بقلم/ احمد الشاوش
احس براحة نفسية وهدوء عجيب ومزاج معتدل وذاكرة وخواطر جميلة بعد صلاة الفجر الذي هي مفتاح الرزق والصحة والامل ليوم جديد ومُشرق بنور الله.

تتوارد الافكار والكلمات والجُمل والقضايا والمواضيع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والانسانية والعناوين البارزة ، وقبل ذلك التأمل في هموم ومعاناة ومآسي واحوال الناس الغلبانة على امرها وكاتب السطور احد ضحاياها.

كم هو جميل ورائع ان تكون الاقلام التي توثق وتسلط الضوء على قضايا المجتمع صادقة وان يكون الحبر شفاف بعيداً عن سموم المطابخ السياسية والاحزاب الكرتونية والولاءات الداخلية والخارجية المتعددة الخارجة عن منطق العقل والحق والعدالة.

في وقت مُبكر وبعد نوم عميق وبعيداً عن دوشة الاخبار والقنوات الفضائية ، والفاضية ، والفوضوية ، التي تَسوَق الوهم وتعمل على تدمير النسيج الاجتماعي وصناعة الفتنة والشائعات وتصدير الكراهية والعنف واذكاء الاقتتال وتعزيز ثقافة الصور الصادمة وغرس مشاهد حمامات الدم و الدمار والاطلال والمآسي المزدحمة بعناوين القهر والالم والوجع والفقر والجوع والرعب حتى صارت كل تلك المشاهد والصور واللقطات والتقارير والتحليلات والمقابلات المرعبة شيء مألوف لدى عقول وعيون واذان المشاهد اليمني والعربي المهزوم نفسياً والمأزوم معنوياً والمضطرب فكرياً والتائه في كل مجالات الحياة.

الفجر هو ميلاد يوم جديد واشراقة شمس الحرية التي لوكانت بيد قائد او تاجر او شركة أو قبيلة اونظام أو حزب عبثي لاختزنها وباعها للناس ليل نهار وللشرق والغرب ، ولو كان الهواء النقي في امكانية شخص او شركة ووكالة السيطرة عليه لخزنة في قنينات للتسويق والتصدير و البيع دون عابهاً بمن يموت أويبقى على قيد الحياة.

كل شيء قابل للبيع في اليمن السعيد الذي حوله ساسة الداخل وشياطين الخارج الى يمن جريح وتعيس ويائس وبائس وفقير ومشرد ونازح ومغترب رغم ان اليمن بخيراته وثرواته النفطية والغازية ومعادنه النفيسة والزراعية والسمكية وغيرها تجعل كل يمني يعيش الحياة الكريمة ، لكن واقع حال يؤكد ان اليمن جوهرة في يد فحااااام ..

كل شيء قابل للبيع .. الوطن .. السيادة .. المؤسسات .. المناصب .. الاراضي .. القصور .. الفلل .. الجبال .. السهول .. الشركات الوكالات .. الثروات .. البترول .. الغاز .. الذهب .. العزة .. الكرامة.. البشر..الرؤساء.. الملوك .. الامراء .. الجيوش ..

الكل يبيع .. الكل يتآمر على الكل .. الكل يخون الكل في زمن الدعارة السياسية والانحراف والسقوط والانحطاط الاخلاقي في الشرق والغرب والشمال والجنوب .. بإستثناء الفشل في محاولة السيطرة على نعمة المطر والهواء والشمس وبعض القابضين على دينهم واخلاقهم كالقابضين على الجمر في زمن التحولات .

اجمل الكتابات عزيزي القارئ هي بعد صلاة الفجر بجماله ونقاوته ولونه ونداه وطله واطلالته وهدؤه وعنفوانه واشراقاته ونسماته ومناظره الخلابة والبديعة وهوائه العليل الذي يُحفز العقل ويُنعش الروح والفكر ويُحرك الاحساس والشعور والوجدان ويدفع فينا الامل والتفاؤل والطموح والاصرار للعيش في الحياة.

تتوارد الافكار والخواطر والقضايا الاجتماعية فينسال القلم وحبره الشريف والنظيف مختزلاً الكثير من المسافات والمواضيع التي تُعالج مشاكل الفرد والاسرة والمجتمع والشعب وما اجمل ان يتخلص الانسان من الاحقاد والضغائن وان يكون أكثر تسامحاً.

وأجمل مافي ذلك الصباح الجميل ان الكتابة الامينة والرسالة الصادقة والموضوع القيم والقضايا الانسانية تدخل الى القلوب والعقول ويستقر وقعها في الآذان بشقيها المؤلم و السعيد واسرارها العجيبة والغريبة ونقدها البناء وتتناقلها الاجيال بالذكر الطيب كالمسك لاسيما اذا ما كانت لوجه الله تعالى وخدمة الامة وتنويراً للدولة فأنها تعكس صدى لدى كل قارئ ومتابع وسامع ومتذوق للطرح الرصين والمؤثر والمقالة المنصفة والكلمة الصادقة التي تُعبر عن قضايا وهموم الناس ومعاناتهم وحريتهم وكرامتهم ومعيشتهم وهويتهم ووطنيتهم ووجودهم في الحياة ..

اخيراً .. هناك قادة وملوك وحكام ووزراء ومسؤولين وقضاة واكاديميين ومثقفين وصحفيين واعلاميين ونُخب سياسية واجتماعية ورجال اعمال قابلة للبيع والشراء وتؤمن بان كل شيء في الحياة فرصة وصفقة ونزوة في قرارة نفسها ولكنها تستخدم الكثير من اساليب الخداع والاقنعة تحت ستار السياسة والوطنية والايدلوجيا والقومية والدين والعلم ..

بينما هناك أفراد وأسر وشخصيات ورموز عربية ويمنية لايمكن ان تساوم او تبيع وتشتري في قيمها أو تفرط في اخلاقها وتربيتها ومواقفها ووطنيتها وسيادتها وهويتها وكرامتها وعرضها أو تفكر في نهب ثروات بلدها رغم غناءها او فقرها وحاجتها ومعاناتها ، لان الكرامة والوطنية والهوية والحرية وحُب الوطن والدفاع عنه هو جينات متوارثة من الابآء والاجداد والتربية الصالحة والتعليم والبيئة التي نعيش فيها والثقافات المتدفقة من الشرق والغرب لها دور كبير في احداث التحولات ورغم ذلك الناس معادن والذهب .. ذهب ، وبائعي القيم والاوطان غُثاء كغُثاء السيل.
نسأل الله ان يحفظ البلاد والعباد وان يوفق القادة والمسؤولين في اليمن والدول العربية والاسلامية الى مافيه خير وخدمة الشعوب والاوطان وتجاوز كل الاخطاء وتصحيح كل السلبيات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب على الاقل يظل وفياً وشجاعاً ورجل موقف عندما تحل المصائب.
قال تعالى " أَيۡنَمَا تَكُونُواْ يُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِي بُرُوجٖ مُّشَيَّدَةٖۗ " صدق الله العظيم .

حول الموقع

سام برس