بقلم / الدكتور حسن حسين الرصابي
قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي دحسن حسين الرصابي
الشام .. يلتهب والحلول بعيدة المنال
من الواضح ان اوراقاً سياسية واوراق دولية واقليمية عديدة قد اختلطت في سوريا .. لأن ما يجري فيها لم يجد بعد التفسير المناسب والواضح من كافة النواحي .. اولاً نتساءل لماذا جاء هذا التحرك السريع ولماذا شهدت سوريا وبعض مناطقها كل هذه الانهيارات التي وفرت للمعارضة المسلحة أو القوى المتحالفة ضد نظام بشار الأسد ولنا ان نتساءل هل كان بإيعاز صهيوني اسرائيلي وغربي امريكي لإحداث فوضى في سوريا وفي الشام كلها .. أم ان الاتراك هم من اوعزوا للعناصر الممولة منهم لا حداث اختراقات عسكري وأمني في النظام السوري خدمة لأجندتها وحساباتها وكذا لتأكيد دور تركي قادم في الشرق الاوسط كما يتردد ويبدو ان الاوراق اختلطت وتاهت حقائق عديدة حتى ان اللاعبين المهيمنين فيها ظلوا في حالة دهشة اولى لم يفيقوا منها إلا بعد مرور ايام عليها ..

افاق الروس على متغيرات ميدانية تنذر بان تحدث متغيرات سوف يطال وجودها في سوريا وجاء تحركهم بضربات الطيران التي وجهت الى المعارضة السورية المسلحة التي لا تخلو من توافر عناصر متطرفة وارهابية في اطار تلك المعارضة ربما ينذر بدخول الصراع الى مرحلة أكثر تعقيداً وأكثر تعدداً فالحشد الشعبي في العراق تحرك اسناداً لدمشق وبشار الأسد .. فيما سيتقاطر الى سوريا قوى متطرفة اخرى تحركت عناصرها الى سوريا اسناداً لما يسمونه معارضة مسلحة من أواسط آسيا ومن مناطق ساخنة اخرى ترى نفسها معنية في اسناد المتطرفين في حلب..
والصهاينة في تل أبيب يراقبون عن كثب ما يجري في سوريا في انتظار ما ستؤول اليه الأمور هناك إذ لم يخفوا مخاوفهم من حدوث اضطراب سياسي وعسكري على حدودهم مما قد يفرض عليهم تحركات كثيرة .. مع انهم يتوقعون ان تلك الجماعات لا تخفي عداءها لحزب الله وصراعها مع حزب الله في الفترة السابقة ..

وواضح ان المتضرر الأكبر كان ايران التي تحركت الى دمشق مساندة وداعمة .. ثم تحركت الى انقرة لتنقل تهديداً واضحاً وتؤكد ان مرحلة صراع ايراني -ـ تركي سوف ينشأ وان اوراقاً جديدة في ذلك الصراع سوف يظهر في قادمات الايام القريبة كرد فعل لما جرى في الشمال السوري وفي حلب وادلب وحماة لأن ايران ترى في الفوضى التي حدثت في سوريا انها هي المستهدفة في وجودها وفي صراعها مع الكيان الصهيوني ..
فيما ظلت اوروبا تناوش عن بعد بالبيانات والادانات ضد الروس وضد ايران وظهرت بانها مع المصالحة السياسية في سوريا وضد بشار الأسد ..
وفي الأفق يبدو أن موسكو وطهران تسعيان الى اقتياد انقرة الى ( اسكانه ) لإعادة ضبط العلاقة بينهم وتحديد المصالح وفي ذات الوقت تسعى اوروبا إلى اشغال بوتين والى توريط طهران في المزيد من الصراع في سوريا .. إذ من المتوقع ان نشهد تطورات غير محسوبة تدخل هذا المضمار حيث تنبئنا الأحداث ان وراء الأكمة ما وراءها من حسابات غير متطورة ..
اذ يسعى كل طرف الى استثمار ما يجري في سوريا لصالحه وتوظيفه بما يخدم توجهاته السياسية والجيوسياسية .. فالأمريكان والصهاينة يرون في ما يجري في سوريا قطعاً للوجستيات التي تدعم حزب الله وبذلك تضربه وتجعل حزب الله في وضع محرج وفي احتياج للدعم المفقود .. في ذات الوقت ترى بريطانيا والمانيا وفرنسا ان اشغال روسيا في سوريا يضعفها في أوكرانيا وفي ذات المنحى يأتي الدور التركي الذي أراد أن يخضع الأسد لإرادة اوردوغان الذي يسعى الى فرض وجود له في الشمال السوري لمواجهة الجيب الكردي وهو التحدي المقلق دوماً لأنقرة منذ فترات سابقة اذ اصبحت الادارات التركية تتوارث همه ومشاكله ..

لكن يبقى الشعب السوري هو من يدفع الثمن قلقاً واضطراباً وسوء معيشه واوضاعاً تتردى يوماً اثر يوم ..
ولا تلوح في الافاق حلول مرضية لجميع الأطراف وانما تعقيدات متواصلة مفتوحة على أكثر من سيناريو .. سيكون علينا ان ننتظر الايام القادمة لتتضح الأمور وتفصح عن توافقات تهدئة مؤقته الى حين ..
5 ديسمبر2024م

حول الموقع

سام برس