بقلم/ الدكتور حسن حسين الرصابي
حالة عبثية .. وفوضى في المواقف العربية التي يمكن تسميتها مرحلة انكشاف الأقنعة وسقوط أوراق التوت التي كانت تحاول تغطية وستر العورات العربية للقيادات والأنظمة العربية المأفونة والمتواطئة مع عدو الأمة ومع قوى الاستكبار الدولي التي تفعل الأفاعيل في اوضاع العرب وفي أحول الشعب الفلسطيني ..
القتل العبثي الصهيوني متواصل ولا يبدو له نهاية منظورة والابادة بحق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني اصبحت منهجية صهيونية تحظى بدعم ومشاركة غربية وبتواطؤ عربي ذليل وخسيس حرب ابادة وتطهير عرقي قذر طوال أكثر من عام ..
هذا ما تعمله إسرائيل في الجانب العربي من المسرح فتدك بطائراتها غزة ولبنان وتمارس حرب الإبادة والأعمال البربرية من قتل وخطف وبطش وتهجير من شمال غزة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها دواليك .. إضافة للحصار وردم آبار المياه ومنع وصول الغذاء والدواء هذا في غزة أما في لبنان فقد أخلت قرى ومدن وحولت ساكنيها إلى لاجئين ومشردين بلا مأوى تلقي بالملايين في العراء والبرد والشمس والجوع والشتاء والثلج قادم .. وتضرب عرض الحائط بكل قرارات ومناشدات الامم المتحدة والمنظمات الدولية وقرارات محكمة العدل وقرارات واحكام محكمة الجنايات الدولية ..
فلا تفكر أمريكا أن تردعها ولو بنظرة حازمة .. بل تفعل العكس تحتضنها وتزودها بأحدث الاسلحة الفتاكة وترسل الأساطيل لحمايتها وانظمة الدفاع الجوي مع العاملين عليها جنود أمريكان وتستخدم حق الفيتو من أجلها .. كم قرأنا خلال هذه الفينة تطالعنا مقالات من كتاب غربيين وهم ينعتون وينعون على العرب والمسلمين خذلا نهم لإخوانهم الذين تبيدهم إسرائيل في غزة في مجازر يندى لها جبين الإنسانية أخرها في خان يونس وفي بيت .. لاهيا وفي كل القطاع يقولون لم نر لهذه الأخوة العربية والإسلامية المزعومة أثراً ثم نرى أحدهم يتندر وبسخرية ويقول كان هناك كلب ولكنا لا نسمعه ينبح يدفع الذئاب عن غنمه ..
ولا شك إن النمر الإسلامي الذي صورته الصحافة الغربية أيام زمان لم يكن سوى قطة اليفة تموء إلى هذه الدرجة بلغة الشماتة .. وإلى هذه الحظة مازالت المذابح والإبادة في غزة مستمرة على أشدها في شمال غزة والذين يواجهون خيارات مصيرية إما الرحيل أو الموت .. ولم نجد من إخوان العروبة والاسلام إلا الشجب والتصريحات والمغالطات والفهلوة والهروب إلى الامام بدعوة لتشكيل تحالف حل الدوليتين وقرى ومدن لبنان تكنس من على وجه الأرض وغزة تكاد تأفل وتلفظ انفاسها وهذا ما تنتظرونه إن كنت جاداً أسعى لتنفيذ مقررات مؤتمر القمة الاسلامي والعربي الذي تكلفت بمتابعتها لكنه التلكؤ..!! فلا عجب هذا نحن العرب , بل ان من بيننا نحن العرب والمسلمين من يفتح حدوده لإسرائيل لعبور المؤن وكل ما ينقصها عبر جسر بري طويل يخترق ثلاث دول عربية واخيراً دولة شقيقية من دول الطوق الكبرى تفرغ باخرة من الأسلحة والذخائر في مينائها وتنقل ذلك إلى دولة الكيان الصهيوني لتقتل الاشقاء المدنيين في غزة ولبنان ..
وتلك مأساة وحالة من العبثية الاخلاقية التي لم تر الامة مثله من قبل فبالله ما هذا الخنوع والتبعية والخداع والمخاتلة والمكر والانبطاح والتماهي مع اعداء الله واعداء الأمة فهل نحن أمام دفاع عربي مشترك أم دفاع عبري صهيوني عربي مشترك ..؟!! لنصل إلى أمر مفاده ان الضمير العربي قد تعرض لموت سريري وان الضمائر العربية قد أصبحت نسياً منسيا .. لكن في المقابل أن الضمير الانساني قد أفاق من غفوته والحقيقة لم يمت الضمير في الدنيا وهناك من الخيرين في العالم الكثير ومن تابع كلمة الرئيس الفنزولي من أمريكا الجنوبية في قمة البركس يشعر إن العالم لا زال بخير يحس ويشعر بالمعاناة .. وكنت أتمنى أن تأتي تلك الصرخة مدوية من العالم الاسلامي العربي حيث الإسلام وأهله ورجاله ودوله .. ولكنهم سبقونا حتى في هذا ..
هذا رجل أكثر اسلاماً وأكثر عروبة من كثيرين .. والاسلام نجدة .. والاسلام شهامة وضمير ومحاسبة للنفس وليس مجرد كلمة في بطاقة الهوية ولا كلمة "عربي" أمام خانة الجنسية فهذه وبين فلسطين الأرض المحتلة .. يجري الذبح والإبادة والتطهير العرقي والارهاب والتفريغ السكاني بالموت جوعاً وظمئا ومجازر وقتلا وجرائم وتشويهاً وأسراً وتعذيباً وترويعاً واغتصاباً وإذلالاً وتطهيراً عرقياً وامام هذا العالم العربي أمر طبيعي ولا غبار عليه ولا مانع ان يواصل الكيان الصهيوني حرب الإبادة في فلسطين ولبنان وإذلال الملايين والتهجير بقوتها الطاغية وغطرستها المعهودة ها هي تنفرد بفريستها .. ورغم عظم وأهوال المأساة فلا اعتراض ولا مواقف ولا ضمير .. والله المستعان.