بقلم/ القاضي حسن حسين الرصابي
نمر في اليمن بمرحلة انعطافيه غاية في الأهمية والخطورة نقف فيها على مفترق الطرق ، تحتم علينا أن نواصل مسيرتنا بصبر ومثابرة ومرابطة وإقدام ونحافظ على بلادنا الجمهورية اليمنية الموحدة .

مع الحذر واليقظة الشديدين ونقف بصدق وإخلاص ضد ما يهدد بلادنا من تحديات ومؤامرات دولية وإقليمية بصدق وايمان بهويتنا العربية الاسلامية ونتصالح ونتسامح ونتسامى على الجراح وننظر إلى المستقبل الوضاء الزاهر ولمصلحتنا الجامعة ونعترف بأن الجميع أخطأ مما يحتم على الكل أن يراجع حساباته ويقدم التنازلات اللازمة للتقارب والتأخي والتصالح والتسامح ونعود إلى الصفاء والحب والوئام بحق وحقيقة لنبني يمناً جديداً موحداً مستقراً خالياً من العمالة والعملاء والمخربين, والفاسدين والمفسدين في الأرض الذين يعملون أعمالاً تخدم الاجندة المعادية ويعملون على إقلاق السكينة وعلى سفك الدماء وتدمير القيم والأخلاق ومروجي التعصب والتمذهب والمناطقية والسلالية والعرقية.

وهذه المصطلحات وغيرها الغرض منها تفتيت وحدتنا وتشتيت شملنا وإزهاق أرواح الكثير والكثير منا. فلابد من اليقظة والحذر والاستعداد ( يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم) فانفروا ثبات (أي مجموعات أو أنفروا جميعاً.

إن من الأشياء التي تهدد كيان مجتمعنا وبناءه المتماسك هي العصبية والتعصب وهذان أمران ممقوتان في الدين، بل ليس من الإسلام في شيء يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم: (من قاتل تحت راية عمية ينصر عصبية أو يدعو الى عصبية فمات فميتته جاهلية) وفي الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في أواسط أيام التشريق فقال: يا أيها الناس إن ربكم واحد وان أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا أحمر على اسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله اتقاكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فليبلغ الشاهد الغائب ثم قال صلى الله عليه واله وسلم ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا).

إن العصبية معناها- إنكار الآخر واحتقاره وتحقيره وانتقاصه وكذلك التعصب للفكرة وعدم التنازل عنها- كذلك التعصب للقبيلة أو للجماعة أو للحزب أو للمذهب فهذا كله يفتت وحدتنا ويشق عصانا ويفرق صفنا ويجعلنا أعداء لبعضنا البعض ويبعث على الكراهية فمن كان منتمياً لجماعة صار يكره الجماعة الأخرى ومن انتمى إلى مذهب فقهي صار يكره المنتمين إلى مذهب آخر وهكذا يكون الخطر المدمر على شعب اليمن الأبي الكريم ويقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما عند أبي هريرة: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاثا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)، فقولوا لي بالله هؤلاء القتلة الذين شنوا حرباً شعواء على شعب وفرضوا حصاراً خانقاً طوال تسع سنوات من آل سعود , وآل نهيان وغيرهم من الدول والتنظيمات ومن لف معهم الذين أعطوا لأنفسهم الحقوق بفتوى من إبليس ليستبيحوا دماء المسلمين ويستهدفوا المواطنين اليمنيين أفراداً وجماعات فيقتلونهم بلا ذنب بطائراتهم وبصواريخهم من الجو أو من الأرض والبحر بدون ذنب ولا جريرة ثم يقومون بعدها بفرض حصار شامل من البر والجو والبحر وقطع الامداد بالمشتقات النفطية من البترول و الغاز وتخريب المنشئات الخدمية والبنا التحتية في عموم البلاد، وحتى اليوم بعد مرور عشر سنوات على شن الحرب لا يزال الشعب اليمني يعاني من ويلات الحصار والتفريق بين أبناء الشعب الواحد بكل السبل .. واستمرار فترت اللاسلم واللا حرب مع ذلك هذه الدول التي شكلت تحالف كبيرا واستأسدت على شعب اليمن نراء حلف عاصفة الحزم يتوارى ويتخفى ويدس أنفه في التراب لما يجري من حرب إبادة في غزة وتركوا إسرائيل الصهيونية تستفرد بغزة وترتكب الجرائم والمجازر التي يندا لها جبين الإنسانية دون أن يحركوا ساكناً واليوم يستمر مسلسل الذل والخزي والمهانة وبعد مرو رعام كامل من الحرب الظالمة على قطاع غزة وها هياء إسرائيل اليوم توسع من الحرب لتشمل جنوب لبنان والضفة الغربية تدعمها دول عظمى بالسلاح والمواقف في مقدمة تلك الدول أمريكا.. ولا نرى لقادة العرب الدمى أي موقف ضد إسرائيل الصهيونية بالله .

هل بقى لهم موقف عروبي أو اسلام , بل لم يبقى لهم دين وأن تمثلوا ذلك وأن رددت وسائل إعلامهم آيات من القرآن فهم قد تجردوا من الإنسانية ومن الدين ولم يبقى في قلوبهم بقية أدمية أو إنسانية إنهم تجردوا من كل ألوان الإنسانية تماماً، أما الإسلام فقد بين موقفه منهم حينما بين النبي صلى الله عليه واله وسلم صفاتهم منذ أكثر من ألف وأربعمائة وستة وأربعون سنة فقال: ( سفهاء أحلام حداث أسنان يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) , مع الأسف نرى البعض يشمت لما يحدث لفصائل المقاومة في غزة وفي لبنان لأشيء سوى بأنهم يخالفونهم في الطريقة أو المذهب لذا فهم يتمنون أن تبيد هم إسرائيل الصهيونية وتسحقهم من الوجود هذه هي العصبية المقيتة يا أمت الضاد.. عدنا لزمن الطوائف والخسارة ستلحق بالجميع كما خسرنا بالأمس الأندلس لكن ثقوا بان الصهيونية لن تقف عند حد والدور عليكم أيها المتفرجون الشامتون ونراه قريبا..

نعم إن العصبية تعمي العين وتغلق العقل والقلب وتجعلها لا تعمل تماماً لأن المتعصب لا يرى إلا نفسه- ولا يرى إلا حزبه ولا يرى إلا جماعته فقط إذا المسألة كلها تفتيت في تفتيت وفرقة في فرقة والتعصب هو عبارة عن جهل مع الكبر لأن المتعصب قد أغلق عقله فلا يقبل نصحاً ولا يقبل إلا حزبه أو جماعته أو رأيه هو فقط يقول الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ( بئس العبد عبد تخيل واختال ونسى الكبير المتعال بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي العلي الأعلى، بئس العبد سها ولها ونسي المقابر والبلى، بئس العبد عبد عتى وطغى ونسي المبتدأ والمنتهي، بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين، بئس العبد عبد طمع يقوده، بئس العبد عبد هوى يضله) .. عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أحسابكم ولا إلى أنسابكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم فمن كان قلبه صالح تحنن الله عليه وإنما انتم بنو آدم واحبكم اليه اتقاكم ) وفي حديث آخر وأنفعكم للناس. عليك سلام الله يا سيدي يا رسول الله .

حول الموقع

سام برس