بقلم/ رشا عبدالوهاب
عاشت أم كلثوم 50 سنة من حياتها على الصفحة الأولى ، وظلت 50 عاما من رحيلها أيضا على الصفحة الأولى بدون سلطة منها فى أى مرحلة سوى موهبة تتجاوز السنوات وعددها.
واختار الكاتب الراحل محمود عوض فى كتابه «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد»، والتى صدرت الطبعة الخامسة منه أخيرا بمناسبة مرور 50 عاما على رحيل أم كلثوم، عام 1926 مدخلا لعالم الأسطورة التى تتجاوز الزمن.

الأسطورة التى تربعت وستتربع على القمة بلا منازع، وهو العام الذى بدأت فيه الاستقرار فى القاهرة لتنافس بقوة منيرة المهدية وفتحية أحمد ، تغنى المدائح بينما تصدح الأخريات بالأغانى الخليعة.

قررت تطوير نفسها ليس من أجل التطوير فى حد ذاته لكن حتى لا تكون مرغمة على ذلك. يعترف محمود عوض بأنه لم يستطع اختراق حياة أم كلثوم الشخصية، فهى لم تتحدث سوى عن الثلاثة أصحاب الفضل فى حياتها، وهم والدها ووالدتها والشيخ أبو العلاء الذى جعلها تفهم ما تغنيه، على حد تعبيرها.

أم كلثوم تحول كل حديث عن نفسها إلى حديث عن الغناء، فالقاهرة التى جاءت إليها تعج بالتحديات، وتسببت فى أول صفعة على وجهها من والدها عندما ردت على سميع رفض غناءها لـ «سبحان من أرسله رحمة لكل من يسمع ويبصر»، إلى جانب منافسة قصيرة غير شريفة، والحاجة إلى غناء مختلف يجعلها تتطور.

عرض الكتاب أم كلثوم من عدة زوايا: عندما تغني، وعندما تختار ما تغنيه، على المسرح، وفى البيت، ومع الشاعر والملحن، كشخصية وطنية وكرمز للعرب، وأخيرا كامرأة عادية تمكنت من صنع المستحيلات. وظل الدرس الأهم فى مسيرتها أن «النجاح وليس ثمن النجاح هو المهم».
نقلاً عن الاهرام

حول الموقع

سام برس