سام برس
معرض مهم في سياق تجربة فنان أحب المدينة و معالمها و مشاهدها فرسمها و كأنه يكتب رواية تونس الأعماق.
أعماق الحالة الثقافية و الاجتماعية و الحضارية لمدينة تونس التي ميزها الفنان بطابعه الفني طيلة خمسة عقود ..
شمس الدين العوني
ها هو الفن يقتفي أثر الحالة بل انه يغوص فيها ليبرز كنهها و يحكي شؤونها و شجونها حيث اللون و المشاهد و الشخوض بمثابة الكلمات ذات العبارات الدالة و هي تسرد شيئا من حكايات الفنان بل حكاياتنا في تلوينات جمالية متنوعة..
الفنان عزالدين البراري يقدم حيزا من شواسع مدينة تونس التي هام بها فنا و صار في معارضه و أعماله الفنية في تجربته طيلة حوالي خمسين سنة يقدم سرديته للمدينة و أحوالها حيث معارضه بمثابة عمل روائي فقد تخير الرواية المرسومة و الملونة في مجال الفن التشكيلي و لعل تجربته المسرحية في فترات السبعينات من القرن الماضي هي التي قادته الى هذا المسار ليسرد علينا حكاية المدينة بالفن التشكيلي رسما و تلوينا .

و في هده السياقات و للفترة من 02 الى 14 ماي 2025 ينتظم المعرض الشخصي لهاذا الفنان بفضاءات النادي الثقافي الطاهر الحداد بمدينة تونس العتيقة و ضمن فعاليا شهر التراث باشراف وزارة الشؤون الثقافية...تجربة جديدة في معرض شخصي للفنان المتميز عز الدين البراري بعنوان " تونس الأعماق" و يضم 18 لوحة فنية متفاوتة الأحجام وفق اشتغال فني حول مشاهد و مواضيع مختلفة تعبر عن أعماق الحالة الثقافية و الاجتماعية و الحضارية لمدينة تونس التي ميزها الفنان البراري في أعماله الفنية طيلة خمسة عقود حيث عرض أعماله في فضاءات فنية مختلفة مثل كاليستي و قصر خير الدين و علي القرماسي و سانت كروا و متحف خير الدين و بن عروس...معرض مهم في سياق تجربة فنان أحب المدينة و معالمها و مشاهدها و مهنها و مناسباتها و كل أجوائها فرسمها و كأنه يكتب رواية تونس الأعماق..من أعماق البلاد التونسية و تفاصيل حياتها بتقاليدها و مناسباتها و ما تعيشه من عناصر مشهدية مفعمة بالتراث و العادات و من غير ذلك ينهل الفنان التشكيلي عزالدين البراري في ممارساته الفنية الجمالية و التشكيلية و الثقافية حيث راكم و خلال حوالي خمسة عقود عددا مهما من الأعمال الفنية تتمثل في لوحات مختلفة الأحجام و الثيمات و المواضيع التي تجتمع بالنهاية وفق عنوان لافت هو " تونس الأعماق " و هو عنوان الكتاب الفني القادم حاضن هذه التجربة للفنان البراري الذي قدم عديد المعارض بفضاءات فنية مختلفة منها متحف قصر خير الدين بالمدينة العتيقة بتونس و برواق كنيسة سانت كروا التابع لبلدية تونس ثقافيا و برواق الفنان الراحل علي القرماسي و كذلك معارضه من سنوات برواق كاليستي و مشاركاته بالمعارض السنوية لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين الذي هو عضو به ..

في هذه اللوحات يسافر الفنان عزالدين البراري بجمهور الفنون الى مناطق متعددة بتونس من حيث الأعماق الثقافية و التقليدية و التراثية في تعبيرية مخصوصة عن جمال و عراقة المدينة بتونس العتيقة و بشخصياتها و يومياتها ضمن المناسبات المتعددة ..و في هذا السياق أنجز الفنان البراري لوحات فنية منها لوحة " المسرح البلدي " كمعلم ثقافي لأكثر من قرن حيث خيال الفنان في استدعاء الأجواء العالقة بالذاكرة الجمعية بتونس من حيث المسرح و عروضه و سهرات جمهوره ..و كذلك لوحة المنصف باي بجهة حمام الأنف في حيز من ذاكرة التونسيين الذين أحبوا هذا الزعيم الذي رأوا أنه اضطهد من قبل الاستعمار الفرنسي لمواقفه و حبه للشعب حيث كانوا يدعونه ب " سيدي المنصف " و اللوحة معبرة بجمال و ذاكرة هامتين عن تلك العلاقة بين " المنصف باي " و عامة الناس ..و في لوحة " السراجين " بالمدينة العتيقة يستدعي الفنان البراري جانبا حميميا و بروح جديدة جانبا من ذاكرة المكان و تونس عموما ..و في لوحة " مقهى سيدي عمارة " و هي قيد الانجاز يأخذنا الفنان البراري الى مكان مهم بتونس العتيقة حيث بطحاء جامع صاحب الطابع و حي الحلفاوين ليبرز كذلك مقهى سيدي عمارة بطابع تقليدي وفق تفاصيل عمل عليها في هذا العمل الفني قولا بالمقهى و الرواد و ما علق بذاكرة الناس من عناصر و تفاصيل المكان..و كذلك لوحة "سيدي البحري " هذا المكان الضارب في الزمن بمشهدياته و تفاصيله.
هذه الأعمال الجديدة تنضاف للوحات سابقة منها ما اقتنتها الدولة و منها ما تم عرضه بمتحف الفن التونسي المعاصر بمدينة الثقافة و منها ما اقتناه الخواص و أحباء الفن التشكيلي و من ذلك مشهدية حفل الفنان التونسي الراحل بقبة الهواء بضاحية المرسى و العرس بضاحية سيدي بوسعيد و مقهى و مطعم البروطة بالمرسى و كذلك لوحات باب سويقة و المركاض و شارع فرنسا بالعاصمة و غيرها...
هذه أجواء الفنان البراري و هو يعمل يوميا بمرسمه حيث يرى أنه الفنان الذي يحكي شيئا من سيرة المكان بل الأمكنة في أعماق تونس من خلال ما يطلقه لعنان خياله قولا بالجمال و القيمة و النوستالجيا و ...الذاكرة.
معرض هام يروي حكاية مدينة تونس بالرسم لتتعدد المشاهد و الأمكنة و الشخصيات الاجتماعية و الثقافية برؤية الفنان لها و دورها البين في حياة الناس بالمدينة التونسية ..الافتتاح مساء يوم الجمعة 02 ماي و الاختتام يكون يوم 14 من ذات الشهر و مناسبة جديدة للاطلاع على جانب مهم من تجربة هذا الفنان.

حول الموقع

سام برس