بقلم / القاضي حسن حسين الرصابي
إلى شهداء المقاومة .. إلى الشعلة التي خبت والأسطورة التي ذوت والأمل الذي خاب..
أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة فمن تركه رغبة عنه البسه الله ثوب الذل وشمله البلاء وبات بالصغار والقماءة وضرب على قلبه بالإسهاب وأزيل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومنع النصف إلا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهارا وسراً وإعلانا وقلت لكم أغزوهم قبل أن يغزوكم فو الله ما غزى قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان فيا عجباً عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقهم عن حقهم فقبحاً لهم إنهم عرب الأمس والتاريخ يعيد نفسه.

اليوم المجتمع العربي يواجه معركة المصير وهو يرزح تحت كابوس قام من المذلة ولتسليم للمؤمرة .. و تصفية الحسابات المهينة وما وقع منها .. ولدلالة تلك الهزة أن الاقلية المؤمنة والأكثرية الصامتة في هذا المجتمع تنجذب بحدسها الصادق وحسها المؤمن إلى النزال والإقدام وإلى الجرأة والصراحة والاخلاص من طول ما عانت من صخب الدجل والإفك والتدليس وأن المواطن العربي إذا خلا بينه وبين عفويته النقية وسجيته الصافية يتأبى على الظلم والبهت والختل ويهفو إلى ما يعيده إلى ينابيعه الروحية وأصوله الحضارية بتوق المنبت .

غير ان المؤامرة أكبر بكثير مما نتصور والأمة في أحسن أحوالها تعاني من عجز وشلل وانهزام قيادي ومعنوي ..
وها نحن اليوم وقفنا في صراع وجودنا نواجه الواجب بالتخلي والشرف بالخيانة والشجاعة بالنكوص والصمود بالتواكل والتخاذل .. وموقف العرب ملتاث مخبوص مربوش لا تجمع عند المصيبة ولا تلاحم عند الخطب تمزق وضلال وبدل أن تحرك الكارثة العزائم وتثير النخوة والنجدة لإخواننا في فلسطين ولبنان كرست القيادات الذل وعمقت الخزي وبدل أن تحفز للثأر حتى اليوم أكثر من ثلاثة واربعين الف شهيد في غزة وحوالي الخمسة الألف في لبنان تقريباً أنه لعار أزلي والأمة العربية والاسلامية وراء تلك المجازر وحرب الإبادة التي تشنها الصهيونية على أشقائنا في المقاومة الإسلامية في غزة ولبنان .. أنه والله أكبر تحد واجهته الأمة وهي على المحك فهي إما أن تصمد وتواجه التحدي الصهيوني وتساند المقاومة وإلا اندحرت وخبا نورها وضاعت القضية برمتها .. لتبقى إسرائيل وحدها منارة مهيمنة على الشرق الاوسط برمته وتبقى دويلات فسيفسائية طائفية شعوبية هزيلة لا تملك من أمرها كثيراً أو قليلا كدول الطوائف والمماليك.

غير ان المعركة لن تكون بالسهولة التي تريدها الصهيونية و الصليبية الناقمة الحاقدة وإذا لم يع هذا الجيل التعيس أبعاد المؤامرة ولم يتعمق أسبابها ودوافعها ولم يدرك أهدافها فأن رواد الخير وطلائع الحق لن ييأسوا من رحمة ربهم وهدى نبيهم وسيظلون شاكي السلاح لن تفتر لهم همة ولن يعتريهم وهن موصول كلالهم بكلالهم كلال الليل بكلال النهار شعارهم الجهاد لإعلاء كلمة الله وشوقهم أن تتخضب بالدماء محاسن وجوههم في سبيل الله حتى يأذن الله للأمة الضائعة بقائد مؤمن يرفع راية الجهاد ويعيد قومه إلى الإيمان هاتفاً بهم من وراء الغيب الله أكبر صدق وعده ونصر جنده وهزم الأحزاب وحده .

حول الموقع

سام برس