بقلم الدكتور/ حسن حسين الرصابي
الاوضاع العربية الراهنة توحي بان العرب امام مفترق طرق وانهم موعودون بالتحديات المتعاظمة وان مخالب المتغيرات جاهزة لتنهش دواخلهم وتنبش جروحهم , ومع ذلك نجدهم في وضع لا مبالي ومجازف لا يضعون اعتباراً لتلك التحديات عن استغباء وعن ضعف ونتبارى في هدم ما هو ايجابي لصالحنا مقابل رضى قوى معادية لنا في اطار ما نسميه البحث عن شراكات مع غرب غادر وقوى دولية لا تخدمنا ,بل تتآمر علينا وتقف الى جانب عدونا الأزلي الكيان الصهيوني ..

ورغم من كل التهديدات الوجودية ضدنا فان مهمتنا الحالية كعرب اليوم هو هدم وتحطيم ما بنيناه بالأمس نحن نسير القهقرة أمسنا خير من يومنا وماضينا خير من حاضرنا مستقبلنا قاتم هذا هو واقعنا العرب ليس لنا هدف وليس لنا غاية نتآمر على بعضنا ونقاتل بعضنا وننفذ اجندة عدونا فينا .. هذا واجبنا اليوم تنفيذ بروتوكولات حكما صهيون وشرب نقيع التلمود .. لكي لا يصدمنا الواقع الفاسد المنحل الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والاسلامية الكل اليوم نستسيغ العدمية وهذا بذاته دستور العدميين وهذا ثمرة الغزوا الفكري الذي قذفتنا به الإمبريالية وربيبتها الصهيونية العالمية جعل منا حقل تجارب لتطبيق تعليمات التلمود لبني صهيون لتطبيقه فينا ونحن نفذناه بأيدينا وبإعمالنا ندمر قيمنا الروحية وأصولنا الحضارية ومبادئنا الأخلاقية وتقاليدنا النبيلة في النخوة والشهامة والنجدة .. المؤامرة افترستنا دون عناء فتشرذمت اقطارنا وتذبذبت مجتمعاتنا وانتكست أمورنا وسقطت رايتنا وتركنا العرين ووقفنا موقف الذليل لا نقوى على صد عدو ولا رد البلاء ولا نذود عن كرامة تستشري فينا المؤامرة كل صباح فيبني أعداؤنا ونهدم قيمنا وهم يجثمون على صدورنا ويدنسون مقدساتنا ويحتلون أرضنا ويتشردون أهلنا ويهتكون أعراضنا فنلقاهم نحن بنباح الشعارات وعواء المها تر ات والنقاش وتباري المتحذلقين في الفضائيات واطلاق التحليل في القنوات والإذاعات ثم نهاجم بعضنا فيما يسيل الدم العربي بالأيدي العربية وبالتهاون العربي .. وضياع الجهد القومي وتضرر الجهود الجادة الرامية إلى بناء الوحدة الوطنية .. مع الاسف نحن في صراع هم يخططون له ونحن ننفذه ونتجرع مآسيه ليس لنا خطة وليس لنا قضية جامعة أمة ضائعة مشلولة مفككة الأوصال أمة تنكرت لماضيها فأنكرت حاضرها ولعنت مستقبلها و المؤلم انها هي تتمطى اليوم في يأسها القاتل تنتظر القدر الجانح يستعدي بعضنا على بعض وتهاجم جيوشنا جيوشنا ونحول جهاد الأعداء لنحارب بعضنا بضراوة وعلى بعد أميال يقبع عدو أمتنا الذي يُبيد إخواننا والذي يذلنا ويهتك أعراضنا ويرسم لنا مصيرنا مصير الخزي والهوان ..

حالنا اليوم مؤلم فواعجباه تحيط بنا هذه الكوارث فلا تحرك فينا همة ولا تثير عزيمة لاستئصال الغدة السرطانية التي تستشري وتتمدد وتسعى للقضاء على وجودنا وساعية لاجتثاث أولنا وآخرنا أما علاج لهذا الارتكاس القذر الذي نتأرجح فيه .. يا عجباً لهذا الحال ؟
دوماً المعاناة تجمع فلما لا نجمع قوانا ونجمع شتاتنا ونعبئ طاقاتنا ونوحد صفوفنا ونعلن جهاداً في سبيل الله ونحن ثلاثمائة مليون عربي ومعنا مليار ونصف مسلم فنستعلي على غرض الدنيا ونستخف بوعيد العدو لوعيد الله سبحانه وتعالى ..
ولا نعلم لماذا اصابنا الهرم واضعنا الرؤية وتعامينا عن حقيقة التحديات تعترض مسيرتنا وتقدمنا ..

الله أكبر أعقمت أمة الثلاثمائة مليون أن تخرج أمثال أبو عبيدة بن الجراح وصلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي ..
بالله لوجد في أمتنا رجل كالمعتصم وطاغية كالحجاج بن يوسف أكنا عندئذ نذل لبني صهيون أكنا عندئذ نأكل خزياً ونشرب هوانا ونتزاحم على موائد الأعداء ونذهب نستجدي عطف أمريكا وروسيا وأخواتهما وإسرائيل ترتكب المجازر والابادة الجماعية في أبنا جلدتنا اخوتنا في العروبة والاسلام في غزة .. ثلاثمائة مليون عربي كثرتهم بلاء وهباء ووباء كلهم يستمرئ طعم العار ألا يخزينا اننا أبناء أولئك الذين وضعوا نصب أعينهم أن يجاهدوا لإعلاء كلمة الحق سبحانه ولذا ألوا على انفسهم أن لا يموتوا حتفاً ولكن قطعاً بأطراف الأسنة ونحن مئات الملايين ومعنا أموال قارون ثم نرضى حياة الخزي والعار لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون , ومن يرغب عن الهدى إلا من سفه عقله وما هو ضار به من أحد غير نفسه وأهله وذريته حتى جعلنا الله نكالاً لما بين أيدينا وما خلفنا ..

فواعجباه من مواقفنا المهزوزة وحرصنا على دنيا فانية وتفريطنا في ثوابتنا الدينية مقابل لا شيء انها دنيا وارتهان للماديات .. وكان جدير بنا أن نكون في طلائع الأمم قوة ومنعة وانتاجاً وتسليحاً وعطاءً كما أمرنا بذلك ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء ورسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ..

ورغم المعاناة والبحث عن المشتركات التي تجمع إلا ان هناك من يصر على اثارة قضايا هامشية ويثير المتاهات على أو ضاع مهترئة , لكنه لا يقدم باي عمل بناء أو نشاط ايجابي حتى اصبحنا كعرب أضحوكة بين الأمم ..
ان ما نراه من تفتت مجتمعنا بين سني شيعي هي سيناريوهات اصطنعوها هم هو تفتت فيروسي هروبي جبان ما قيمة هذا إذا كان جيش إسرائيل يستطيع أن يقضي على السني والشيعي انه الانقسام الحقيقي بين مؤمنين وغير مؤمنين بين أكثرية صامته واقلية صاخبه كاذبة بين انتماء لعقيدتنا وتراثنا الفكري والروحي وبين تبعية وعمالة وخيانة بين من يرون القضية تجارة وانتفاعاً وبين من يرونها قدراً ومصيراً وبين من يجعلونها سلعة في سوق المساومات الدولية وبين من يعتنقون مبدأ وغاية ونخوة وحمية ..

ان خطوب و أهوال عظيمة تنتظر هذه الأمة طالما بقيت تراوح في مكانها وطالما ظلت العقول مشغولة بالصغائر وتترك عظائم الأمور .. ولا عاقل أو حكيم يدعوا الى الرشد , بل نجد من يدعو إلى العصبيات ويذكي النيران تحتها لأغراض مقصودة ولأسباب مفهومة وتحدياتنا تتعاظم فيما أعمالنا تنكمش وإرادتنا كسيحة لا تعمل شيئاً غير الشكوى والبكاء على الاطلال .. ومثل هذا مستحيل فالعمل ثم العمل ثم العمل هو السبيل للنهوض وللخلاص مما نحن فيه من الارتكاس والتبلد والمخاوف يا للعجب كيف تتحول معركة استنزاف العدو إلى استنزاف قوانا انصرفنا عن المعركة إلى مزايدات التشرذم والشتات كلما أو غل العدو في التصفية والتهجير والابادة في غزة عدنا وسنستمر بالمهاترات والاتهامات ولا نتخذ موقف صحيح يوقف الإبادة والتطهير العرقي لإخواننا في فلسطين معركتنا ليست مع العدو معركتنا بين قحطان وعدنان بين العرب والعرب لا بين العرب والأعداء كل حزب بما لديهم فرحون نفرح ونرقص على تعاسة الذل وشاحنا العار وعمائمنا موسومة بالخزي والصغار ولا نستحي 21دولة عربية أو يزيد وثلاثمائة مليون تقريباً بلا وزن .. ومانحن في الحقيقة إلا واحد وعشرين صفراً صدق الله القائل " ومن يُهنِ اللهُ فمالهُ من مُكرمٍ إن الله يفعلُ ما يشاءُ ". صدق الله وكذب أولئك

حول الموقع

سام برس