف اليمنية والشرعية في المشاركة و التعامل الجاد مع الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء معاناة الشعب اليمني ؟.

المؤشرات تدل على ان الولايات المتحدة لم تقرر المضي قدما في أي عمل عسكري بري أو حتي سياسي في الوقت الحالي خصوصا مع عدم حماس الكثير من دول المنطقة الرئيسية كالسعودية ومصر والإمارات وغيرها من الانضمام إلى حرب جديدة على اليمن ولا تزال تريد ان تنجح الدبلوماسية لخفض التوتر وتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومايجري في غزة ولبنان.

السؤال الذي يطرح نفسة اليوم بعد ماحدث في لبنان وغزة وضرب اليمن من قبل اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا هل تتسع دائرة الصراع والعسكرة في البحر الأحمر إلى شرارة وحرب جديدة توجه من خلالها الولايات المتحدة ضربة عسكرية مباشرة لدولة أيران ام تبقي المنطقة رهينة لتجاذبات صراع القوي الدولية والاقليمية كل ذلك يعتمد على مواقف ونهج دول المنطقة صاحبة المصلحة الرئيسية وعدم استغلالها من الدول العميقة.


*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس